الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

دروبُ الجمالِ ... ثكلى بلا خطاكَ // كُتبَ النص بمداد الشاعرة // مرام عطية // سوريا

دروبُ الجمالِ ... ثكلى بلا خطاكَ
____________________
كيفَ أرثيكَ يافراتُ وأريجُ أنفاسكَ يسابقُ الريحَ 
يملأُ الفضاءَ ؟!
كيف أبكيكَ ونحنُ على موعدٍ مع إشراقةِ وجنتيكَ 
وسنابلُ يديكَ توزعُ حنطتها كلَّ لقاءٍ ؟!
أراكَ شغوفاً كالنهرِ تهرول نحو الحقِّ في زمن المين
و ترياقاً تداوي جلساتنا العقيمةِ
و أرى فراشاتُ ضحكتكَ تعانقُ الأنغامَ
ترسمُ بصدقها حدائق الورد وحقولَ البنفسج
تصوب على الأوجاعِ رصاصةَ أمل
و كلما تمزَّق حلم ترفوه بخيوط الصبرِ
وأرى صدركَ كالبحرُ يتسعُ لكل هفواتنا
وذنوبنا
أرى لسانكَ كالسيفِ ماضياً يصفعً المتخاذلين عن نجدة الفضيلة
يذودُ عن وطن الجمالِ
أتراك توقنُ أنكَ الصلاحُ في زمن الخرابِ
والنقاءُ في زمن النفاقِ ؟
*
كيفَ ترحلُ أيها النقاء
عن خميلةٍ سميتها أنت خميلةَ الوفاء
ألأنَّ الجراحَ استطالت وكلَّ مبضعُ الجرَّاحِ؟!
أم لأنَّكَ صرختَ طويلاً لا للظلمِ لا للنفاقِ
و سئمتَ من صمتنا
و آذاننا الخشبية لم تسمع صراخك حتى الآن ؟!
*
أخبرني لِمَ غادرتَ مع أول صباحِ
مع أول حلم يتفتحُ بلا استئذانٍ ؟!
ولمن تركت شؤون القبيلةِ ؟!
كيف غادرتَ أيها النخيلِ ولم تقلْ كلمةَ وداعٍ ؟!
كل الدروب تسألُني عن خلخالِ ضحكتكِ
عن مدنِ صخبكَ الجميلةِ
عن خطاكَ النرجسِ ودفءِ الأمسياتِ
*
الآن وداعاً وداعاً ياصديقي الفراتَ
لترقدْ في أحضانِ السكينةِ بسلامٍ
و لتهنأ بكَ السَّماءِ
________________
مرام عطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق