...كلاب.../ قصيصة سريالية
تضع كلبة جراءها ، تستغيث بعدما انقطع لبنها ، وكنت مراقبا لمخزن سمك بجزيرة نائية ، فلم أجد غير الأسماك أقدمها للجراء حتى بدأت تموء مع مرور الأيام بدل أن تنبح ، صارت الجراء كلابا بصوت قطط..!
تأخر الصيادون عن الإبحار لرداءة الطقس شهرا بأكمله ، فنفذ ما في المخزن من سمك ، وجاع الكلاب!
لا أحد يعرف مخبأهم سوى أمهم الكلبة... وأنا ، ترجع إلي متحسرة ، تبعتها والمواء صداه ضج هدوء غابة الجزيرة ، لم أحمل معي سوى ما تبقى من بقايا السمك غير أنه لا يكفي ، أشعر بعضة في ساقي ، تتلوها عضات ونهش ، أكلوا لحمي، فصلوا عظامي ، ولم يتركوا غير رأسي ، وإني لا أزال أحدثهم ، فقؤوا عيني ، هضموا أنفي ، وابتلعوا لساني ، فلم يبق في شيء سوى الشعر...
تسلل شعري إلى أشجار الغابة بعدما شبعوا ، بت مختفيا إلى أن سمعت صراخ الصيادين في رحلة بحثهم عني ، كاد يعفس أحدهم على شعري فصحت: أنا هنا!
سمعته يقول: عجبا لست أدري من أين يجيئ هذا النداء..!?
_ أنا لازلت حيا ، وإني لن أكف عن الكلام حتى وأنا ميت...
يحفر حفرة ، يدفن فيها شعري ، دفنني تحت التراب.
تأخر الصيادون عن الإبحار لرداءة الطقس شهرا بأكمله ، فنفذ ما في المخزن من سمك ، وجاع الكلاب!
لا أحد يعرف مخبأهم سوى أمهم الكلبة... وأنا ، ترجع إلي متحسرة ، تبعتها والمواء صداه ضج هدوء غابة الجزيرة ، لم أحمل معي سوى ما تبقى من بقايا السمك غير أنه لا يكفي ، أشعر بعضة في ساقي ، تتلوها عضات ونهش ، أكلوا لحمي، فصلوا عظامي ، ولم يتركوا غير رأسي ، وإني لا أزال أحدثهم ، فقؤوا عيني ، هضموا أنفي ، وابتلعوا لساني ، فلم يبق في شيء سوى الشعر...
تسلل شعري إلى أشجار الغابة بعدما شبعوا ، بت مختفيا إلى أن سمعت صراخ الصيادين في رحلة بحثهم عني ، كاد يعفس أحدهم على شعري فصحت: أنا هنا!
سمعته يقول: عجبا لست أدري من أين يجيئ هذا النداء..!?
_ أنا لازلت حيا ، وإني لن أكف عن الكلام حتى وأنا ميت...
يحفر حفرة ، يدفن فيها شعري ، دفنني تحت التراب.
يرجع الصياد دون أن يعرف بأن الكلاب تموء ، وبأنها أكلتني، وسوف تأكله..!
حسين الباز / المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق