السبت، 22 يونيو 2019

الَحَثيل // كُتبَ النص بمداد الشاعر د . عبد الجبار الفياض // العراق

الحَثيل
(وعيدُ امراة)
طالَما
أغويتَني برباطٍ
لا ينفرطُ عقدُهُ إلآ بموت . . .
سمعتُكَ يوماً
تُفتي بقداستِه . . .
بالغتَ في ثناءٍ
يرقُّ لهُ قلبٌ مَوات . . .
حتى ظننْتُ أنّي عاشقةٌ
تذوبُ وجداً في نشيدِ الأنشاد . . ١
أختالُ أميرةً
يحملْنَ ذيلَ ثوبِها جَوارٍ لِطاف . . .
حمّالةُ الصّدرِ
ليستْ إلآ من حرير . . .
سوادُ اللّيل
يُدقُّ كِحلاً بمرْودٍ من خزائنِ شهرزاد . . .
لليلةٍ ليلاء
حنّاءً
يُدافُ عنبرٌ بمسك . . .
أيَّتُها النّوارس
اصنعي لها ظُلَلاً لعرشٍ على أمواجٍ
تنغمسُ في تبرِ الأصيل . . .
كُلُّ الرّغباتِ يأتينَ طوْعاً
لعيونٍ لها سلطانٌ
لا يُرَدّ !
. . . . .
وبعد
أنتِ شبعادُ في موكبٍ سومريّ
تحرسُها أينانا . . . ٢
نفرتيتي
تُحمَلُ على أكتافِ المسحوقينَ إلى معبدِ آمون . . . ٣
جوليت
تغفو على نافذةِ انتظارٍ
تشاركُ اللّيلَ عشقَهُ لسكونِه . . .
مع أنّي لستُ إلآ واحدةً من أحياءٍ
لا يدخلُها إلآ رغيفُ خبزٍ
تخطّى كُلَّ متاريسِ السّحت . . .
بنصفِ عُريّ
يسيرُ في أزقّتِها الصّغار . . .
يُقشطُ وجهُ الوحلِ أمامَ عُكّازاتٍ
ولدتْها ذاتُ دُخان . . .
ما كان لأبي سوى بدلةِ عملٍ
ترسمُ عليها الشّمسُ لوحاتِ تعبٍ
تمحوها عندَ الغروبِ
أُميّ . . .
. . . . .
لكنْ
أنتَ الآنَ غيرُكَ على دورانِ كرسيّكَ العاجيّ
سبقتْكَ إليهِ عفونةُ شايلوك . . .
سفالةُ بروتس . . .
ما نضحَ بهِ وجهُ كافورَ
وهو يذبحُ عيدَ المُتنبّي . . .
ذاكَ الذي أبعدَكَ عن لزوجةِ الطّين
رائحةِ السّعفِ المُبتلّ . . .
شِفاراً
شحذتَ
لتقطعَ ما دنا من هذا الذي ما زالَ حيّاً
بما حفِظَها لهُ نرام سين . . . ٤
كآخرين
تنكّروا لناقةِ نبيّ
لكنّهم لم يفكّروا بدمدمةٍ
سينزلُها اللهُ . . .
من بعدهِ أُخرى لحفاةٍ
يخرجون من الكهفِ بورقٍ جديد . . .
. . . . .
مَنْ أنا ؟
لتذكرَني . . .
وأنتَ
حبلَكَ السّريَّ
نسيتْ !
ويحاً لأرضٍ
واليتَها على شفا حرفٍ
فأضعْتَها فيما أضعتْ . . .
ظننْتَ بجناجِ شمعٍ
تحلّقُ بعيداً عن مسخٍ
صرتَهُ
تموتُ عليه . . .
أبتاجِكَ الصّدفيّ
تدخلُ من بوابةِ الكِبار ؟
وعندَ حُمرِ الرّاياتِ
نزعتَ كُلّ شئ . . .
لا أدري
كيفَ تطاولتَ على تُرابِ أمواتٍ
زرعوا ما أنتَ تحتَ ظلالِه ؟
لكنَّ النّكراتِ من حيثُ أتَتْ
صاغرةً تعود . . .
إذهبْ
فقدْ تلوّثَ لساني بذكرِكَ ذاتَ يوم . . .
. . . . .
أنتِ لستِ لي
بيني وبينكِ ينامُ القَطا . . .
مالي
ما هي التي أنتِ . . .
سيكونُ لأبيكِ ما يُريد
لكِ أنْ تعيشي بسلام . . .
دعي ذاكَ الذي يقولونَ عنهُ في الرّواياتِ عشقاً
فهو أكذوبةٌ جميلة !
. . . . .
رويدكَ . . .
تمدُّ يداً
لِما لغيرِكَ على مائدةِ النّهار . . .
تقتلُ
حِفظاً لما سلَبتْ . . .
تبيعُ
ما مشقتْهُ قدماكَ على مسرحِكَ طفلاً . . .
قد لا يعنيني شئ من هذا . . .
لكنْ
أنْ تنبذَ جسداً
أغويتَهُ بمعسولِ قولٍ نبذَ نَواة
على صلفِ يومٍ
أنتَ فيه . . .
هذا ما لا أغفرُه . . .
ما لهُ عندي غيرُ تقطيعٍ من خلاف . . .
عزمتَ أنتَ ألآ تنظُرَ إلى وراء . . .
هذهِ لك . . .
ولي
إلى الوراء
ستوثَق . . .
المرأةُ شعبٌ حينَ يثور !
. . . . .
أنا ابنةُ آهةٍ
خرجتْ من جُرحِ وطن !
بقلبٍ
واحدةٌ فيهِ الأربع
تتشظّى إلى بقعٍ داكنةٍ بغيرِه . . .
سيضاجعُ ديموزي عشتارَ في ليلةٍ غيرِ ذاتِ حجاب . . .
أكلتِ العنقاءُ أولادَهُ الطّيّبين . . .
العاقّون
يخسرون أنفسَهم أولاً . . .
مقبورون
وإنْ لم يُدفَنوا . . .
إنّهم من طينةٍ
يسقطُ للعقةٍ عندَهم أيُّ ولاء . . .
يبقى الرّافدانِ يُعمّدانِ على الدّهرِ النّجوم
لا باقيةَ لعصفٍ مأكول . . .
. . . . .
عبد الجبار الفياض
حزيران /2019
١ _ السفر الخامس من العهد القديم .
٢ _ آلهة السماء والحب في الحضارة العراقية القديمة .
٣_ معبد "آمون" بواحة سيوة، هو من أهم المعالم الأثرية المصرية التي شيدت خلال عصر الأسرة السادسة والعشرين في القرن السادس قبل الميلاد .
٤_ ملك الجهات الأربع في الحضارة السومرية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق