الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019

شخصية من بلادي // اعداد الاستاذ // موفق الربيعي // العراق

#شخصية من بلادي. 671
عبد الكريم العبيدي
الروائي والاعلامي عبدالكريم العبيدي ، ولد في مدينة البصرة عام 1960، واكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها ، بدأ نشاطه الادبي في مرحلة الدراسة المتوسطة
* لم يتاثر في بداياته الادبية باي من الكتاب والادباء العراقيين والعرب والاجانب ، ولكنه توغل في الفلسفة الوجودية والعبث والأدب الروسي والانكليزي والألماني قبل العراقي والعربي
* المنجزات الأدبية:
- فاز بجائزة كتارا للرواية العربية 2018 عن روايته ( اللحية الأمريكية – معزوفة سقوط بغداد ) . والتي ستصدر عن مؤسسة كتارا في منتصف شهر اكتوبر 2019 باللغات : ( الانكليزية والفرنسية والعربية ) ، وكذلك بنسخة صوتية.
- صدور رواية ضياع في حفر الباطن. وهي أول رواية له وأول رواية عراقية تتحول الى مسلسل درامي في العراق. وقد كتب عنها كبار النقاد العراقيين والعرب دراسات ومقالات نقدية رصينة، كما احتلت فصلا موسعا في كتاب: War and occupation in iraqi fiction "الحرب والاحتلال في الخيال العراقي" الصادر باللغة الانكليزية عن جامعة ادنبرة في بريطانيا للبروفيسورة اكرام مصمودي
- صدور رواية الذباب والزمرد التي كتاب عنها الكثير من النقاد ونال بها الدكتور سلمان الكاصد درجة الأستاذية – البروفيسور- عن دراسته الموسعة التي تحمل عنوان: تشكلات البنى الاجتماعية والتقابلات والأنساق في رواية الذباب والزمرد المنشورة في مجلة أبحاث البصرة "العلوم الانسانية"
- صدور رواية كم أكره القرن العشرين – معلقة بلوشي عن دار "قناديل للنشر والتوزيع " في بغداد.
- تأليف مسرحية "تحويلة مؤقتة" وعرضت على قاعة المسرح الوطني في بغداد - تمثيل الفنانة الكبيرة سناء عبدالرحمن والفنان الكبير عزيز خيون واخراج المخرج المبدع أحمد حسن موسى.. وتنتظر الطبع
- صدور مجموعة قصصية جديدة ومختلفة بعنوان "ثمانية أعوام في باصورا" عن قصص هروب الجنود العراقيين في ثمانينيات القرن الماضي
- نشر في جريدة القبس الكويتية – قسم التحقيقات عشرات الربورتاجات على مدة عام ونصف
- إعداد خمسين تقرير بعنوان العراق بين الأمس واليوم لبرنامج ضوء3 عرضت حلقاته على قناة الحرة والحرة عراق لمدة عام ونصف
- إعداد خمسين تقرير عن محاكمة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لبرنامج ضوء 3 ومسجلة بصوتي – تم عرضها من على شاشة قناة الحرة والحرة عراق
- نشر مئات المقالات والأعمدة والتحقيقات في صحف ومجلات عراقية وعربية ومواقع الكترونية
- إعداد عدد كبير من البرامج في الفضائيات ( العراقية ، دجلة ، السومرية والديار )
- تم كريمه بدرع الجواهري لمرتين من قبل الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق في جلسة احتفاء خاصة به بمناسبة صدور روايته كم أكره القرن العشرين - معلقة بلوشي وفوزه بجائزة كتارا.
* الأفلام الوثائقية:
- فيلم دار دور
- اعدام شعب
- عرس الدجيل
- ثورة المكوار
- أمراء الدم
- الضحيتان والإرهاب
- نساء على الأرصفة
- عشاق الجبل
• السيرة المهنية:
- مراسل إذاعة البي بي سي في بغداد لمدة ثلاث سنوات ونيف/ بث لي من خلالها بصوتي أكثر من 350 تقريرا اذاعيا.
- أحد مؤسسي جريدة المدى ورئيس قسم التحقيقات لمدة عامين ونصف.
- رئيس قسم التحقيات في صحيفة العالم
- رئيس قسم التحقيقات في جريدة النهضة.
- مشرف على البرامج في قناة العراقية
- حاليا.. رئيس القسم الثقافي في صحيفة "طريق الشعب" البغدادية.
* نال برواياته الدكتور سلمان كاصد الأستاذية درجة البروفيسور وكتب عنه كبار النقاد وحاليا هناك رسالتي ماجستير معتمدة في جامعتي بغداد وسامراء عن منجزه الروائي باشراف الدكتورة تغريد هادي والدكتور أحمد الظفيري.

نص نثري :: كُتبَ بمداد الشاعرة // مرام عطية // سوريا

ارفقْ بي أيها النهرُ الوديعُ
أمواجُ حبِّكَ عاليةٌ ، و أنا ساقيةٌ صغيرةٌ أحبو كطفلٍ
وعلى خطا اللهفةِ أضيعُ
أنتَ أميرُ الحقولِ تهفو إليك الطيورُ
تنتظركَ القرى والزروعُ
و أنا سنبلةُ شعرٍ يتيمٍ
همسي ياسمينٌ خجول
وصبري دربٌ طويلٌ يقتاتُ الأملَ
و يرشف مزيجَ الرطبِ والزنجبيل
على أوتارِ شغفكَ أصيرُ أغنيةً من لوزٍ وتينٍ
أذوبُ كقطعةِ حلوى على فمِ كنارٍ
في الشتاءِ أصيرُ حكايةَ سندريلا
يعشقها الأطفالُ
وفي العام الدراسي أغدو كتاباً في الفلسفةِ
أو الأدب والرياضياتِ
ياحبيبي كيفَ ألقاكَ و عيون العسس تلاحقني ؟!
وكيفَ أنساك و صوتكَ خبزي ولوني ؟!
لاتقلقْ ياوطني
سأزرعُ عينيكَ في سهولِ الغدِ حديقةَ صفاءٍ
وأرويها من شغفي
أكحلها بالسنابلِ والزيتونِ
وأزوركَ نحلةَ رحيقِ
لأمواجنا اللازورديَّةِ ستبتسمُ موانئ العاشقين
وتعتِّقُ خمرتها الكروم
ستحتفي الضفافُ بمراكبنا السعيدةِ
وتخبرُ الغيمَ عن أميرٍ بابلي يكتشفُ للتو جزيرةً عذراء
تعلمهُ عن فارسٍ يطوي الجبالَ والبحارِ ليضمَّ لمملكتهِ الزرقاءِ مدينةْ
____________
مرام عطية

الموت ل..... // ق . قصيرة // كُتبت بمداد الشاعرة // جميلة بلطي عطوي // تونس

.....الموت ل......
رفع الشّعار فرنّتْ في أذنيه المعزوفة ( وين ..وين..وين الملايين..) تقدّم والخطو منه يضرب في مدار البحث عن الاتّجاه . أيّ السّبل يسلك ؟ في وجه من يُشرّع شعاره ؟ وَجَلٌ يسيطر على الحركة والذّهن يغرق في دوّامات الوصول. حاول إسقاط اللجلجة ، هو يعرف ، لا بدّ أن تكون الوقفة حازمة حتّى يبلغ المنتهى . صعّد السّير فعلِقتْ قدماه في سلسلة خُرافيّة الصّنع طالما حدّثته عنها جدّته كلّما روت له قصّة السّاحرة والأقزام.هو يعرفها ولذا تهيّأ له أنّ الخلاص يسير. لقد حذق الحِيل من الخرافة العجيبة . حاول التملّص منها فمدّت ألسنتها تمتصّ الجهد وتنذر بالفشل.
في غفلة منه وهو يحاول الإفلات انزلق الشّعار . دار حوله ثمّ دار. همس للرّيح : قولي أيّتها السّارحة في براري الوضوح : الموت لمن؟ نفخت ثمّ استدارت على عقبيها ، وظلّ مشدوها تجرّه الصّدفة إلى قدر موعود. رمى بصره باحثا عن مخرج ، عن يد ترفعه فطنّ صليل السّلسة في أذنيه.، شهق الحديد . لفّ حول عنقه أحبولة متقنة . قهقه السّراب ورمى بين يديه الودع قائلا: هيّا اقرأ حظّك، هو مكتوب على جذوع النخل المكدّس على جرف النّوايا ، اِلحَقْ إن استطعت بصفير المُحار علّك تكتشف ما وراء البحار ، تكتشف حظّك والسّلسة تعقد العزم على كبح صوتك فتلتفّ حوله شرنقة الدّوار وتظلّ كما أنت ضاربا في المتاهة يُلهبك الظّمأ ويكسركَ الحصار.عمّا تبحث أيّها التّائه في أطلال الجدود .أنتَ هنا رهينة عجزك بل أسير أهلك والجحود.
الموت لمَنْ؟ لا تتساءل فالشّعار قد استُفرِغ ، باعته العاصفة لصنّاع المراكب يرتجون الغزو والمجاديف مبتورة . رحلة ولا بوصلة بينما اليمّ يُشرّع هوله فيرتمون على شواطئ الخيبة هلكى ، لا أرض تحميهم ، لا نخل يظلّلهم وقد اجتُثّت الأصول مُذ ارتمى البُلَهاء في محرقة هم حرّاسها والوقود.
الموت لمن؟سؤال تلجلج على فم الحيرة . علّق على سارية الدّهر شعارا :صَهْ ، تثبّتْ قبل أن تُطلق الحنجرة بالهتاف فتُضَيّع وتضيع في متاهات الحدود.
تونس...21 / 9 / 2019
بقلمي ...جميلة بلطي عطوي

كلاب // قصيصة سريالية // كتبت بمداد الاستاذ // حسين الباز // المغرب

...كلاب.../ قصيصة سريالية
تضع كلبة جراءها ، تستغيث بعدما انقطع لبنها ، وكنت مراقبا لمخزن سمك بجزيرة نائية ، فلم أجد غير الأسماك أقدمها للجراء حتى بدأت تموء مع مرور الأيام بدل أن تنبح ، صارت الجراء كلابا بصوت قطط..!
تأخر الصيادون عن الإبحار لرداءة الطقس شهرا بأكمله ، فنفذ ما في المخزن من سمك ، وجاع الكلاب!
لا أحد يعرف مخبأهم سوى أمهم الكلبة... وأنا ، ترجع إلي متحسرة ، تبعتها والمواء صداه ضج هدوء غابة الجزيرة ، لم أحمل معي سوى ما تبقى من بقايا السمك غير أنه لا يكفي ، أشعر بعضة في ساقي ، تتلوها عضات ونهش ، أكلوا لحمي، فصلوا عظامي ، ولم يتركوا غير رأسي ، وإني لا أزال أحدثهم ، فقؤوا عيني ، هضموا أنفي ، وابتلعوا لساني ، فلم يبق في شيء سوى الشعر...
تسلل شعري إلى أشجار الغابة بعدما شبعوا ، بت مختفيا إلى أن سمعت صراخ الصيادين في رحلة بحثهم عني ، كاد يعفس أحدهم على شعري فصحت: أنا هنا!
سمعته يقول: عجبا لست أدري من أين يجيئ هذا النداء..!?
_ أنا لازلت حيا ، وإني لن أكف عن الكلام حتى وأنا ميت...
يحفر حفرة ، يدفن فيها شعري ، دفنني تحت التراب.
يرجع الصياد دون أن يعرف بأن الكلاب تموء ، وبأنها أكلتني، وسوف تأكله..!
حسين الباز / المغرب

هناك // كُتبَ النص بمداد الشاعر // سلام العبيدي // العراق

هناك ....
في منطقة النسيان
تذكرت
كان لي قراطيس موسيقى
بعمر القبرات والمطر
ولا أدري
لمَ ألمحني غائباً
عن كل أغاني البلاد ....
--------------
سلام ١٩-٩-٢٠١٩

لغتي همسق ساحر // كُتبَ النص بمداد الشاعر // أحمد المنصوري // المغرب

لغتي همسٌ ساحر
لغتي بركانٌ ثائر
حِممه تُنبِّهُ كلَّ حائر
لغتي همهماتُ المحبِّ المتنسك
في سكينةِ الليل الهادئ
لغتي جنونُ عاشق
جامحةٌ هي حروفها
في كل حرفٍ أمواجٌ متوهجة
تنضَحُ بالحب والسلام
تتلألأ ُفي يأسِ الظلام
لغتي خنجرٌ في رحِم الأوهام
لغتي دمعةٌ باردةٌ على خدٍّ حزين
لغتي انفجارُ الليل ..
ماءٌ ..همسٌ ..ثورةٌ ودماء.
لغتي ينبوعُ عطرٍٍ من السماء
رمالٌ باردةٌ /ثلوجٌ حارقة
صحاري من الأحلام
لغتي وُلوجُ الليّل في كبدِ النهار
لغتي سبرٌ في أغوار الكلام
وأنوارُ حقيقةٍ تبدِّدُ الظلام
لغتي ..لغتي..
لغتي كلماتها تتشظى
حروفاً ملتهبة
في كل حرفٍ
رعودٌ تُبرقُ
وشموسٌ تُشرقُ
عوالم دهشةٍ
وفي سمائها
وحدهُ القمرُ يبتسمُ
وحوله النجومُ ترقصُ
عازفةً نشيد الخلود
وسمفونيةَ البقاء .
*أحمد المنصوري* المغرب

في صرح بابل // كُتبَ القصيد بمداد الشاعر د. وليد جاسم الزبيدي // العراق

في صرحِ بابلَ..!
د. وليد جاسم الزبيدي/ العراق
نطقتْ بهِ الأفياءُ والأحجارُ..
وتكشّفتْ في حسنهِ الأقمارُ..
ماءٌ يحارُ بموجهِ وبلطفهِ
فكأنما عُصرتْ بهِ الأسرارُ..
تحكي لنا جنباتهُ أسطورةً
في عشبةٍ مواكبٍ ستُزارُ..
قِفْ ها هنا واسمعْ نداءَ أحبةٍ
تصغي لرفّةِ خافقيكِ الدّارُ..
أمسِ انتشى إذْ قلّبتْهُ عقولُنا
أمسي ويومي طائرٌ ومطارُ..
من أمسِ تختلفُ الأصولُ ثقافةً
فتوحّدتْ في عشقها الأمصارُ..
من أمسِ ألوانٌ هنا وشرائعٌ
وتقــــــلّبٌ وتَبـــــــلّدٌ وشــــــــــــنارُ..
شعبٌ أفاقَ وإنْ كَبا فلأنّهُ
قطعَ الظلامَ فلاحتِ الأنوارُ..
همْ يرحلونَ من البلادِ عساكراً

والعــالقونَ هنا همُ الثـــــــــــوّارُ..

إعلان 2 // كثتبَ النص بمداد الشاعرة // روضة البوسليمي // تونس

- إعلان ٢-
مازلت أحتطب للّيل
أنشد السّلامة للقلب
أصبح فوق السّحاب
جاثمة في معابد الرّب
اناجي الأفلاك
و ترانيم النجوم
أتهجد في محراب بوذي
... وبشهادة الآلهة
اتطهّر من ألسنة الاغتراب
أمسي أتهجّى طلاسم التّمائم
وأغرف من سحر عذب
منهمر من آهات الأغنيات
أقطف براعم الحبّ
..لك أنتَ
كلّ التّوق ...و زرقة المدى
...و لك ، قصائد الشّوق
.... لكَ انا ...
و أمنيات بلقاء الأحيّاء
أميس بأحلى الأردية الوردية
لم تلبسها " نفرتيتي" و لا " شهرزاد "
عاشقة أنا ... ،
ألاحق الأقمار في براري المدى
هلام بعيد أنت
يتمرأى من خلال النّعاس
أضع قبّعة قدّت من قطن النّوايا
أطلبك في مواكب الخاشعين
بشهادة القدّيس و بريق المرايا
ادعو أن تقبل نيّتي و حسن السّجايا
و أسأل السّماء أن لا أكتب من الغافلين
وأرجوها أن تحفظنا من المنايا
---------'-------------------------/وضة بوسليمي ....تونس..

لاتجيبي // كُتبَ القصيد بمداد الشاعر // بشير عبد الماجد بشير // السودان

لا تجيبي
********
ما الَّذي يَحْدُثُ ..
لو ثُــرْنا على أغلالِنا يوماً
وألغَيْنا الـحـوارا ..؟
وتَحدَّثنا بفِعلٍ قَـادِرٍ..
يُـشْعِـلُ في جَـنْبيَّ أو جَنبيكِ نـارا
سَتَقولينَ.. ولا شيءَ.. ولكن ..
بَعُـدَتْ دارُكَ من داريَ دارا
أنا أهْـواكِ وقلبي لم يَـعُدْ يعرفُ ..
إِلاَّ حَـولَ دُنْـياكِ مَـدارا
فلماذا نحنُ يا هِـنْدُ حَيارى
ولماذا موجُنا يحكي انْحسـارا ..؟
ولماذا الشَّوقُ في أَعْماقِـنا ..
يخْـبو إِذا أذكى بها ناراً وثـارا ؟
ولماذا كلَّما قـُلنا وَصَـلْنا ..
لم نَجِـدْ إِلاَّ سَـراباً وقِـفـارا
ولماذا نحنُ من أوْهـامِـنا ..
نَصْنعُ فيما بيننا أبَـداً جِـدارا
ولماذا تَـسقُطُ الرَّاياتُ مـنَّا
كلَّما نحنُ رفَـعناها مِـرارا
ولماذا يُـسْدِلُ اللَّيلُ ..
على أحْـلامِنا ..
من ظُلْمَةِ اليأسِ سِـتارا
ولماذا البُعد من أعْمارنا
يَـسرِقُ ما شاءَ ويَـختالُ انْتِصَـارا
ولماذا الحُزنُ في أحـداقِـنا
يكـتُبُ بالدَّمـعِ أغانيهِ الـمِرارا
ولماذا كلَّما ضَـجَّ سُـؤَالٌ
لم يَـجِد إِلاَّ إلي الصَّمتِ مَسَـارا؟
لا تُجيبي.. أنا أدري أنَّني ..
أسألُ مثلي سائِلاً في الأَمرِ حـارا .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( أغنية للمحبوب )

الاسراب الطائرة // كثتبَ القصيد بمداد الشاعر // ابو عقيل الناصري // العراق



قصيدة الاسراب الحائرة…
هي كلمات ولائية تهيم في محبة كريم أهل البيت عليهم السلام :
الامام الحسن المجتبى(ع)
(( الأسراب الحائرة ))
الشاعر أبو عقيل الناصري
رُدّي إليَّ نَضارتي وشبـــابي
وخذي وعودَك وٱرجعي بعذابي
ماذا جلبتِ من التقـرُّبِ للورى
غير الأسى والهجــر والأوصابِ
أقليلةَ الأِعتاب إن ليـالي الـ
وصل المقيتِ كثيـرةُ الأتعـابِ
لا تستقيلي قد مضى زمنُ الصبا
وأتى زمـانُ تأهبي لمـــآبي
إن الذي أخنى علي تقاعسـي
وتهاوني في ردِّ مـا أودى بي
قد كنتُ آملُ في عسى ولعلّما
لا أنَّ مكرَك لم يكن بحسـابي
لكنَّ لي صبراً يضنُّ على الردى
من أن يفُلَّ وليـس ذا تهيـابِ
وتركتُ في كأسِ الرجاء ثمالةً
ألاّ يحيفَ مغفّلٌ بعتـابي
وأخذتُ ما أبقيـتُ غيــرَ مؤملٍ
ورميتُهـا والكـأسَ خلفَ البــابِ
فتكسرتْ أضلاعُ كأسي صارخاً
ياللعـروبةِ قيّــدوا الإرهـابي
ونظرتُه حتى قضى أنفــاسـَه
فتركـته ملقىً على الأعشــابِ
وإذا بها ترنوا إلي بنظـــرةٍ
وقرأتهـا مســـتاءةً ممّـا بي
قالت أراك هجرتَني ماذا جرى
قلتُ أعـزبي عنّي بلا أســبابِ
اليـوم قـد ولِـد الذي أنـــوارُه
فيها أهتدى قبلي أولو الألبـابِ
اليومَ أطلقتُ القـوافيَ
حـرّةً
فتحيّرتْ في وصفـِهِ أســــرابي
سبطٌ تلألأَ في سماءِ هدايتي
من أطهـر الأحســابِ والأنسابِ
صلوا لتهنئة الحبيب المصطفى
في سـبطه يامعشَــرَ الأحبـابِ
**************
اليومَ أطلقتُ القوافي حـرّةً
لتهيم في الآفـــاق بالتجـوابِ
لكنّها لما دنَتْ وتشـرفت
بلقــائه وبنوره الوهّابِ
عادت الى أعشاشها خجلى كما
عاد النســيمُ لفجره الخلابِ
الحبُّ يصنَعُه التواصـلُ والنـدى
والبعدُ في الدنيا عن الأوصابِ
والحبُّ ينهض بالنفوسِ الى العلى
والبغضُ يقذفُهــا الى إعطابِ
لاعذلَ ينتهكُ المــودةَ إنْ تكنْ
مابينَ مكتنفٍ لها ورحــابِ
لاسيّما ودُّ الذين جَـرَوا بنــا
بعـُبابِ مجدٍ وهو أيّ عبـابِ
من أخلصوا فتأصلوا فتنقلوا
في أطهرِ الأرحــامِ والأصلابِ
هامت قلوبُ المهتدينَ بحبهــم
ولجودهم وقفت على الأعتابِ
والحقِّ لم أرَ مثل بيت محمــــدٍ
أولى وأجدرَ منه بالتحبـابِ
صلوا لذكر محمــــدٍ ولآلهِ
فصلاتكم في مســمعٍ وجـوابِ
***************
ألقُ السـماحةِ والصفاءِ لديهم
وهدى الســــبيلِ وبغـيةُ الطلابِ
إن سايروا أترابَهم فوجوههم
تحكي تقـدُّمَهم على الأترابِ
أو عاشروا أصحابهم فببذلهم
يتفوقون على ندى الأصحـابِ
لاتعجبوا من كَثرةِ الأكرامِ في
أبيـــاتهم أو قـلةِ الحجّابِ
كلَفٌ لهم بالبذلِ ليس تكلفــاً
ولقاؤهم بالبشـر والترحـابِ
الله فضّلهم على كلّ الورى
وحبــاهم بجـواهـرِ الآداب
فهمُ على شتى مجالات العلى
يتألقـون على مدى الأحقــابِ
والله طهّرَهُم وأعلى قدرهم
وكفى بما في سورة الأحزابِ
صلوا لتهنئة الحبيب المصطفى
بالمجتبى ، يامحفلَ الأطيـابِ
***************
آل النبي محمــدً شـــــفعـاؤنا
فذنوبنا تُوحي لنا بعـقـاب
وبهم من اليوم المهول نجاتنا
من كلّ مدركـةٍ وكلّ عـذابِ
هم رحمةُ الرحمن بل أبوابهـا
بل هم مفـاتحُ تلكم الأبـوابِ
هم ملتقى نور الوجود وسره
للعلم للأخلاقِ والآدابِ
آلُ النبيّ المخلصون أولو النهى
تغني مكارمهم عن الأسـهابِ
أقطاب كل فضيلة محمــودة
تدعو اذا ذُكِرت الى الأطـرابِ
لم يقرضو الدنيا سوى إلمامةٍ
تُنبيكَ عن هممٍ لدى الأقطـابِ
تركوا التمتّعَ بالحيـاةِ لغيرهم
ومضوا كما قدموا لها بذهابِ
بل أسلموا تلك الغرور لأهلها
ونأوا لهم عن طيفِها الكــذّابِ
وتألقّوا بذرى الكمالِ فراقـداً
يتلألئون بنيــلِ كل ثـوابِ
رسموا بذلك في الحياة طريقنا
وتعاهدوه بمنتهى الإعجــابِ
صلوا لتهنئة الحبيب المصطفى
كي تنهلوا من نوره الجـذابِ
****************
إن أنسَ لا أنسَ الإمامَ المجتبى
سبطَ الرسولِ وزينة المحرابِ
من مهّدت أيامُه ســـــبلَ القضاءِ
على الضلال ودولةِ الاذنابِ
قــــد كـان ذا عهـد ورأي حازم
ان لم يكنْ ذا عـدةٍ ونصابِ
لاغروَ ان نهشــته أنياب الأذى
فالحرُّ رهنُ تناهشِ الأنيــابِ
هو ليس مثل الآخــرين ليُنتآى
عنه ففيهِ هديرُ الأسـتقطابِ
هو همُّهُ أحياءُ عصــــرٍ منهَكٍ
آلت به شمسُ الحِجى لغيــابِ
والذبُّ عن دينِ النبي محمـدٍ
من أمةٍ نكصت على الأعقابِ
فلذا تخلّد في القلـوبِ مثالُه
فخـراً وأصبـحَ قبلةَ الأوّابِ
ذُبوا بما أوتيتـُمُ عن حقـّكم
فعن العيونِ يُذَبُّ بالاهدابِ
إنا نعاني منذُ ان غاب الهـدى
حكما تداولنا بشـــــرعة غابِ
طوبى لمن أحيا شعائرَ دينهِ
وأضاء فيها مسلكَ المرتابِ
وجلا الهموم بذكر آل محمدً
عن كل صدر من ذوي الألبابِ
صلوا لذكر محمــدٍ ولآله
واستقبلوا البركـات بالترحابِ
*****************
نسألكم الدعاء… وشكرا لله على توفيقه لخدمة أهل بيت نبيه صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

نص نثري // كُتبَ بمداد الشاعر // مؤيد الشمري // العراق

تتهربين دائما من لاءآتك
احيانا تتهربين خلف السطور وبين الكلمات
اشاهدك تتكورين مثل فارزه
او تنثرين شعرك على جسدك فتبدين مثل نقطة كبيرة
كأنك تقولين ابدأ بجملة جديدة
لااشعر بالحزن او الملل
فأنا نذرت آخر عشق لك
رسمت خطين متوازيين يحددان الصفحة
لذا لاأخشى عليك من الهرب
ستعودين يوما
ولو مجرد نقاط آخر الصفحة
حينها سافتح لك مسافة صغيرة
صغيرة جدا بين الخطين
لتندلقي على رقم الصفحة الخامسة
عدد السنين التي انتظرتك فيها

اعلان // كُتبَ النص بمداد الشاعرة // روضة البوسليمي // تونس

- اعلان ...-
~~~~~~~~~~~~~~
أعلن فيك الاعتكاف فريضة
أشتاقك بحجم مخزون المحبّة
حبّي لك كالنّبيذ المعتّق
يا شرابا عذبا في دنان الكنائس
أنت كمخطوطات الأقدمين
كمعلّقات اللاّحقين
انت كإرث الحضارات
أنت ، يا أنت
لا كفؤا لك
لا ندّ لك
بحّة صوتي لك
وأنا أتلو تراتيلي بين يديك
أهمس بشجن مزاميري في صدرك
همسا يشعرك بالرّغبة في الطّيران
اشهد أن الغياب يفّك فقرات ظهري
يزلزل أركان اتّزاني
ها قلبي الطّفل يفرّ منّي إليك
كشهاب مشاغب
يسترق السّمع إلى ترانيمك
فيشتغل دماغي بذاكرتين
ذاكرة تسبّح للحياة ،
و أخرى تصوم نذرا
... لن أتنازل ...،
و لن أقنع بأرضي و الخرابات
سأعتكف خاشعة فيك
ألازم عتباتك حتى تأذن لي و لك
---------------------------------- /وضة بوسليمي....تونس

رحيل ورحيل // كُتبَ النص بمداد الشاعر // عبد الله المحمدي // تونس

رحيل ورحيل
إن لم يكن لك فرس أصيل من العزم والفعل والجد
فالرحيل على الفٍراش حالما
مثل رحيل الفَراش
حول المصباح منتحرا
كتب علينا الموت بالصمت
إن نحن ابتلعنا الطعم بالكبت
كم حواجز وقيود كبلتنا
فهل نكسر القيود يوما
وننحاز للحق بالفعل
القلوب دامية والشرايين مقطعة
والطريق مخضبة تنشد سالكها
ألا يميل يمينا ولا شٍمالا
فالإعتدال خير مركبة
والإفراط عواقبه الندم
والشك مطلوب
حتى بلوغ اليقين بالتجريب
وإرضاء الضمير فرض
إذا تخليت عنه بٍت عبدا
لمغتصب يراك كلبا له مملوكا
فالاجدر ألا تكون تابعا
لتحلق في الحياة
طائرا متحررا
وتنعم بالنسيم
فوق التلال مُغردا
والنور ملكك والأنجم مسكن .
عبدالله محمدي . تونس .

الاثنين، 23 سبتمبر 2019

ذكريات الصبا // كُتبَ النص بمداد الشاعر // عباس حسين العبودي // العراق

(((ذكريات الصبا)))
لي ذكريات مع الصبا لاتختفي
وتجول فكري بالمكوث لأحتفي
ماإن جلست بمفردي وبغرفتي
مرت علي فلا تغيب لأكتفي

فيها الكثير من المشاعر جارفة
تفضي إلي لمن تركت تأسفي
أغدو إليها من الهموم بحاضري
فيزول همي من جذور بمجرف
ماراود النسيان يوما خاطري
إن الحنين بلا هوادة مرفرف
من قال أني لاأحب طفولتي
ردي عليه بكل علو تأففي
ضنك المعيشة كان تاج همومنا
فوق الرؤوس مثل كنز المترف
كنا نتوق إلى الجديد لنرتدي
وإذا كسينا كان يوما عاصف..
..عباس حسين العبودي..العراق…
20/9/2019...

سِهامٌ في مَرَامي الأُفُق .. // كُتبَ النص بمداد الشاعر / كامل عبد الحسين الكعبي // العراق

سِهامٌ في مَرَامي الأُفُق ..
................................
وما سهامي سوى طائراتٍ ورقيّةٍ محمّلَةٍ بحصائدِ الزمنِ لمْ تترك لي متلاطماتُ العواصفِ غير التحليقِ بدواةٍ وقلمٍ أصوّبُ ما رشحَ منهما نحو الأُفقِ البعيدِ لتصيبَ أهدافَها بدقّةٍ ، فلا جبروت يكظمُ لُغَتي ولا سلطانٌ يسوّرُ أفكاري ويقمعُ دوامةَ استرسالي ، لا أبرح حتىٰ آخر سهمٍ في كنانتي مهما تكسرتِ النصولُ واختلّتْ موازينُ العصورِ لأرسمَ ملامحَ من عالمِ خيالي على لوحةِ تحناني بألوانِ الطَيفِ وقدْ أصبحتْ في عُمْقِ وجداني شيئاً ألمسهُ يتناغمُ مَعَ إحساسي وأخفي عَطَشي واحتياجي لرَسْمِ خَطِّ الأَماني وتعديلِ مُنْعرجاتِ دَرْبِ الخُطى لنعدُو في روضِ الحُبورِ ونشدُو بملءِ الفَمِ أنغامَ الأَمَل .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ

الأربعاء، 18 سبتمبر 2019

ظَـلَمْنا وخُـنَّـا هَـوَانـا // كُتب النص بمداد الشاعر // بشير عبد الماجد بشير // السودان

ظَـلَمْنا وخُـنَّـا هَـوَانـا
*******
أَليسَ غَـريباً نُـحِبُّ ولا نَلْتَـقـي
ظَلَمْـنا وخُـنَّا هَـوَانا فـماذا بَـقِـي ؟
تَـخافـينَ مـنِّي .. ؟
ومالـي سِـواكِ ..يَخافُ عليهِ ..
فؤَادي الـمُحبُّ الوفـيُّ الشَّقـي
أَتَـخْشينَ إِمَّـا الْـتَـقينا ..
يَـذوبُ الـجَليدُ .. ؟
وماذا إِذا ذابَ ..
هـل فيهِ من مَـغْـرَقِ ؟
وَهَـبْنا زَعَـمنا غَـرِقْنا ..
أَلَيسَ يُـبَرِّرُ هـذا ..
هَـوانا الـعَـنيفُ وبالـمَنْطِـقِ ؟
هـل الـحُبُّ إِلاَّ خِـضَمٌ عـميـقٌ ..
نَـغوصُ بأَشْـواقنا فيهِ ..
للأَعْـمقِ الأَعْـمَـقِ ؟
وماذا على السَّطحِ غيرُ الـسَّـرابِ ..
يـلوحُ ويَهـزأُ بالظَّاميءِ
الـمُتْعَبِ الـعاشِـقِ . ؟
وهـل نَـحنُ إِلاَّ طُـيورٌ ..
تَـرِفُّ على نَـبعِ ماءٍ بَـرودٍ ..
فـما بالُـنا نَـتَّـقـي .. ؟
وفـيمَ نَـخافُ الـورودَ ..
وأَعـماقُنا صَـرخَـةُ الـبيدِ ..
تَـشْتاقُ للـهاطِلِ الـدَّافِـقِ ؟
تَـعالَـيْ نَـذوبُ مَـعـاً ..
فـي تَلاشـي الـزَّمانِ ..
ومَـوتِ الـمَكانِ ..
وفـي صَـحْـوةِ الـخَافِـقِ
وفـي عـالَـمٍ تَـشْتَهـيهِ الـحياةُ ..
شَـهِـيِّ الـعَـطاءِ ..
يَـضوعُ بِـعِطرِ الـهَوى الـعابِـقِ
تَـعالَـيْ .. يُـناديكِ نَـبْضـي ..
ويَـدعـو خُـطاكِ ..
وما ثَـمَّ إِلاَّ عِـنادُكِ من عـائِـقِ
وفـيمَ الـعِنادُ .. ونـحنُ اقْـتنعـنا ..
بأَنَّ هَـوانا .. يَـقودُ خُـطانا ..
إِلـى الـمُـطْـلَـقِ . ؟
****
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( أغنية للمحبوب )/=

على خابية الدمع // كُتب النص بمداد الشاعر // أحمد بياض // المغرب

على خابية الشمع***
متتالية هي الأعراس
زغردات
حالمات
شتاء الصمت
شهاب الذكرى
تلوح في الفضاء
على موج الشمس
دهشة اليقين
أمام الغد
الممتلئ بالخنوع
ريح كف
ترافق تناسل الأوراق
شعاع
على خابية الشمع
وبريد المصاحف
جمرة الأفواه
حروف الدليل
ماء
ونار....
سألت النهر
عن الضفاف
سال دمعها
عن قرفصاء
الشهاب
عن الرحلة الجوفاء
عن لغة الطريق
عن وليد جرح البحر
عن ملائكة الرمل...
وعني
حين
كنت أداعب
فراشة الألفاظ......
ذ بياض أحمد المغرب

بسمة الدنيا // نظم القصيد بمداد الشاعر // مسلم الحساني // العراق

((((( بسمة الدنيا )))))
هذه القصيدة كتبت في ذكرى ولادة الرسول الأكرم (ص) ..أهديها لكل محبّ لمحمد (ص) وآله الطيبين وصحبه المنتجبين .
وقفتُ وقفةَ أجلالٍ لذي كرمِ
للمُهتَدى الأبطحيّ الأمجدِ العلمِ
وإن وقفتُ بروحي عند مرقدهِ
فما وقفتُ على بالٍ من الرّممِ
لأنني في يقينٍ لايخالجهُ
شكٌّ بأنَّه لم يخلدْ الى عدمِ
ولائمٍ لم يذُقْ طعمَ الهوى سلَفاً
ولو تذوّقَ بعضَ الشهدِ لم يلُمِ
ردَدتُه قائلاً إنّ الهوى بدمي
وقلتُ ذلك مرّاتٍ وملءُ فمي
فليسَ بالخُرّدِ الأعرابِ مُكتَلفي
لكنْ بخيرِ جميعِ العربِ والعجمِ
أعظمتُ من لم يزَلْ في الذكرِ ممتَدحاً
على عظيمٍ من الأخلاقِ والشّيمِ
حتى أتتهُ على ٱستحياء عاطفتي
يزفُّها كعروسٍ أحسنُ الكلِمِ
بدرٌ توّمِلُ كلَّ الفوزِ مِدحتُهُ
وإنّ في قربهِ منئىً من النّدَمِ
أكبرتُ ذكراهُ وٱستنطقتُ أخيلَتي
عمّا بها فمشى مشيَ القَطا قلمي
فرُحتُ أقطفُ من أغصانِ جنّتهِ
تلكَ الزهورَ التي من قبلُ لم تُشَمِ
هدى أتى رحمةً للناسِ مبتعثاً
وبينَ عينيه يجري الخيرُ للأممِ
تنفّسَ الصبحُ من أنوارِ غرّتهِ
فليس في الكونِ لمّا جاء من ظُلَمِ
وأشرقتْ وجنَةُ الدنيا ببسمتهِ
وقبّلَتْ من بها جذلى فماً لفمِ
ياسيّداً فتحَ الأبوابَ فٱنهمرتْ
طلّاً بمولدهِ الخيراتُ للأُممِ
ترنو إليكَ عيونُ الخلقِ عن كثبٍ
وقد تمزّق ثوبُ الصبرِ بالسأَمِ
قد لاحَ نورُكَ في الآفاقِ فٱبتهجت
فلاتَ في الكونِ شيئٌ غير مبتسمِ
أتتكَ أكبادنا الحرّى مهنئةً
يابسمةَ الخيرِ بلْ ياكعبةَ النِعَمِ
ونحنُ نأملُ أن تزجي عوائدَنا
وأنت سيّدُ أهل الجودِ والكرمِ
………………………………
الشاعر مسلم الحساني
(أبو عقيل الناصري)

روما لم تسقط // كُتبَ النص بمداد الشاعر // عدنان الريكاني // كردستان العراق

روما لم تسقط ..!!
-------------------
عدنان الريكاني / 1/9/2019
----------------------------
الأن عدت يا أيلول ..!!
فرائض الطاعة برائحة التنور، سلسلة مغامرات اسفنجية أرادو أن يحتلون مدينة التابوت، عندما احمرت عين الرغيف فوق طاولتنا الخشبية المستديرة، ذات الأقدام الثلاثة، فتبلور جسدي الجائع ليهف بيده اليسرى محارق الروح السخية بأتون مناجم العِرق، اللاهثة وراء صورة أمي وانا الظل المفقود بينهما، لا أرى .. لا أرى حلماً قط بعد سقوط روما.
الأن عدت يا أيلول .. !!
صارخاً بوجه التعساء مقيدا بسلاسل سفينة منكوبة، مهجورة لايسكنها سوى اشباح القراصنة، ورفات أضلاعي وجمجتي التي فوق رايتها السوداء، يعلنان النصر في أعماق بئر عتيق، وحبله المتدلى يزاول العادة السرية..!!
-------------------------------------------------------------------

عصيدة شهرزاد : قصة قصيرة // كتبت بمداد الاستاذ صالح هشام // المغرب



عصيدة شهرزاد : قصة قصيرة ٠
صالح هشام/ الرباط/ المغرب ٠
الغرفة معتمة ضيقة، بالكاد تتسع لأربعة نفر: أنا٠٠٠ أخي الصغير٠٠٠ شهرزاد وشهريار٠ حيطانها مبلطة بتراب مخلوط بتبن وجير، مطرزة بشقوق كشعيرات البرق، تخترقها من أرضيتها الرطبة إلى سقفها القصديري، نوافدها بلا أبواب، لكن تسترفراغاتها ستائر مهترئة قديمة٠ من ثقوبها ينبعث نور نجوم شاردة في مدارها٠ وتتوسطها دعامة كبيرة من خشب الصنوبر، في أعلاها فانوس مشنوق، تغازل نسيمات متسربة من الخارج ضوء شمعته٠يجترالظلام الدامس ذلك الضوء الباهت، يسرطه حينا ثم يتفله حينا آخر، فنبتهج ونتضجر، وذلك حسب حركة هذا الضوء٠
ألصق صدري النحيل بركبة أمي اليمنى، وأنا أنتشي بسعفة نخيل تمررها بلطف على شعري الأشعث المنفوش٠ أخي الصغير يحتل ركبتها اليسرى٠ أما شهريار- كعادته - فيدركه الصباح، وفراخ الدجاج لم تلذ بخمها بعد: يشخر ويزفر، فيلفظ من جسده برودة تعب الضرع والزرع، فننتشي-نحن الصغار- كثيرا بهذه السمفونية المباركة، لأننا سنتخلص من سلطته، فنعيش لحظات بلا قيود، بعيداعن نواهيه وأوامره٠
هناك، في أقصى ركن من الغرفة، تعود شهريار أن ينام، ورأسه ملتصق بالسقف كالمشنوق، وعيناه مفتوحتان، فيحلو لأمي أن تشبهه بالخرنق ( صغير الأرنب )٠
تتربع شهرزاد على عرش البيت والحكاية في صدر الغرفة، قبالة قدر طينية قديمة، ترصد رقصات حبيبات العصيدة بانتشاء، وهي تغلي كحمم بركان فوق نار تخبو جمراتها، فتلقمها حطيبات يابسة، لتزرع فيها حياة جديدة، فيرقص القدر على إيقاع موسيقي مرتب، كقطرات المطر تتكسر فوق قصدير الغرفة، فيتكتك ويترتر:
- تك٠٠٠ ترتر ٠٠٠ تك ٠٠٠ترتر ٠٠٠تك٠٠٠ترتر٠٠٠
أصوات تشعرنا بنشوة عذبة، لكنها لا تخلو من وحشة٠ تخرج العصيدة عن طوع القدر، تقتحم حبيباتها الفوهة، هاربة من نار جهنم، وبمغرفة خشبية كبيرة تكبح أمي جماحها٠ تجتاح روائحها الطيبة أركان الغرفة، فتجوب تلك الديدان المسعورة متاهات مصاريننا، فتقتسم معنا العصيدة قبل أن تستقر في معداتنا:
- ملعقة ملعقة، لقيمة لقيمة، وبالتساوي: ملعقة لنا، وملعقة للحنش٠
ديدان وقحة، قاومت بإصرار عقاقير حكيمة القرية، فشاركتنا- قهرا- أرزاقنا، تنتفخ وتزداد سمنة في أمعائنا، فتزداد أجسادنا نحولا وهزالا٠
تدورعيناي كالمجنون، في رحلة مكوكية بين خطوط طالما أبهرتني: مرسومة بدقة على بلاط جدران الغرفة، تسير في اتجاهات مختلفة، ثم تتشظى عند ملتقى تراب الأرض بقصديرالسقف، وخطوط أخرى تتوسط حاجبي شهرزاد، كمتاهات تلتوي٠٠٠ تتعرج٠٠٠ ثم تستقيم على ذقنها، فتلوح حروف جمالها الباهت٠
تختلط علي خطوط خطها زمن عشوائي، وخطوط وشمتها وشامة بارعة، تتقن الصنعة٠ تتشظى هذه الرسوم عند مهوى القرط من أمي، وعندما تتجاوز حاجبيها،
وتشوش على دقة رسمها تجاعيد وحفيرات دقيقة، فتكاد تزيحها من مكانها٠
كل خط من خطوطها، وكل وشم من أوشامها، أتخيله مسلكا وعرا من مسالك محفوفة بمخاطر كثيرة٠ فمرة، أراه يعرج على صحراء الثلث الخالي، ومرة يعوج على جزيرة الوقواق، وأخرى يتيه في جزرمخيفة بعيدة، داخلها مفقود، والخارج منها مولود٠
تقطب أمي حاجبيها، تنكمش أوشامها، تعوج خطوطها، فتختل على وجهها قاعدة توازي الخطوط٠ حينئذ، تحزم حبال أشرعة مركبها على الصواري، وتتفحص مجاديفها بدقة، مجذافا مجذافا٠ فتعلن بداية الرحلة، بداية الإبحار بنا بعيدا، سفر طويل لا ترضاه إلا عجيبا غريبا من عالم الخيال إلى مدن الظلال، وأوكار الأرواح والأشباح٠
أثق في قدرتها على الإبحار، فهي ربان متمرس محنك٠ أتمسك بركبتها، أشدها إلي أكثر فأكثر، لا أريد أن تفلت مني دفة المركب، لا أريد أن أراوح مكاني على رمال الشاطئ، فتضيع مني رحلة رائعة٠
أخي الصغير، لا تحيد نظراته الزائغة عن قدر العصيدة، فيرقص رقصة حبيبات درة فوق جمرات ملتهبة كلما تنفست العصيدة، وهي تغلي٠ يراوده حلم صبياني لعين، يحلم٠٠٠يحلم٠٠٠يحلم بأن يرتمي في بركة كبيرة من العصيدة، أن يختفي فيها تماما، فيأكل حتى التخمة٠ يحلم بأن يتحول حشرة زجاجية شفافة، فتصول وتجول في قدر العصيدة من القاع إلى الفوهة، ليكسر سكاكين حادة تمزق أمعاءه، يسيل لعابه مالحا، أو بلا مذاق، فالجوع وحش شرش، يدمر فيه القدرة على تمييز الطعم والروائح٠
أمي شهرزاد بلا شهريار يحمل سيفا يتلمس رقبتها كل حين، ملكة بلا مملكة، فهي حرة في الإبحار كالفراشة في البراري، تطير في كتل من زبد ٠٠٠تحفظ كل العجائب والغرائب، تتقمص شخصيات أبطال حكاياتها بدقة، وتتقن كل الأدوار٠٠٠ فهي راوية مميزة، وسرادة لا يشق لها غبار، فكل ما تحكيه تؤمن به حقيقة لا خيالا، وبكل جوارحها تقتنع بواقعيته، لذلك كان أبي يسخر منها وينعتها بالمجنونة٠
تقطب حاجبا وترخي الآخر، وتمرر يديها الناعمتين على رأسي، وقد استقامت أشواكه كدلدل مرعوب، وتقول بصوت دافئ:
- اليوم، سنبحر إلى مملكة الكذب يا ولدي٠
حينها، أشعر بقلبي كبالون ينتفخ، ويرقص في جنبات صدري كطائر مذبوح، فيتكوم ريقي في حلقي، فأسرطه بصعوبة:
- وهل للكذب مملكة يا أمي؟
تعدل رأس أخي الصغير المتدلي على ركبتها، وقبل أن تحرك مجدافها، يعرقل هذا الوقح بداية الرحلة، فيصرخ، وعيناه ملتصقتان بقدر العصيدة:
- أمي ٠٠٠أمي ٠٠٠ العصيدة! العصيدة! العصيدة!
تنهره بامتعاض ملحوظ:
- ما بالها هذه العصيدة؟ ماذا دهاك يا ولدي؟
- أشم رائحة الاحتراق٠٠٠إنها تحترق يا أمي٠
- لا٠٠٠ لا يا ولدي، فربما الكلب القابع هناك شققت مصارينه فتنفس، أوأنك تشم رائحة احتراق أمعائك الفارغة، أما العصيدة، فها هي زاهية لاهية، ألم تسمعها تنتشي بترترتها وتكتكتهاالرائعة؟
وتعض شفتها السفلي، وتلتقطه من خديه الشاحبين بكلتا يديها، وتدغدغه بلطف كلبوءة تحمل صغيرها بين فكيها:
- إسمع٠٠٠ إسمع٠٠٠ ها هي تغني: تر٠٠ تر٠٠ تر ٠٠تر ٠٠تر٠ لا تقلق عليها، ولا تقاطعني مرة أخرى يا ولدي٠
أعيد النهر الجامح إلى سريره:
- فماذا عن مملكة الكذب؟ الكذب حرام يا أمي، فأنتم علمتمونا ذلك، فكيف تكون له مملكة وملك ورعية؟
تنفرج أساريرها، وتستقيم في جلستها:
- كبرت يا ولدي، ما أسعدني بك! الكذب هو: أن تضع الأبيض مكان الأسود، وأنت تعرف أنه لا لون يحل مكان الآخر ٠٠ أن تحول شروق الشمس غروبا، وغروبها شروقا، كأن تجعل نبات الصبار يقتات على لحم البشر، فكل كائن حي يكذب من أجل البقاء يا ولدي٠
- وهل الصدق يقتل يا أمي؟
- نعم يا ولدي، فشهرزاد تفلت من سيف شهريارلأنها تكذب عليه، والخيال كله كذب في كذب، كذلك الفراشة تكذب، فتنبت عينين جاحظتين على جناحيها لترعب البومة، فلولا هذه الحيلة لكانت في عداد الأموات٠
وتضحك حتى تكاد تدخل نوبة إغماء، وتقول:
- فأنا يا ولدي، لو لم أكذب على والدك لما أكرمني بحفينة من فواكه جافة
شهية من السوق الأسبوعي، أمدحه بما ليس فيه، فأقول له : أنت أروع رجل في العالم، فينفش ريشه كالديك الرومي، ويتوهم إطرائي حقيقة، فيجود علي بما ملكت يده حد الإسراف٠ فالكذب يا ولدي، مباح شريطة أن لا يضر الآخرين٠ فهذا ليس موضوع حكايتنا، اتركني أحكي لك حكاية الملك الكذاب٠
أضغط على ركبتها بقوة، وأبلع ريقي، فحكايات أمي غريبة، ووجبات دسمة٠
- في قديم الزمان، كانت مملكة بعيدة٠
أقاطع سردها بشيطنتي المعهودة:
- لكن يا أمي، أنتم تفعلونها كبيرة، وتلصقونها بزمن بعيد، ومكان بعيد، وأناس
لاتعرفونهم أصلا، ألا تلاحظين أن كل أفعالكم مبنية للمجهول؟ إنكم بذكاء تهربون من حقيقة ما تفعلون٠
تشعر بجرأتي تهد بناء الحكاية فوق رأسها، فتصرخ في وجهي بغضب:
- لا تقاطعني يا شيطان، دعني أحكي حكايتي: كانت مملكة الكذب تتمنطق بحزام كقوس قزح، بكل ألوان الكذب، أخضره، أبيضه، أسوده، أحمره٠٠٠
أترك ركبتها، أبتعد عنها قليلا، وأقاطعها مرة ثانية :
- وهل للكذب لون يا أمي، أنتم تلونون كذبكم، وأنتم تكذبون، قتقولون: هذه كذبة بيضاء، أوتسمون النبتة عندما تريدون التهامها٠
- اسمع يا ولد، كان يحكم مملكة الكذب ملك جبار طاغية، يعشق الكذب ويتباهى به، ومن لا يعرف الكذب يفصل رأسه عن جسده، وكان وزراؤه يحضرون له كل كذابي مملكته، فيعطون كل كذاب كيسا كبيرا، ويأمرونه بملئه كذبا، وإذا فشل في ذلك يجز السياف رقبته٠
أشعربرعب شديد، أتحسس قفاي، خفت سيف سياف الملك الكذاب، لكن رغم ذلك، أتابع حكاية أمي بلهفة، وأتساءل:
- كيف لهم أن يملؤوا أكياسهم بالكذب يا أمي؟
وبحماس زائد، تستمر في سرد أحداث الحكاية :
كانت الرؤوس تجز بالمئات يا ولدي، وكل رأس يقطع، يفتح شهية الملك لقطع المزيد من الرؤوس، وغضب ذات يوم، فصرخ في حاشيته:
- ألم تجدوا يا وزراء النحس من يملأ ولو كيسا واحدا في كل ربوع المملكة؟
يضغط أحد وزرائه على صدغيه، يفكر طويلا، فجأة يأتيه الفرج، فيقول:
- لا نعرف إلا كذابا يطير العنزة في السماء، يجعل لها جناحين، ويطعم البلابل والحساسين لحم الظأن، فهو كذاب ماهر، ونظنه سيفعلها -لا محالة - يا مولانا٠
يستبشر الملك خيرا، ويصيح فيهم:
- وماذا تنتظرون يا وزراء النحس، آتوني به حالا٠
فيحضرونه، يستقبله في مجلسه الموقر، ويقول له:
- حياتك رهينة بملء هذا الكيس من الكذب يا رجل، فإذا حالفك حظك ونجحت عينتك وزيرا لشؤون الكذب في مملكتي الموقرة، وإذا أخفقت فالسياف في انتظارك، يجزرأسك، يفصله عن جسدك، ويعلقه على مدخل المدينة، فيكون عبرة لكل من لا يحترم الكذب والكذابين٠
- هاتوني كيسكم يا مولاي٠
يشرع في عد أكاذيبه، وهم فاغرو الأفواه، يصدقونه:
- اليوم يا مولاي، فعلت كذا بوزيرك فلان، وفعلت كذا بوزيرتك فلانة، وفعلت كذا بحاجبك فلان، وفعلت كذا بحاجبتك فلانة، وفعلت بملك مملكة الكذب ك٠٠٠
وقبل أن يكمل كذبته، يصرخ فيهم الملك:
- أغلقوا الكيس٠٠٠ أغلقوه٠٠٠ أغلقوه٠٠٠ فقد امتلأ تماما٠ من الآن يا
كبير الكذابين، أنت وزير الكذب في مملكة الكذب٠
- وهكذا يا ولدي، ما بين (ك٠٠٠ وذا) يرغم الملك على إلغاء كل طقوس
الاحتفال بالكذب والكذابين، فيتوقف عن القتل، ويروح السياف في عطالة٠
وتعيش مئات الأرواح بين ك٠٠٠ و ذا٠ (ومشات حكايتي مع الواد٠٠٠الواد، وأكلت خبزة، وشربت برادا، وبقيت مع الأجواد)٠
يصطدم مركب أمي بصخور الشاطئك ثم تتشظى أشرعته على أمواج الواقع :
أخي الصغيريغط في نومه الثقيل، وفي نفسه شيء من عصيدة، انتظرها طويلا٠ العصيدة تهدأ، وتسكن ترترتها وتكتكتها٠ تلفظ النار أنفاسها إلى آخر جمرة٠
تضع أمي قصعة العصيدة مملوءة، مباشرة على أرض الغرفة العارية، توقظ أخي بصعوبة كبيرة، وهي تولول، تريده أن يتعشى، وأن لا يبيت على الطوى٠ يستيقظ، يقعي كالكلب، وهو يقاوم سكرات النوم، يفتح عينا ويسد الأخرى، عين واحدة ستفي بالغرض، يرعش رعشة نعاس لذيذة، فيضع الملعقة الأولى في فمه، والثانية في منخره، والثالثة فوق ثيابه، وهو نائم / صاح، حاضر/ غائب٠
- شررر٠٠٠شررر٠٠٠شررر٠٠٠شررر٠٠٠
أصيح مفزوعا:
- أمي، ألحقيني، أدركي العصيدة، أدركي القصعة، كارثة كبيرة، إنه يشرشرها مباشرة في العصيدة، لقد أفرغ متانته في قصعدة العصيدة يا أمي٠
- ماذا دهاك يا ولد؟
- الصغير ٠٠٠الصغيريا أمي، لقد بال في قصعة العصيدة٠
تهرول أمي، وهي تلطم وجهها، تضرب فخذيها، وتعض أصابعها٠ فتهوي عليه بلكمة قوية، فتقتل فيه تلك الحشرة الزجاجية، يصحو من غيبوبته مرعوبا، فيصرخ، ويبالغ في الصراخ، وهو يركل في كل الاتجاهات٠
يستفيق شهريار من لذة حلمه واحتلامه، ولم يدركه لا صياح ديك فجر ولا صباح، ولم تسكت شهرزاده عن كلامها المباح، فقط أدركه صياح غير مرغوب فيه، صياح أخي الصغير٠
وبحنق شديد: يتف ٠ ٠٠يشتم ٠٠٠ يسب:
- تفوووو٠٠٠ (زريعة القنب)٠٠٠ تفووو٠٠٠ البول والبراز حتى في قصعة
العصيدة٠٠٠ سلعة ناقصة ٠٠٠ وجوه الويل٠
وينتعل حذاءه مقلوبا، وهو يتمتم بغضب شديد :
- سأكمل نومي في البيدربين أكوام السنابل، يا سلالة إبليس٠
وتتلف أمي خطواته تحت جنح الليل، وهي تهرول وراءه، مقتفية أثره٠

بانتظار ...! // كُتبَ النص بمداد الشاعر د: مجيد محسن الدخيلي // العراق

بانتظار....!
رميم ٌهي الايام ُ
حتى كانما
هي الريحُ
تذرو سنينًا خوالياً
تلمستُ رؤاكَ
تعوم ُ في بركة ٍ
من ضياءٍ
وتغفوا اخر الليل ِ
تحتَ النخيل ِ
تهز ُ اليها
بجذعٍ الرجاء ِ
فينتقُ من ضفافِ
الفراتِ
بريقُ الذهبِ
واشرعةٍ تعبُّ الرياحَ
ترخي الظلالَ
و تُغدقُ الامنياتَ
هو حلمُ الصبا
نائياً
تفصدَ في العروقِ
توقًا طريًا
تعال نهشمُّ ذاكَ
الطريقَ العتيقَ
ونقبرُ عريَ اتعابِنا
باحجارهِ
وتلك السفن ُ
تركبُ البحرَ
تمضى للغربةِ
سيقترعُ الموجُ
على روحٍ تدور ُ
بين العنابر ِ
يلتقمها
ويمضي
في نشوةِ الشبعِ
وفي الارض
جوَر َالصروفِ
رداءً من القهر ِ
ثقيلاً
وانفاسِها
شهيقَ الفزعِ
فاقدامهم من حديدٍ
يبذرون الجحيم بين المفاوز
وحيدا هو الطينُ
يميدُ بين اكف َ
باعتهِ
منْ يفتح فمَ الوحشةِ؟
وانتَ تدور ُ
تسبح ُفي لجةِ الظلماتِ
هل سيمرقُ فوقك سهمُ
من النور . ..؟

نص // كُتبَ بمداد الشاعرة // خديجة الشقوري // المغرب

على شرفة ذاكرة مهترئة
أستعيد نبض لحظات
تمزقت ...وأنداست
بدروب الزمان ..
تاهت دقائقها ...وبمرافئ
الحزن تعثرت ...
تآكلت حبال رُسُوِّها
بين صخور صماء
ورمال خادعة
وسراب تراءى ذات زمن
لامعا ثم انطفأ نوره ..وذاب
وحدي اعاقر في حلكة الظلام
نزف مواجعي
واصوغ نغماته الحرى
وآهات حرقة تتمايل بين أضلعي
ودمع يسيل مؤنسا
لحظات ليلي البهيم
كوابيسا أشعلت ليالي
أرقا... وهذيانا
استنفد نبض الفؤاد
وعات بين شظاياه ألما
انتشلها ...الملمها
أمنحها تإشيرة مرور
لعبور شط تباعدت ضفافه
بين طيف حلم ...وصدى امل
يلتمسان بين الانقاض
ممرا سلسا بأمن وسلام

هذه أنا // كُتبَ النص بمداد الشاعرة // روضة البوسليمي // تونس

- هذه انا --
------------------
هذه انا ...
طفلة لا تكبر
كأحلام اليتامى
بسيطة و موغلة في الوضوح
رغيف و حضن لا يبرد على مرّ الفصول
هذه انا ...
طفلة لا تمكر...
كنوايا المؤمن بجدوى الضّوء
عميق و له دلائل و حجج
الضّوء الذي به نغتسل من العتمة
العتمة تحول بيننا و بين الإنسياب الحلال
في جداول العمر القصير مهما طال
هذه انا ...
لا علم لي إلّا ما علّمنيه القلب
أبجدية الحياه
فلسفة العطاء
سنن السّخاء
الشّعر ...
فرائض الزّهد و النّقاء
هذه انا ...
طفلة لا تكبر
كالزّهور في جنائن الحمقى
تبتلع البهاء
تتشرب الشّقاء
تتنفّس عطرها سدى
و تنثره في غير جداوله هباء
هذه أنا ...
طفلة حالمة عنيدة الأنبياء
---------------------------------------- /وضة.....تونس

دمع الإبل علاج لعضة الأفعى ..!! // بقلم د: صالح العطوان الحيالي // العراق

دمع الإبل علاج لعضة الأفعى
------------ د.صالح العطوان الحيالي. العراق. 27.8.2019
يقول الامام جعفر الصادق رضي الله عنه ( ودمع الإبل ترياق مجرب لعضة الأفعى ) . لنتأمل كلام الإمام من الناحية العلمية ...
دموع الجمل ،حقيقة علمية عجيبة يطلقها الإمام جعفر الصادق عليه السلام ..
من المعروف ان الجمل يأكل العشب ، ولكن في بعض الأحيان قد يضطر إلى أن يأكل أفعى في حالات نادرة ، فيشعر بالعطش الشديد بسبب حرارة السم ، فيقف على النهر لكنه لا يشرب الماء لئلا يسري السم في جسده ويموت ويبقى متحملا الظمأ لثمان ساعات حتى تفرز عينه عصارة الدمع فيخزنه في خور (كيس صغير) داخل جفن العين يخزن دموع العين المتكونة من حرارة أكل الأفعى ، هذا الدمع يختلف عن كل الدموع ، حيث جعل الله فيه خاصية طبية ، فقطرة واحدة من هذا الدمع تعالج لدغة الأفعى !! هذه الحقيقة المكتشفة اليوم إختزلها عملاق الفكر الإسلامي الإمام جعفر الصادق عليه السلام قبل إثني عشر قرناً دون أن يدرس عند بشر بقوله : ( ودمع الإبل ترياق مجرب لعضة الأفعى ) . سبحان من ألهم الجمل هذا الإلهام التكويني الذي أقرت به الموسوعة الأمريكية .. سبحان الله القائل في كتابه العزيز : { أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت } .

اتجاهات // كُتبَ النص بمداد الشاعر// عبد الكاظم الغليمي // العراق

اتجاهات
كيف لي ان اقطع جدار الصمت والوذ بوابل من احرف هي عطر لتلك الخريطة المرسومة باتجهاك
تاخذني في دروبك الضيقة ماشيا الوح للقمر بتلك يدي لعلي اقتبس منه ضوءا ينير ظلمة اوراقي التي هجرها قلمي وماعاد يدور بين اسطرها الناعسة بين كفي الملقاة على صدري تنبض باخر همسات العاشقين المانحين حبهم لاوراق الشجر المتساقطة التي غزاها الخريف
قبل ان استيقظ من غفوتي اجمع احلامي المتراكمة واودعها مع اخر خيط من خيوط الفجر وهي تتمازح مع دعاء او مع غيمة لم تعد صالحة للمطر
اوراق النسيان كثيرة تتراقص مع العصافير التي هجرتها حتى النوافذ
حيث اغلقت محاجرها وماعادت تسمح للضوء المتجه باتجاهاته الاربع ان يبني ظلا تحلم به بلابل
الحي

لعنةُ الصمت // كُتبَ النص بمداد الشاعر // علاء الدليمي // العراق

لعنةُ الصمت
في تيهِ الحقيقةِ أسيرُ حافيآ وفي قدميَّ الف سؤالٍ وسؤال ، أرى الماء صافيآ دون السرابِ فيوهمني القوم كي أضلَ المقال ، كلما صرخت خلايا العقل لتنطق ثائرة على لعنة الصمت كان اللسانُ في ساحة الخصم قد تنعم بلذيذ الخديعة والمكر وفاز بديباج السلطان والخمر ، لتبقى مخيلتي حبيسة الأوهام بالنصر على فاتنات العصر النساء والدولار وكرسي المسؤول وموعد في شقةٍ وآخرها الوصول للحكمِ ! آااااااهٍ لو نطق الحقُ لصارَ العدلُ هو الحكمُ .
علاء الدليمي

قراءة في خطاب الحسين ع للمجتمع العربي // القراءة الاولى / بقلم الاستاذ السيد محمد الياسري // العراق

قراءة في خطاب الحسين ع للمجتمع العربي
القراءة الأولى
بقلم : سيدمحمدالياسري
مما يذكره لنا التاريخ عن العرب في معتقداتهم انهم كانوا مما يعبدون : صنما يصنعونه من التمر ، متى ما جاعوا تخلوا عن الآله واكلوه ! كان من ابرز معتقدات العرب سابقا هذا المعتقد الديني الذي يظهر فيه ان عمق الاعتقاد كان هشا – ليس ككل بل كجزء – لكن وجود هذه العادة دالة لها منحنى يشير الى الضعف والتخلي عن معتقداتهم في حالة الحاجة ولايمكن ان نقول : الجوع حاجة فقط اوسببا . لانه جزء مكمل من الحاجات لان حسب موروثهم (تجوع الحرة ولاتأكل بثدييها) أي ان الجوع لا يثني مباديء العرب والتقاليد في تقدير آخر ، وهنا نجد ان المعتقد اقل شأناً في العرب قبل الإسلام من التقاليد والأعراف ، او بتعبير آخر ان العرف والتقليد يحمي العشيرة لذا اصبح دستوراً لايمكن المساس به لانه يحافظ على كيانهم وعلاقتهم ويحفظ دمهم، عكس الدين فهو تهذيب روحي ينخلع في بؤر التسلط والتمايز ، ويمكن ان نقول ان المجتمع العربي بعد الإسلام بدأ به الانحراف فلم يلتزم بوجود الأعراف ولا التقاليد واخذ الانحراف يسير بعيدا عن الاتجاهات الإيجابية التي وضعتها الأعراف والتقاليد والمباديء الذي وضعها الإسلام وهكذا نراها تنهار هذه الخاصية في قضية الحسين ع فنرى الخطاب مباشرا من الحسين ع يشير الى ذلك ليميط اللثام عن حقيقة يحاول كثير تغطيتها تاريخيا او يجد لها مبررا ، ولعل قوله :(ان لم يكن لكم دين وكنتم لاتخافون الحساب فكونوا احرارا في دنياكم وان لم تكونوا فارجعوا الى احسابكم وانسابكم ان كنتم عربا كما تدعون) وفي رواية ( كما تزعمون ) دالة على ان الانحراف في اعلى درجاته ، وهنا نجد نقطة ارتكازية جدا في قضية الطف على ان الذين وقفوا امام الحسين عرب فلماذا قال عنهم كما تدعون او تزعمون ؟
من الخطاب تبين لهم خيارات :
١ ـ لم يكن لكم دين اذا لاتخافون الحساب : كونوا أحرارا في دنياكم
٢ ـ لم تكونوا أحرارا : ارجعوا الى احسابكم وانسابكم : أي عربا
٣ ـ ان لم تكونوا فاعلموا انكم ليس عربا !
كان الدين تمثال تمر ، وكذلك الحرية ، وكذلك العروبة التي تغنوا بها ففي كربلاء سقطت كل المعايير، ولم تنته سقوط المعايير بهذه الصيغة من حيث ان الانحراف وصل الى نهايته اوذروته حتى بان بعد تذكير آخر : هل لكم ابن بنت نبي غيري ؟ سؤال محرج لارث من اجتمعوا من اجله اسقاط الدين جملة وتفسيرا ورميه خارج المعتقد ، لانهم في مقابل هذا مازالوا يتشفعون لبعضهم في احلك الظروف بينما لم يشفع نبي الإسلام ص لحفيدة عندهم ، لم ينته المطاف هنا حين تم تذكيرهم بالنبي ص وصلته كان تذكيرا بكل تفاصيل الإسلام لان ما جرى كان صعبا جدا حين يرفع الحسين ع طفله ويذبح في سهم وتستمر المآساة
ـ يذبح الحسين ع من القفا لأن الرسول ص كان يقبله بنحره !؟ خيار صعب ويروه ويعملون به مما يدل على درجة الانحراف العالية
ـ يسلب الحسين ع من ملابسه ويقطع اصبعه من اجل سلب خاتم هذا دليل على كثرة وتزاحم السلب كي لايسبقه احد غيره حين ينزع المحبس يحتاج لوقت
ـ يداس الحسين ع بالخيول ليس من خلق الإسلام مع أعداء الإسلام فكيف يكون مع حفيد الرسول ص
ـ يرفع رأس الحسين ع برمح ويدار في الشوراع
ـ تسلب عائلته والغريب من ذلك ان احد الجنود اخذ اقراط بنت الحسين ع الصغيرة وهو يبكي والدم يسيل من اذنيها فتسأله : فيجيبها انه يبكي على ال الرسول ص ولما تسأله لماذا يسلبها اقراطها تجيبه كي لا يسلبهن غيري .
ـ تدفن قتلى معسكر يزيد بن معاوية ويبقى الحسين حفيد الرسول ص عاريا في الصحراء ، والغريب ان معسكر يزيد بن معاوية يحتفل بالنصر بينما تبقى عائلة الرسول ص القتلى بلا رؤوس جميعا حتى الأطفال ، ومن دون دفن تنظر العائلة الى أجسادهم الطاهرة بالعراء
هذه نقاط بسيطة تدل على كلمة ( كما تدعون ) او ( تزعمون ) عربا ، أي ان التخلي عن العروبة دعت هنا التخلي عن مباديء وتقاليد الموروث ولعل الكلمة دالة ان نسبة الانحراف في السلطة والمجتمع معا وصلت الى ذروتها ولا اعتقد ان زمنا ما سيأتي بمثلها لان لاتوجد فعلا شخصية تكرر مثل الحسين ع على مدى التاريخ ، لا بورعه ولا بصلته مع الرسول ص ولا بنصوص دالة على شهادة من الرسول نفسه ، فعندما يسمعون الصحابة من الرسول ص ان الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة ، كان في تصورهم لايستشهدوا على يد المسلمين او يكون هناك انحراف بهذا الحد المعيب والذي ظل صفحة سوداء في تاريخ الامة ، مع ان الانحراف لم يعد الى الوراء بل كان في كل شيء وان المجتمع لم يعد الى الجاهلية بل انحرف حتى عن موروثها الإيجابي .
منذ ١١ هجرية الى ٦١ هجرية أي بعد صراعات وأفكار هوجاء وصل الانحراف في ١٠ محرم ٦١ هجرية الى اعلى درجة ، بعدها ذلّ المجتمع ولم يعد الإسلام بل اخذته الاهواء وظل الإسلام من بعد ٦١ هجرية مطاردا رسميا ومحكوم عليه بالاعدام واعتبر الإسلام الحقيقي معارضة بأسماء أخرى حاولت السلطة ان تحكم الناس باسم وهمي للاسلام وسلب الإسلام من اسمه بإضافة له أسماء أخرى ... حتى في عصر الثقافة والقراءة عصر النت مازال اثر السلطة على المجتمع واصبح ذليلا لها ولاسيما بعد واقعة كربلاء جاءت واقعة الحرة التي قتل فيها الصحابة واستبيحت مدينة رسول الله ص للجيش ثلاثة أيام ، ذل فيها المجتمع ولم يعد هناك صفحة تاريخ تفسر هذا العمل المشين حيث ظل الأثر يستخدمه الحكام مع دعاة درسوا تلك الخطوات باسم الإسلام وفيها وضعت ودونت الاحاديث التي تؤيد السلطة وتضيف عليها الشرعية.
من النقاط المهمة في خطاب الحسين ع لمعسكر يزيد هي هذه الاحداث ، محاولة لارجاع العقل وضياع النفس ، لاتتبعوا يزيد باي حالة لانه سيسلب حتى عروبتكم والمقصود بسلب العروبة كل موروث واثر حسن ولعل سلب العذارى عذريتهن في واقعة الحرة خير دليل ، واتباع يزيد يعني ان سلطانه مستمر لانه سيصير موروثا يستند عليه الحكام وقد استند عليه ليومنا هذا ... لم يعد هناك عروبة ولا احرار ، ولا دين في زمن الامام الحسين ع : ابن علي بن ابي طالب وفاطمة بنت محمد ص ، لم يعد اشخاص يحملون المروءة غير أصحابه لذا قال كلمته التي ميزت المجتمع ( خير الاصحاب اصحابي ) لم ياكلوا صنما صنعوه من تمر ولم يبيعوا دينهم بدنياهم ... وهذا ما نتكلم عنه في القراءة القادمة .