الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

سلوك مستغرب // بقلم د المفرجي الحسيني // العراق

ســـلوك مـــستغرب
---------------------
أستغرب لجاري شقته قبالة شقتي، بسيط في ملابسه معتدل الطول باديةٌ السمنةُ عليه، لا يتحدث مع أحد لا يتكلم على أحد ، غير متجهم ولا مسرور كل شيء في محياه طبيعي، أنه لا يكترث يسكن وحيداً ، لا يخرج إلا إلى عمله لم أر وجهه، يرتدي قبعة على رأسه تخفي حتى رقبته، معطفاً ذا ياقة كبيرة مما زاد في إخفاء ملامحه، أنا في حيرة بدا لي لغزاً محيراً هكذا توصلت، ذات يوم سمعت تكسر زجاج ، راقبت خروجه وهو يحمل بقايا مرايا جدارية ؟ لقد أثار فضولي، جمعت قواي واتجهت الى باب شقته وبخوف، فتح الباب، تبسم لي وظل ينظر لي دون كلمة ولكنه مبتسمٌ ، تدارك الأمر أدخل: دخلت على حياء، أنا خجل من النظر إلى وجه، أردف قائلاً : حقاً أنكم تستغربون منى ولكم الحق، وقعت في حب وجهي لأني أسكن وحيداً، عزلت نفسي، أنظر لوجهي في كل شيء لامع صينية الطعام، الأقداح أبريق الشاي المرايا! لقد تعرفت على أحد يشبهني أني غير سعيد، اكتشفت وجهي بما فيه الكفاية لأنه يشبه بقية الوجوه، لذلك علي تغيير عاداتي و أيجاد صديق، كنت فرحاً عندما طرقت الباب، قلت في نفسي جاء الصديق، قبل فترة هشمت المرآة كل الأواني العاكس الصقيل، واستبدلتها بأواني ذات سطوح معتمة، حتى لا أرى وجهي
أريد وجهاً جديداً مثل وجهك يا جاري!
**********
د.المفرجي الحسيني
سلوك مستغرب
العراق/بغداد
26/8/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق