مقعد شاغر.......للحب
ألحب للشجعان .....الجبناء تزوجهم أمهاتهم .
لم أكن شجاعاً كفايةً تلك الليلة لأتحرش بكوكب متألق من الحب ، كنت جباناً متوّجاً بأمتياز ,ماتت امي منذ زمن بعيد وخلفتني عازباً يدور حول نفسه في تلك السهرة حائرا في منطقة وسطى ما بين الحب واللاحب ، ما بين الجنة والنار ، ما بين حضور تلك المراة و حضور احلام صيفية عابرة.
وحده القمر كان مناوباً على الحراسة تلك الليلة فالأمسية من ايلول ، مستغربة على مفترق ألفصول ، ليلها مستوحش ونجومها في إجازة قد تطول .
البساط تحت قدمي كان سندسياً والموائد من حولي عامرةً سخية وصديقي صاحب الدعوة ، يطوف بينها متفقداً مدعويه في جولات مكوكية، ينثر خلالها دعاباته مرحباً بي بين حين وآخر ....
-- اهلاً اهلاً كل شي عذوقك تمام.؟؟
وكنت أجيب .
-- أكيد تمام بوجودك ..
بنبرة مشبعة بألحماس كنت أجيبه فأخدعه كما اخدع نفسي التي لم تكن أبدأ تمام او على ما يرام بجانب المقعد الشاغر الذي كان يفصلني عن تلك ألمرأة .
كانت هناك بجانبي وكنت غافلاً بادئ الأمر ، اصبّ لنفسي كأساً مثلّجاً وارفعه شارباً نخب ألمعارف والأصحاب حين افلتت من نطاق رؤيتي نظرة عفوية ، لمحتها عن يساري وحيدة خلفها ينبسط الشاطئ والبحر وبيني وببنها مقعد شاغر.......
بغتة تلاشت كل الوجوه ، تحللت كل الأقنعة ولم يبقى في مداري سابحاً سوى حنين شهر ايلول ، ضوء القمر ،قفشات الموج ، عطر تلك المراة سحر حضورها والمقعد الشاغر الذي يفصلني عنها ....
فكرت باحتلاله...
داهمني الخاطر مفاجئأً وكدت أباشره بفعل قوة مغناطيسية تجذبني لجوارها ، لكنني تريثت تاركاً للعقل فرصة سانحة ليستعرض خلالها عضلاته الكابحة .
ربما لم يكن المقعد شاغراً ، ربما هو خاصة زوجها او احد أقاربها وما شأني انا بها وما بال فكري العابث المشتت في ليالي ايلول .
كنت اسعى لأنتشال حضوري من شباك حضورها ، فاشيح بوجهي واتابع تواصلي مع من حولي ، فآكل وأشرب واثرثر وأقهقه دون جدوى ...
لم اكن افلح في مقاومة تلك تلك الأنجذابة العنيفة التي كانت توخزني من كتفي بين الفينة والفينة ، تدفعني كي استدير بحذر ، اوهم نفسي بتامل البحر اصوّب نحوها انظاري اطلقها موازية لصفحة وجهها فيطرق راسها بقليل من حياء وشيئ من خضوع يخفق له قلبي وانتهزها فرصة لأغرق في تأملها .
دفء انظارها ، عذوبة صوتها ، سحر ابتسامتها ، كان ذلك الشئ الغامض ، الحريري والمقدس يطوف في توازن غريب يشّع من حضورها .
هل كنت مسحوراً تلك الليلة ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
كانت الموسيقى حالمةوكان نسيم ايلول يتصاعد من شاطئ البحر فيغمرها قبل عبوره صوب رأسي مُشبعاً بخدر عطرها ، وتستيقظ تواً في داخلي وحدة تعترض ، ويُزهر في قلبي حنينً ينتفض وفي صدري تعصف ريح الفراغ حائرةً كيف تستند ..
وكنت إعود لأفكر بامر المقعد الشاغر ......فأقدح زناد فكري باحثاً عن وسيلة تبرر لي احتلاله فأنزع يد "الغرسون " عنه كلما امتدت اليه تحاول استعارته وأكذب بيقين وادّعي ان له صاحباً سيعود بعد قليل وأنقّب بالتالي عن حجة تحلله لي .
اادعي حاجتي للملح او لبعض قطع الثلج او لكوب ماء وهكذا احاورها فأبدأ الحديث معها عن حال الطقس او عن حال الأوضاع الأجتماعية وبعده.....
كم كنت سأبدو مضجراً وسخيفاً.....
في تلك السهرة الشاعرية هل يحلو الحديث عن غير الموسيقى والحب والشعر والغزل .
كنت منهمك الفكر ، كيف ابرر إقترابي منها بحاجتي للملح او لقطع الثلج ، الأهمية كانت في الخطوة الأولى بعدها تتسلسل الخطوات تلقائياً المهم ان اسابق الوقت قبل ان يسبقني فتنتهي دعوة العشاء وانا ملتصق بمقعدي والمقعد بجانبي شاغر يضيئ في عيون النادلين تمتد الأيدي إليه فانزعها عنه وانا اكرر حكاية عودة صاحبه الوشيكة وانشغل عن خطوتي الأولى وترتيب اسبابها ، اابدأ بالملح او قطع الثلج وتتوه افكاري وتتشوش واسهو عن حضور رئيس الخدم قارئ الأفكار و الرابض فوق راسي كظلي .
بقدرة قادر إنهارت قطع الثلج في كاسي .بسحر ساحر زرعت زجاجة الملح قرب صحني وكنت ابتسم له شاكرأ وانا العن في سري حسن الضيافة ودقتها التي تنسف كل مخططاتي ،تتواطئ مع مراسيم عقلي تردني لجادة صوابي ، لحسرة خمسيناتي وقطارها المتعب الذي يصفّر مقترباً من آخر محطات العمر .
ضاعت فرص الحب ولم يعد هناك سوى محطة التقاعد الأخيرة التي تلوًح لي بهدؤها آمرة وتمد لي لسانها ساخرة .
كان الضيق يعتصرني ، في صدري تتزاحم تنهدات الشوق والحنين ألى المجهول التي تجتاحني فقط في شهر ايلول ، تتدفق في دمي ، تسيل في اوردتي ، فاسيل معها كالمادة الخام التي تحتاج لأنامل امرأة تعيد تشكيلها .
إمرأة تشبه تلك الحسناء التي كانت تجاورني وبيني وبينها مقعد شاغر انهكني في الحفاظ عليه حتى قررت حسم الأمر في النهاية .نزعت عنه يد الغرسون وهممت بالأنتقال اليه حين غادرت المراة مقعدها واختفت تحت جناح الليل .....
الواحدة بعد منتصف الليل صرعني الوقت قبل ان اصرعه .
بغتة تلاشى السحر من حولي، القمر بدا شاحباً والناس من حولي مضجرين ، شعرت بالبرد وخشيت على نفسي من نزلة صدرية .........
حدث كل ذلك منذ عام اقسمت بعدها يميناً الا البي دعوة عشاء احد في شهر ايلول .
مضى الصيف بعدها ومضت سهراته الرومانسية الحالمة ، لم التق بتلك المرأة فيما بعد ، حتى اليوم لا اعرف من هي واي اسم يميّزها ....
كل ما بقي لي منها ذكرحضورها الوهاج ، حقيقة كونها امرأة ، حقيقة كونها تعي ذلك تماماً .
بعض النساء تلتقيهن مرة واحدة فلا يعود زمنك مقفراً والوانه بلا نبض ....
بعض النساء يعبرن صفحة حياتك مرةً واحدة فيدمغن صفحة الروح إلى الأبد ...
' نورا "م
ألحب للشجعان .....الجبناء تزوجهم أمهاتهم .
لم أكن شجاعاً كفايةً تلك الليلة لأتحرش بكوكب متألق من الحب ، كنت جباناً متوّجاً بأمتياز ,ماتت امي منذ زمن بعيد وخلفتني عازباً يدور حول نفسه في تلك السهرة حائرا في منطقة وسطى ما بين الحب واللاحب ، ما بين الجنة والنار ، ما بين حضور تلك المراة و حضور احلام صيفية عابرة.
وحده القمر كان مناوباً على الحراسة تلك الليلة فالأمسية من ايلول ، مستغربة على مفترق ألفصول ، ليلها مستوحش ونجومها في إجازة قد تطول .
البساط تحت قدمي كان سندسياً والموائد من حولي عامرةً سخية وصديقي صاحب الدعوة ، يطوف بينها متفقداً مدعويه في جولات مكوكية، ينثر خلالها دعاباته مرحباً بي بين حين وآخر ....
-- اهلاً اهلاً كل شي عذوقك تمام.؟؟
وكنت أجيب .
-- أكيد تمام بوجودك ..
بنبرة مشبعة بألحماس كنت أجيبه فأخدعه كما اخدع نفسي التي لم تكن أبدأ تمام او على ما يرام بجانب المقعد الشاغر الذي كان يفصلني عن تلك ألمرأة .
كانت هناك بجانبي وكنت غافلاً بادئ الأمر ، اصبّ لنفسي كأساً مثلّجاً وارفعه شارباً نخب ألمعارف والأصحاب حين افلتت من نطاق رؤيتي نظرة عفوية ، لمحتها عن يساري وحيدة خلفها ينبسط الشاطئ والبحر وبيني وببنها مقعد شاغر.......
بغتة تلاشت كل الوجوه ، تحللت كل الأقنعة ولم يبقى في مداري سابحاً سوى حنين شهر ايلول ، ضوء القمر ،قفشات الموج ، عطر تلك المراة سحر حضورها والمقعد الشاغر الذي يفصلني عنها ....
فكرت باحتلاله...
داهمني الخاطر مفاجئأً وكدت أباشره بفعل قوة مغناطيسية تجذبني لجوارها ، لكنني تريثت تاركاً للعقل فرصة سانحة ليستعرض خلالها عضلاته الكابحة .
ربما لم يكن المقعد شاغراً ، ربما هو خاصة زوجها او احد أقاربها وما شأني انا بها وما بال فكري العابث المشتت في ليالي ايلول .
كنت اسعى لأنتشال حضوري من شباك حضورها ، فاشيح بوجهي واتابع تواصلي مع من حولي ، فآكل وأشرب واثرثر وأقهقه دون جدوى ...
لم اكن افلح في مقاومة تلك تلك الأنجذابة العنيفة التي كانت توخزني من كتفي بين الفينة والفينة ، تدفعني كي استدير بحذر ، اوهم نفسي بتامل البحر اصوّب نحوها انظاري اطلقها موازية لصفحة وجهها فيطرق راسها بقليل من حياء وشيئ من خضوع يخفق له قلبي وانتهزها فرصة لأغرق في تأملها .
دفء انظارها ، عذوبة صوتها ، سحر ابتسامتها ، كان ذلك الشئ الغامض ، الحريري والمقدس يطوف في توازن غريب يشّع من حضورها .
هل كنت مسحوراً تلك الليلة ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
كانت الموسيقى حالمةوكان نسيم ايلول يتصاعد من شاطئ البحر فيغمرها قبل عبوره صوب رأسي مُشبعاً بخدر عطرها ، وتستيقظ تواً في داخلي وحدة تعترض ، ويُزهر في قلبي حنينً ينتفض وفي صدري تعصف ريح الفراغ حائرةً كيف تستند ..
وكنت إعود لأفكر بامر المقعد الشاغر ......فأقدح زناد فكري باحثاً عن وسيلة تبرر لي احتلاله فأنزع يد "الغرسون " عنه كلما امتدت اليه تحاول استعارته وأكذب بيقين وادّعي ان له صاحباً سيعود بعد قليل وأنقّب بالتالي عن حجة تحلله لي .
اادعي حاجتي للملح او لبعض قطع الثلج او لكوب ماء وهكذا احاورها فأبدأ الحديث معها عن حال الطقس او عن حال الأوضاع الأجتماعية وبعده.....
كم كنت سأبدو مضجراً وسخيفاً.....
في تلك السهرة الشاعرية هل يحلو الحديث عن غير الموسيقى والحب والشعر والغزل .
كنت منهمك الفكر ، كيف ابرر إقترابي منها بحاجتي للملح او لقطع الثلج ، الأهمية كانت في الخطوة الأولى بعدها تتسلسل الخطوات تلقائياً المهم ان اسابق الوقت قبل ان يسبقني فتنتهي دعوة العشاء وانا ملتصق بمقعدي والمقعد بجانبي شاغر يضيئ في عيون النادلين تمتد الأيدي إليه فانزعها عنه وانا اكرر حكاية عودة صاحبه الوشيكة وانشغل عن خطوتي الأولى وترتيب اسبابها ، اابدأ بالملح او قطع الثلج وتتوه افكاري وتتشوش واسهو عن حضور رئيس الخدم قارئ الأفكار و الرابض فوق راسي كظلي .
بقدرة قادر إنهارت قطع الثلج في كاسي .بسحر ساحر زرعت زجاجة الملح قرب صحني وكنت ابتسم له شاكرأ وانا العن في سري حسن الضيافة ودقتها التي تنسف كل مخططاتي ،تتواطئ مع مراسيم عقلي تردني لجادة صوابي ، لحسرة خمسيناتي وقطارها المتعب الذي يصفّر مقترباً من آخر محطات العمر .
ضاعت فرص الحب ولم يعد هناك سوى محطة التقاعد الأخيرة التي تلوًح لي بهدؤها آمرة وتمد لي لسانها ساخرة .
كان الضيق يعتصرني ، في صدري تتزاحم تنهدات الشوق والحنين ألى المجهول التي تجتاحني فقط في شهر ايلول ، تتدفق في دمي ، تسيل في اوردتي ، فاسيل معها كالمادة الخام التي تحتاج لأنامل امرأة تعيد تشكيلها .
إمرأة تشبه تلك الحسناء التي كانت تجاورني وبيني وبينها مقعد شاغر انهكني في الحفاظ عليه حتى قررت حسم الأمر في النهاية .نزعت عنه يد الغرسون وهممت بالأنتقال اليه حين غادرت المراة مقعدها واختفت تحت جناح الليل .....
الواحدة بعد منتصف الليل صرعني الوقت قبل ان اصرعه .
بغتة تلاشى السحر من حولي، القمر بدا شاحباً والناس من حولي مضجرين ، شعرت بالبرد وخشيت على نفسي من نزلة صدرية .........
حدث كل ذلك منذ عام اقسمت بعدها يميناً الا البي دعوة عشاء احد في شهر ايلول .
مضى الصيف بعدها ومضت سهراته الرومانسية الحالمة ، لم التق بتلك المرأة فيما بعد ، حتى اليوم لا اعرف من هي واي اسم يميّزها ....
كل ما بقي لي منها ذكرحضورها الوهاج ، حقيقة كونها امرأة ، حقيقة كونها تعي ذلك تماماً .
بعض النساء تلتقيهن مرة واحدة فلا يعود زمنك مقفراً والوانه بلا نبض ....
بعض النساء يعبرن صفحة حياتك مرةً واحدة فيدمغن صفحة الروح إلى الأبد ...
' نورا "م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق