تَرانِيمُ الغِيَاب ..
......................
......................
هَلْ تذكرينَ أَوّلَ لقاءٍ بيننا ؟ يومَ سرقْنا اللحظةَ من كَفِّ القَدَرِ وتوارينا خلفَ السحابِ كنجمينِ خافتينِ لا يُرى لنا ظِلّ ولا قتامٌ ، تحملنا أجنحةُ الفراشاتِ حَمْل النسيمِ المسافرِ بينَ حقول البيلسان وتحفنا أزهارُ الليلكِ في كَنَفِ أحضانِ اللقاءِ يومها توقفَ الزمنُ وتسمرتْ أَقدامُ السُعَاةِ وسَكَنَ كُلّ شيء إلاّ قلبينا النابضينِ فقدْ ظَلاّ يخفقانِ كعصفورينِ في كَفِّ ماردٍ والليلُ يداعبُ جدائلَ الشوقِ على وَقْعِ النسيمِ وهبوب الريحِ المنجذبِ بتسارع أقدامِ اللهفةِ وحركَةِ الأَذْرعِ وشهقات الاندهاشِ ، وتعطلتْ لُغةُ الكلامِ وأُرهفَ السمعُ وأُسْدلتِ الجفونُ وفاضتِ الأرواحُ بدموعِ الشوقِ وشحنات الأشواقِ وتزاحمتِ الأنفاسُ تلهثُ في الأثيرِ تتصافحُ تُعانِقُ الهَمَسات بخشوعٍ تستقبلُ النَفَحات باشتهاءٍ تَجْترّ التناهيدَ وتعصفُ بالقلوبِ لتُكَحِّلَ الليلَ من مِرْوَدِ الأهدابِ وتُضَوِّعَ الأثيرَ بعبقِ الأنفاسِ ، فعزفْنا على وَتَرِ النبضِ سمفونيةَ الأَحاسيسِ وشدوْنا ترنيمةَ الشعورِ وكتبْنا بمدادِ القلبِ مواثيقَ الإخلاصِ ، فهلاّ تذكرينَ فتُرَتِّقينَ ثقوبَ ليلِ الجفاءِ ببدر ِالحُبورِ وتُرَقِّعينَ أثوابَ الشتاتِ بخيوطِ الوصلِ ولمسةٍ من حَنان .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ
العِراقُ _ بَغْدادُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق