#شخصية من بلادي. 504
احمد الصافي النجفي
احمد الصافي النجفي
ملك الارتجال وواحد من اعظم شعراء وادباء العراق في القرن الماضي ، أحمد بن علي الصافي الحسيني العلوي النجفي ، ولد في مدينة النجف الاشرف 1897 لأب من أسرة علوية حجازية الأصل من اسرة تعرف بآل السيد عبد العزيز وأم لبنانية من مدينة صور ، يرجع نسبه الى الامام موسى الكاظم
* توفي والده بوباء الكوليرا عندما كان في الحادية عشر من العمر ، الذي انتشر في العالم في تلك الفترة فكفله أخوه الأكبر محمد رضا ، ثم توفيت والدته عام 1912
* نشأ في جوّ حافل بالعلم والأدب في مدينة النجف التي اختلط فيها رواد الشعر والأدب بطلاب العلوم الدينية بالمناضلين في سبيل استقلال وطنهم العراق ، وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة
* عام 1918 اهتم بالقضايا السياسية الكبرى ، وانضم إلى حلقات المناضل الشيخ عبد الكريم الجزائري وشارك مع أخيه الأكبر في ثورة النجف ضد الاحتلال البريطاني ، في العام 1920 اسهم واخيه اسهاما فعالا في ثورة العشرين ، فحكم على أخيه بالاعدام الذي خفف للسجن وفي ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 زّج الإنكليز به في السجن بعد فشل الثورة ، يقول السيد فالح نصيف الحجية في كتاب شعراء النهضة العربية ص 143 : عاد أحمد الصافي النجفي خلسة إلى العراق بعد ان التجأ الى ايران وأقام فيها ، وراح ينظم الشعر الوطني - يهاجم فيه الاستعمار والمستعمرين- حتى ألهب الحماس في قلوب العراقيين :'
لئن أُسْجَنْ فما الأقفاصُ إلا
لليثِ الغابِ أو للعندليبِ
ألا يا بلبلاً سجنوك ظلماً
فنُحْتَ لفُرقةِ الغصنِ الرطيب
* ما أن وصل إلى طهران واستقر فيها حتى راح يتعلم اللغة الفرنسية واللغه الفارسيه
* عمل مدرسا للادب العربي في المدارس الثانوية في طهران
* بعد عامين ترك التدريس واشتغل بالترجمة والتحرير في الصحف الإيرانية ، وقد عاش في طهران ثماني سنوات ترجم خلالها إلى اللغة العربية رباعيات الشاعر الفارسي الكبير عمر الخيام ( أمّا صاحب الرباعيات الشهيرة فهو العارف الحكيم أبو الفتح عمر بن إبراهم الخياميّ النيشابوري فيلسوف ورياضي ومنجم وشاعر إيراني عاش في نهاية القرن الخامس الهجري وتعود شهرته الواسعة في العالم إلي شعره الرباعي في حين كان اهتمامه العلمي يفوق اهتمامه الأدبي والشعري بشكل خاص بل إنّه كان يلجأ إلي الشعر حينما كانت تداهمه موجة من الارهاق والتعب ) وعلي أثرها قُلّد وسام العضوية في النادي الأدبي بطهران
* عاد أحمد الصافي النجفي خلسة إلى العراق عام 1927 ، وراح ينظم الشعر الوطني ويهاجم فيه الاستعمار والمستعمرين ، حتى ألهب الحماس في قلوب العراقيين . وما أن اكتشف الإنجليز أمره حتى اعتقلوه وأرسلوه مخفوراً إلى المعتقل في بيروت ، حيث أمضى أربعين يوماً كان حصادها المبارك مجموعته الشعرية التي أسماها ( حصاد السجن )
* ومن معتقله في بيروت عاد إلى العراق ، ولكن لم يستقر به المقام حتى أصيب بمرض و تدهورت صحته بشكل سريع نصحه الأطباء على إثره أن يسافر لسوريا أو لبنان لاعتدال جوهما مما يعينه على الراحة والاستشفاء
* وصل لسوريا في صيف 1930 ، فطاب له المقام فيها لسنوات طويلة ، أمضى خلالها 46 عاما متنقلا بين سوريا ولبنان وعاش حياة صعبة
* قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات حيث وصفه عباس محمود العقاد بقوله: ( الصافي أكبر شعراء العربية )
* في منتصف حزيران 1976 واثناء وجوده في لبنان ايام الحرب الاهليه وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا و لصعوبة الوضع القائم انذاكواستقبله عدد من الشعراء بالشعر الجميل، كان من بينهم الدكتور الشيخ أحمد الوائلي
* نقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لايستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها
أسمعُ بغدادَ ولا أراها
* قيل عنه إنه شاعر المعاني، بتصويره البليغ لسيرته وتمرّده وشجونه وسجونه. عاشق لعروبته. من دون أن ينتمي لحزب. أو يتعصّب لعقيدة ما ، ومن مؤلفاته الشعرية: الأمواج ، أشعة ملونة ، الأغوار، ألحان اللهيب ، شرر ، اللفحات
* بهذين البيتين افتتح الشاعر الضخم ( لفحاته ) لوحة زيتية من الكبرياء والعظمة، لغة سمراء فيها ثقل، فيها حرارة، فيها عنفوان
أحببت صحراءي وإن هي أجدبت
إذ أنبتت حرية وصعابا
ولكم هويت من الجبال سموها
لو لم تقف دون الفضاء حجابا
* مختارات من شعر احمد الصافي النجفي قدمها واختارها الشاعر محمد مظلوم
* توفي والده بوباء الكوليرا عندما كان في الحادية عشر من العمر ، الذي انتشر في العالم في تلك الفترة فكفله أخوه الأكبر محمد رضا ، ثم توفيت والدته عام 1912
* نشأ في جوّ حافل بالعلم والأدب في مدينة النجف التي اختلط فيها رواد الشعر والأدب بطلاب العلوم الدينية بالمناضلين في سبيل استقلال وطنهم العراق ، وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة
* عام 1918 اهتم بالقضايا السياسية الكبرى ، وانضم إلى حلقات المناضل الشيخ عبد الكريم الجزائري وشارك مع أخيه الأكبر في ثورة النجف ضد الاحتلال البريطاني ، في العام 1920 اسهم واخيه اسهاما فعالا في ثورة العشرين ، فحكم على أخيه بالاعدام الذي خفف للسجن وفي ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 زّج الإنكليز به في السجن بعد فشل الثورة ، يقول السيد فالح نصيف الحجية في كتاب شعراء النهضة العربية ص 143 : عاد أحمد الصافي النجفي خلسة إلى العراق بعد ان التجأ الى ايران وأقام فيها ، وراح ينظم الشعر الوطني - يهاجم فيه الاستعمار والمستعمرين- حتى ألهب الحماس في قلوب العراقيين :'
لئن أُسْجَنْ فما الأقفاصُ إلا
لليثِ الغابِ أو للعندليبِ
ألا يا بلبلاً سجنوك ظلماً
فنُحْتَ لفُرقةِ الغصنِ الرطيب
* ما أن وصل إلى طهران واستقر فيها حتى راح يتعلم اللغة الفرنسية واللغه الفارسيه
* عمل مدرسا للادب العربي في المدارس الثانوية في طهران
* بعد عامين ترك التدريس واشتغل بالترجمة والتحرير في الصحف الإيرانية ، وقد عاش في طهران ثماني سنوات ترجم خلالها إلى اللغة العربية رباعيات الشاعر الفارسي الكبير عمر الخيام ( أمّا صاحب الرباعيات الشهيرة فهو العارف الحكيم أبو الفتح عمر بن إبراهم الخياميّ النيشابوري فيلسوف ورياضي ومنجم وشاعر إيراني عاش في نهاية القرن الخامس الهجري وتعود شهرته الواسعة في العالم إلي شعره الرباعي في حين كان اهتمامه العلمي يفوق اهتمامه الأدبي والشعري بشكل خاص بل إنّه كان يلجأ إلي الشعر حينما كانت تداهمه موجة من الارهاق والتعب ) وعلي أثرها قُلّد وسام العضوية في النادي الأدبي بطهران
* عاد أحمد الصافي النجفي خلسة إلى العراق عام 1927 ، وراح ينظم الشعر الوطني ويهاجم فيه الاستعمار والمستعمرين ، حتى ألهب الحماس في قلوب العراقيين . وما أن اكتشف الإنجليز أمره حتى اعتقلوه وأرسلوه مخفوراً إلى المعتقل في بيروت ، حيث أمضى أربعين يوماً كان حصادها المبارك مجموعته الشعرية التي أسماها ( حصاد السجن )
* ومن معتقله في بيروت عاد إلى العراق ، ولكن لم يستقر به المقام حتى أصيب بمرض و تدهورت صحته بشكل سريع نصحه الأطباء على إثره أن يسافر لسوريا أو لبنان لاعتدال جوهما مما يعينه على الراحة والاستشفاء
* وصل لسوريا في صيف 1930 ، فطاب له المقام فيها لسنوات طويلة ، أمضى خلالها 46 عاما متنقلا بين سوريا ولبنان وعاش حياة صعبة
* قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات حيث وصفه عباس محمود العقاد بقوله: ( الصافي أكبر شعراء العربية )
* في منتصف حزيران 1976 واثناء وجوده في لبنان ايام الحرب الاهليه وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا و لصعوبة الوضع القائم انذاكواستقبله عدد من الشعراء بالشعر الجميل، كان من بينهم الدكتور الشيخ أحمد الوائلي
* نقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لايستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها
أسمعُ بغدادَ ولا أراها
* قيل عنه إنه شاعر المعاني، بتصويره البليغ لسيرته وتمرّده وشجونه وسجونه. عاشق لعروبته. من دون أن ينتمي لحزب. أو يتعصّب لعقيدة ما ، ومن مؤلفاته الشعرية: الأمواج ، أشعة ملونة ، الأغوار، ألحان اللهيب ، شرر ، اللفحات
* بهذين البيتين افتتح الشاعر الضخم ( لفحاته ) لوحة زيتية من الكبرياء والعظمة، لغة سمراء فيها ثقل، فيها حرارة، فيها عنفوان
أحببت صحراءي وإن هي أجدبت
إذ أنبتت حرية وصعابا
ولكم هويت من الجبال سموها
لو لم تقف دون الفضاء حجابا
* مختارات من شعر احمد الصافي النجفي قدمها واختارها الشاعر محمد مظلوم
أوَّلُ الدرب
أرى الطفلَ مُقتبساً رُوحَهُ
لأبدأَ أوَّلَ تلكَ الدُّروبِ
فيفرشُ دربيَ بالياسمينِ
تفوحُ به عاطراتُ الطيوبِ
فأجهلُ كلَّ الذي خبَّأت
يدُ الغيبِ ليْ من خفايا الخطوبِ
بريءٌ، وأفعلُ ما أشتهي
ملاك، وأجهلُ معنى الذنوبِ
إلى الآن ما سجَّل الكاتبانِ
عليَّ خطى مخطئٍ أو مُصيبِ
وأمَّا كبرتُ ولاحَ الحجى
يهيئُ لي مُزعجاتِ الكُروبِ
هربتُ من العقلِ فعلَ الجبانِ
فما منقذٌ ليَ غيرَ الهروبِ
وعاودتُ مُقتبساً روحَ طفلٍ
وعدتُ لأبدأَ أولى الدُّروبِ
شاعرٌ جاهِلي
جِئتُ للعصْرِ شاعراً جاهليَّاً
أصفُ العصْرَ والحياةُ أمامي
مثلما في القديمِ قدْ وصفُوها
والتهينا بزخرفِ الأوهام
رحتُ أُعلي الأذانَ بالشِّعرِ مِنْهُمْ
يَقِظٌ واحدٌ بقومٍ نيامِ
فكلامي معَ النيامِ مضاعٌ
كضياعِ الصلاةِ للأصنامِ
ظُهورُ الشاعر
برقٌ من السماءِ في الليلِ برقْ
أم شاعرٌ في ظلمةِ الشِّعرِ انبثقْ
طالتْ علينا ظلمةُ الشِّعرِ بنا
حتى حَسِبنا كلَّ دهرهِ غَسقْ
فانفجرتْ وسطَ الظلامِ ذرَّةٌ
أضاءَ منها البعضُ والبعضُ احترقْ
طالتْ بنا الظلمةُ نرقبُ السنا
نقضي الدجى في ظلمةٍ وفي أرقْ
نامتْ عيونُ الْمُظلمينَ أَنفُساً
لا أرقٌ يشكونَ منهُ أو قلقْ
ففاجأَتْهمْ ذرَّةٌ تنسفُهم
فأحرقتْ ما جدَّ منهمْ أوْ عتقْ
إلهامُ البحر
إذا البحرُ لمْ يلهمْكَ منهُ معانيا
فأَنْتَ غريبٌ، لا يكلِّمُكَ البحرُ
فلستَ بكفءِ البحرِ، حتى تؤمَّهُ
لأَنَّكَ صخرٌ جامدٌ، كفؤكُ الصَّخرُ
كذا الحسنُ ملكُ الشَّاعرينَ، لأنَّهُ
يكلَّمُهم، والقولُ منهُ، هو الشعرُ
أرى البحرَ مثلَ الحُسْنِ مُلكاً لشاعرٍ
ولكنَّ هذا الْمُلكَ سُرَّاقهُ كُثْرُ
الخطوات السكرى
يزهو اختيالا كلَّما أرنو لهُ
فيكادُ يبدو السُّكْرُ في خَطواتِهِ
نَظَري لهُ يجلو لديهَ جَمالَهُ
نَظَري لهُ يُغنيهِ عن مِرآتِهِ
مروحة البحر
أتيتَ حبيبي البحرَ أشكو لهُ الجوى
وأشكو لهُ حَرَّاً من الصيفِ لافِحا
فلطَّف لي حرَّ الهجيرِ نسيمُهُ
وصيَّرَ من أمواجِهِ ليْ مَراوحِا
شعري
إنَّ شِعري يرى مليءَ حَياةٍ
وأراني من الضَّنى نصفَ مَيْتِ
فكأنَّ الذي تهدَّمَ منِّي
صارَ رُوحاً تَعيشُ في كلِّ بيتِ
تمثال الرصافي
أقيمَ لي التمثالُ إذ أنا واضِعٌ
بكلِّ فؤادٍ من بني العربِ تمثالي
أعيشُ بِهمْ مهما استمرَّت بي النوى
فآمالُهم عندَ الحقيقةِ آمالي
قد اشتاقَ لي قُومي وأبعدَني الضَّنى
فمُثلتُ تمثالاً لدى القومِ والآلِ
سأغبطُ تمثالي يعيشُ بظلِّهِمْ
وأحيا بعيدَ الدَّارِ مُنكسفَ البالِ
وما كنتُ لولا السُّقمُ أتركُ مَنبتي
ومنبتُ أبطالُ العروبةِ أبطالي
هنيئاً لتمثالي يعيشُ بموطني
ورُوحِيْ تُحيِّي الكلَّ من قلبِ تمثالي
* ولشاعرنا الكبير أحمد الصافي مواقف وطنية رائعة تظهر عليه بوضوح في أشعاره منها ما قاله في فلسطين السليبة يحثُّ فيها المسلمين والعرب علي تحريرها من براثن الصهيونية العالمية، منها:
أتصبحُ هاتيكَ الحقائقُ أوهاما
ويحكمُنا صهيونُ عرباً وإسلاما
إلهي إنْ نعجزْ فلستَ بعاجزٍ
فمالَكَ قد أسكنْتَ بيتَكَ هدّاما
أفي منزل الأرواحِ تُسكنُ أجساما
وفي مهبطِ الأملاكِ تجعلُ أصناما
وفي شرقِكَ الروحي تتركُ أمّةً
تكالبُ أطماعاً وتنهشُ إجراما
وما الشرقُ إلاّ معبدٌ لكَ خالدٌ
لدينِكَ كُهّاناً يضمُّ وخدّاما
أتصبحُ أرضُ القدسِ دارَ خلاعةٍ
وتُبدَّلُ من طُهرِ العبادةِ آثاما
* لم يتزوج الصافي وعاش عازباً. وتعلق في دمشق بحب فتاة تدعي «الست سامية» لكنه اكتفي بنظم قصيدة جميلة بحقها ولم يتقد بخطوبتها كما توقعت :
خلقت حبيبتي لما خلقنا
ففيم أتيتني بعد الشبابِ
لقد كنّا نتيهُ بقفرِ حبٍّ
ظماء لا نعب سوي السرابِ
فليس اليوم يروي منك شوقي
ولو أني شربتُك كالشرابِ
عرفتكِ بالضمير ولم يَبنْ
ليخيالُك في ملامحه العذابِ
ولما ان رأيتكِ قلت شمس
أضاءت لي وكانت في غيابِ
كأنا زورقانِ قد التقينا
هوالِكَ في مصارعة العبابِ
تماسكنا حناناً واتحدنا
أقارب نلتقي بعد اغترابِ
تلاقينا وقد ولّي شبابي
فارجع لي اللقا عهد الشبابِ
شباب جل عن نزق وطيش
فما تخشي العواقب في الحسابِ
سيحسدنا الشباب علي هوانا
ويدرس عندنا فن التصابي
* للشاعر أحمد الصافي النجفي دواوين مطبوعة، وهي:
- الأمواج 1932
- الأغوار 1944
- التيار
- الحان اللهيب 1944
- هواجس
- حصاد السجن
- شرار 1952
- اللفحات 1955
- الشلال
- أشعة ملونة 1938
- ترجمة لرباعيات الخيّام 1934
- له ترجمة ممتازة من الشعر الفارسي باسم (صفحات من الأدب الفارسي)
- كتاب آخر باسم (هزل وفكاهة) بعيد عن الشعر.
* عولج في مدينة الطب ببغداد، وليقضي دور النقاهة فيها، وبعد عام، أي في 27/حزيران/ 1977 لفظ أنفاسه الأخيرة في ثري وطنه وشيع تشييعاً فخماً ودفن في مدينة النجف الأشرف حيث مسقط رأسه بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً ، وترجمة دقيقة لرباعيات الخيام الخالدة ، وقد صدرت بعد رحيله مجموعته الشعرية ( قصائدي الأخيرة ) التي تضم آخر ما كتب من قصائد .
أرى الطفلَ مُقتبساً رُوحَهُ
لأبدأَ أوَّلَ تلكَ الدُّروبِ
فيفرشُ دربيَ بالياسمينِ
تفوحُ به عاطراتُ الطيوبِ
فأجهلُ كلَّ الذي خبَّأت
يدُ الغيبِ ليْ من خفايا الخطوبِ
بريءٌ، وأفعلُ ما أشتهي
ملاك، وأجهلُ معنى الذنوبِ
إلى الآن ما سجَّل الكاتبانِ
عليَّ خطى مخطئٍ أو مُصيبِ
وأمَّا كبرتُ ولاحَ الحجى
يهيئُ لي مُزعجاتِ الكُروبِ
هربتُ من العقلِ فعلَ الجبانِ
فما منقذٌ ليَ غيرَ الهروبِ
وعاودتُ مُقتبساً روحَ طفلٍ
وعدتُ لأبدأَ أولى الدُّروبِ
شاعرٌ جاهِلي
جِئتُ للعصْرِ شاعراً جاهليَّاً
أصفُ العصْرَ والحياةُ أمامي
مثلما في القديمِ قدْ وصفُوها
والتهينا بزخرفِ الأوهام
رحتُ أُعلي الأذانَ بالشِّعرِ مِنْهُمْ
يَقِظٌ واحدٌ بقومٍ نيامِ
فكلامي معَ النيامِ مضاعٌ
كضياعِ الصلاةِ للأصنامِ
ظُهورُ الشاعر
برقٌ من السماءِ في الليلِ برقْ
أم شاعرٌ في ظلمةِ الشِّعرِ انبثقْ
طالتْ علينا ظلمةُ الشِّعرِ بنا
حتى حَسِبنا كلَّ دهرهِ غَسقْ
فانفجرتْ وسطَ الظلامِ ذرَّةٌ
أضاءَ منها البعضُ والبعضُ احترقْ
طالتْ بنا الظلمةُ نرقبُ السنا
نقضي الدجى في ظلمةٍ وفي أرقْ
نامتْ عيونُ الْمُظلمينَ أَنفُساً
لا أرقٌ يشكونَ منهُ أو قلقْ
ففاجأَتْهمْ ذرَّةٌ تنسفُهم
فأحرقتْ ما جدَّ منهمْ أوْ عتقْ
إلهامُ البحر
إذا البحرُ لمْ يلهمْكَ منهُ معانيا
فأَنْتَ غريبٌ، لا يكلِّمُكَ البحرُ
فلستَ بكفءِ البحرِ، حتى تؤمَّهُ
لأَنَّكَ صخرٌ جامدٌ، كفؤكُ الصَّخرُ
كذا الحسنُ ملكُ الشَّاعرينَ، لأنَّهُ
يكلَّمُهم، والقولُ منهُ، هو الشعرُ
أرى البحرَ مثلَ الحُسْنِ مُلكاً لشاعرٍ
ولكنَّ هذا الْمُلكَ سُرَّاقهُ كُثْرُ
الخطوات السكرى
يزهو اختيالا كلَّما أرنو لهُ
فيكادُ يبدو السُّكْرُ في خَطواتِهِ
نَظَري لهُ يجلو لديهَ جَمالَهُ
نَظَري لهُ يُغنيهِ عن مِرآتِهِ
مروحة البحر
أتيتَ حبيبي البحرَ أشكو لهُ الجوى
وأشكو لهُ حَرَّاً من الصيفِ لافِحا
فلطَّف لي حرَّ الهجيرِ نسيمُهُ
وصيَّرَ من أمواجِهِ ليْ مَراوحِا
شعري
إنَّ شِعري يرى مليءَ حَياةٍ
وأراني من الضَّنى نصفَ مَيْتِ
فكأنَّ الذي تهدَّمَ منِّي
صارَ رُوحاً تَعيشُ في كلِّ بيتِ
تمثال الرصافي
أقيمَ لي التمثالُ إذ أنا واضِعٌ
بكلِّ فؤادٍ من بني العربِ تمثالي
أعيشُ بِهمْ مهما استمرَّت بي النوى
فآمالُهم عندَ الحقيقةِ آمالي
قد اشتاقَ لي قُومي وأبعدَني الضَّنى
فمُثلتُ تمثالاً لدى القومِ والآلِ
سأغبطُ تمثالي يعيشُ بظلِّهِمْ
وأحيا بعيدَ الدَّارِ مُنكسفَ البالِ
وما كنتُ لولا السُّقمُ أتركُ مَنبتي
ومنبتُ أبطالُ العروبةِ أبطالي
هنيئاً لتمثالي يعيشُ بموطني
ورُوحِيْ تُحيِّي الكلَّ من قلبِ تمثالي
* ولشاعرنا الكبير أحمد الصافي مواقف وطنية رائعة تظهر عليه بوضوح في أشعاره منها ما قاله في فلسطين السليبة يحثُّ فيها المسلمين والعرب علي تحريرها من براثن الصهيونية العالمية، منها:
أتصبحُ هاتيكَ الحقائقُ أوهاما
ويحكمُنا صهيونُ عرباً وإسلاما
إلهي إنْ نعجزْ فلستَ بعاجزٍ
فمالَكَ قد أسكنْتَ بيتَكَ هدّاما
أفي منزل الأرواحِ تُسكنُ أجساما
وفي مهبطِ الأملاكِ تجعلُ أصناما
وفي شرقِكَ الروحي تتركُ أمّةً
تكالبُ أطماعاً وتنهشُ إجراما
وما الشرقُ إلاّ معبدٌ لكَ خالدٌ
لدينِكَ كُهّاناً يضمُّ وخدّاما
أتصبحُ أرضُ القدسِ دارَ خلاعةٍ
وتُبدَّلُ من طُهرِ العبادةِ آثاما
* لم يتزوج الصافي وعاش عازباً. وتعلق في دمشق بحب فتاة تدعي «الست سامية» لكنه اكتفي بنظم قصيدة جميلة بحقها ولم يتقد بخطوبتها كما توقعت :
خلقت حبيبتي لما خلقنا
ففيم أتيتني بعد الشبابِ
لقد كنّا نتيهُ بقفرِ حبٍّ
ظماء لا نعب سوي السرابِ
فليس اليوم يروي منك شوقي
ولو أني شربتُك كالشرابِ
عرفتكِ بالضمير ولم يَبنْ
ليخيالُك في ملامحه العذابِ
ولما ان رأيتكِ قلت شمس
أضاءت لي وكانت في غيابِ
كأنا زورقانِ قد التقينا
هوالِكَ في مصارعة العبابِ
تماسكنا حناناً واتحدنا
أقارب نلتقي بعد اغترابِ
تلاقينا وقد ولّي شبابي
فارجع لي اللقا عهد الشبابِ
شباب جل عن نزق وطيش
فما تخشي العواقب في الحسابِ
سيحسدنا الشباب علي هوانا
ويدرس عندنا فن التصابي
* للشاعر أحمد الصافي النجفي دواوين مطبوعة، وهي:
- الأمواج 1932
- الأغوار 1944
- التيار
- الحان اللهيب 1944
- هواجس
- حصاد السجن
- شرار 1952
- اللفحات 1955
- الشلال
- أشعة ملونة 1938
- ترجمة لرباعيات الخيّام 1934
- له ترجمة ممتازة من الشعر الفارسي باسم (صفحات من الأدب الفارسي)
- كتاب آخر باسم (هزل وفكاهة) بعيد عن الشعر.
* عولج في مدينة الطب ببغداد، وليقضي دور النقاهة فيها، وبعد عام، أي في 27/حزيران/ 1977 لفظ أنفاسه الأخيرة في ثري وطنه وشيع تشييعاً فخماً ودفن في مدينة النجف الأشرف حيث مسقط رأسه بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً ، وترجمة دقيقة لرباعيات الخيام الخالدة ، وقد صدرت بعد رحيله مجموعته الشعرية ( قصائدي الأخيرة ) التي تضم آخر ما كتب من قصائد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق