وحـــشة الـــعزلة
-------------------
هو ما أُلاحظه وأوحته لي وجوه الناس، وجوه كابية، كانت الشمس قد غربت، بكاءً باهتاً لطفل منزوٍ، تحت شجرة جرداء على رصيف الشارع ، ابتهالات الناس، أسمعها خشنة ،لكنها خافتة، بعض الناس يصّلون والآخرون يفرُّون إلى أين؟! بعضهم متعلق بباب الكنيسة، آخرون متكئين على باب الجامع، بعضهم اختبأ بين جدران المنازل
أسمع أصوات في عمق الفضاء، يسقط الناس واحداً تلو الآخر حيثما سقطوا، جثثاً تساعد على التمييز بين شارع وآخر، لا أعرف واحداً منهم،
لكن أعلم إنهم أبرياء، ولا أحد منهم تنبأ بساعة موته، حقيقة لم تعد تُؤلمني بعد الآن، وحشة العزلة منذ ذلك الوقت.
**********
د.المفرجي الحسيني
وحشة العزلة
العراق/بغداد
21/6/1019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق