إصرار على القهر
ما لشعاع الضوء ينكسر
ينحاز للطاغي ويقتصر
ولما يمر بقريتنا
يغتاظ جدا وينطفئ
قل لمن يوزع النور رفقا
فعيوننا لا تزال مغمضة
وقلوبنا ليس بها نبض
نرجو فقط حبل نجاة
يخلصنا من الغبن والقهر
لكن أيادينا مقيدة
وعقولنا لا تزال من حجر
نرفض الفعل والإحساس والأمل
راجين من الغاصب الحل
لعل يأتي من جلادنا ورد
.
عبدالله محمدي . سيدي بوزيد مهد الثورة . تونس
كان
من الممكن
أن
أكون
أكثر بهجة ... وجمالا
لولا
أوراق الشجر المتطايرة
.. هنا
.... وهناك
ولسبب غامض
حاولت
أن
أكتم هذا
السر
رغم إنني
لم
أفقد الأمل ..
في الإخضرار بعد
إحسان الموسوي البصري
جحيــــــــــــــــــــــــــــــــم الوعـــــــــــــــــــــــــــــــي
---------------------
مجموعة من الأصدقاء لنا محاولات جماعية ، وبعض الآراء أغوانا المعقول واللامعقول، والمنتمي واللامنتمي تركنا الغزالي والجاحظ والفارابي كتب مركونة في رفوف مكتباتنا وقد علاها التراب، نجلس في المقاهي كل منهمك في هوايته أو نقاشاته، نجلس الساعات الطوال ، نخرج من المقهى مثقلين بالجمل والكلمات ، كل منا يجر أوراقه المتعبة بتثاقل ، كلنا من قرية واحدة بيوتنا متناثرة ، حيطان قديمة متروكة نلملم أنفاسنا، نمسد عليها نأخذها بالأحضان، قبالة القرية نهر آسن، في مداخل القرية نلوذ بحيطاننا المتروكة للغبار الكثيف. غشاوة عطلت نظري، أثر دخان السيجارة الذي لم ينفك يلازم شفتي باستمرار، صورة ( صديقي عطشان) تتمايل وتتأرجح فوق رأسي تصعد كلما صعد دخان السيجارة ، مع موجةٍ أخرى من الدخان الصورة تظهر، غُدِرَ بصديقنا ، غدر به عقله وتفكيره، قاده أن يرتمي بين عجلات الشاحنات ، هزَّ كياني موت صديقي ، تأثر جداً بالمحتوى والحقيقة. البلابل ميتة تتساقط من على أغصان الأشجار، لا تغادر الدار إلا بالإذن، شاحنات تقطر الموتى من على الأرصفة من على المزابل، جثث متفسخة في الأزقة والشوارع، قتلة يجوبون الشوارع، فارين من بيوتهم ، يا صديقي (عطشان) فتحت الباب لنا نحو الرؤيا الحقيقية، تبتسم : (ادخلوا يا أصدقائي جحيم الوعي المرير)، لنا الأب الروحي الحقيقي. يا حلم الطفولة الضائع، ضائع في الفراغات التي نجهلها ،تقودنا إلى مصائرنا التي نجهلها، نعود القهقري إلى قبور الفجيعة، قهر المسافات نطويها تلتف حول أعناقنا، قطارنا توقف برحيلك، رحلتنا تدور بنا في حلقة قهر سوداء ، نلوذ بحيطاننا الطينية في العراء، نلوذ لهيمنة الصوت المجهول الذي يتقيأ متسول ضرير، غدر الزمان بنا برحيلك المفاجئ ، أتذكر لقاءنا الأول، مطالعتنا الأولى، علمتنا منها حب الصيد والسباحة في الأنهار والسير حفاة على شوك الحياة حتى على الحجر المسنن، علمتنا حب الفقراء ، قلوبنا صارت مرارة الفقراء، أوجاعهم، جوعهم، ثوراتهم، آلامهم، قلوبنا كل عذابات الوطن، تزيح الستائر عن النوافذ التي تطل على الشوارع الظلماء، : (هي ذي أسرار الحياة) ، تأخذنا إلى النهر الذي يتلوى في أحشاء الأرض، نجري، نتسابق، نعوم بعيداً عن البؤس والشقاء، خلفنا أنت تقبل عيوننا، نبحر معك فوق موج التسامي، أتذكر حين تركتنا مرة واختفيت، جئتنا ملتحياً وبيدك صدفة محار بيضاء كبيرة، : هذه الصدفة تحن إلى الصدف في أعماق البحر، سأغيب هناك، أترككم وأنام هناك، سأنام في الصدفة وأمسح جراحي وألملم أفكاري، سأغيب، كنت تتأوه حينما تنظر إلى الصدفة جُلت بعينيك في وجوهنا، : إنها بيضاء مكورة تناسبني، تراجعت عنا خطوتين : يا أصدقائي إن روحي غيمة من ريش صقيل، ذهلنا لهذا الموقف، لبثنا صامتين، غبنا لحظتها ،نحن حاضرون، حضر معنا وهو غائب، هو ونحن تائهون في لجج أمواج المحن، قال لنا أحد المارين من على ناحية المقهى (عطشان) بالنسبة لكم انعطاف زمني حاد في تاريخكم الشخصي، يشتعل الآن وسينطفئ إلى الأبد، كنا ننظر إليه يصارع طواحين الهواء، يغوص في الطين، يرتفع إلى الأعلى بأجنحة يخاتل ويقاتل الأعداء، يراوغ، ثم ينزوي في أقصى المقهى، يدعي الشرود، وما هو الشارد ،عندما يسقط المطر ويسمع قطرات المطر تطرق الزجاج، يقول لنا صديقكم نقطة مطر سقطت على بداية حرف طويل ثم صارت جرحاً متعرجاً يطول إلى ينابيع المدى، يؤلمنا فيه صلبه آلامنا وأوجاعنا لكي يعري غصون أيامنا من أوراق الضجر، قرأ صديقنا بينهم، شرع يحرق المراحل، الحرائق التي اشتعلت في جراح نفسه جعلته يهيم في ضباب الرعب، كان يرى أصحابه يُغيَّبون واحداً تلو الآخر في ظلامات النهاريات والأقبية والسجون . غيَّبته المستشفيات وغلفته أعوامه بشراشف بيضاء كثيفة، ينام ويصحو صحوة جوفاء، زائغ النظرات، حافي القدمين ضامر الوجه، طويل، يهيم على وجهه في الدروب، في المقاهي، في الحافات، يقرأ الأشعار على المارة في الطرقات والأرصفة الغبراء، يبول على الجدران، ويتقيأ الأحزان لذكراك لعهدي (يا عطشان)، لغيابك المحزن، قطعنا الأشواط، واخترقنا المسافات الشاسعة، نحن الذين نحي أنفسنا على الفيضان المدمر، عيوننا بُسقت ورُؤانا أزاحت الشباك، التهمنا أكداساً من الكتب وبرغبة ضارية وحماسة وجموح الشباب، نجلس في المقهى، نلوك الكلمات ونعلك الجمل، كل كتب المشاهير، صرنا كلنا (عطشان)، إنهم يستخفون بنا بأذهاننا بعقولنا التي باتت صفيح، وصاح أحدنا (عيوننا يدحرجها الوهم)، كذا نحلم بالرحيل إلى الحدائق الغنّاء، لقد كنا حدائق غنّاء، كلها أوهام ...
--------------------------------------------------------
*****
د.المفرجي الحسيني
جحيم الوعي
29/5/2017
العراق /بغداد
قراطيس..ْ
(عادل قاسم)
صَباحٌ آخرٌ يَطلُ منْ نافذةِ التيهِ
تسقطُ الايامُ من شُرفاتِ السنينِ
رَتيبةٌ وباليةٌ.. مثلَ ..
خطواتِ ِسكيرٍ مَزهوا ًبثمالتهِ..
لاشيَ ِسوى اشلاءَ حُلُمِِ وَصبواتٍ آسرةٍ..
يَسْفحُ نهاراتِها الخاويه ...
جدلُ ناعم من دُخانٍ وَضَبابْ
لهاث ُطائشٌ وصخبُ يستفزُ السكونَ ببوقهِ الصديء
حروبُ فاسقةٌ ... ذكرياتُ نافقةٌ
صهيل ُسُرفاتِ دباباتٍ عَواِنسْ
كانَ شجاعاً
َركلَ أُُسةَ مَوضعهِ ببسطالهِ
وَفقأ عُيونَ الموتِ ....
بخطاهِ المورقةَ...
بالتينِ...والزيتونِ..
وطورِ ِسنينْ
سعةُ من فراديس
منهزمةُ هي الجدرانُ وفاغرةُ افواهَها
اذ لاهديلَ سوى الانينِ...وقهقهاتٍ مُوجِعهْ
شاختْ الاَزقةُ والنِسوهْ ...
النهار ُيجرجر ُاخرَ ماتبقى من خطاهِ الهَرِمة
صباحٌ آخرٌَ يَطلَُ....
اقنعهً تضيقُ بوجوه ِالعابرين
لأوراقٍ ذابلةٍ..تعرتْ بالشكوكْ
الافقُ الشفيفُ.. تَجِفُ حُمْرَتهِ رويداً..
وانتَ تُحلقُ بعيداً
في فضاءٍ من الحروف ٍواﻻسئلةْ.....
........
انسلَ رويدا ًخارج َالبوحِ...
من صَمتْهِ الجَهيرِ.....
نكايةَ بأخر َماتبقى من قيامتهِ الفاشلةَ
ادعوك.َ................
أنْ تُنِبِتَ بَعَْضاً مما تَبقى...
من يَقيني المُريبْ..!
بصفحةٍ من غيبِكَ الناشِزْ ..
عندما ارفعُ ُاصبعي بحضرتِكَ
بغباءٍ مُضْحِكٍ وجريء..
مقفرةُ دَوما هي اﻻسئلةُ
وصاخبُ هو الجوابُ كأرملةٍ
تدسُ رغباتَِها الجامِحةَ
في اجسادٍ يانعةٍ...
تدلقُ ما تبقى من مساميرِ الذاكرةِ
في ....
وجعَِ المدينةِ وَصَبْرِها البهيْ
............
لاشئ اكثرَ ِسعةٍ من كأسِكَ الذي...
يتسافلُ في المجاهلِ السحيقةَ من المسافاتِ
كلما اوغلتَُ بالمسيرِ
يتسعُ الجوابُ ضِيقا...
وتقتربُ ابعدَ من السعةِ..
نهاية تكشفُ عن فتنةٍِ رائقةٍ ومُسْتديرةٍ
كُل شئِ صاخبُ وساخرُ واكثرَ انطفاءً
من صهيلِك المُنقَرض
اقلام ُوقراطيسُ وزفيرُ دُخانٍ...
وبقايا من حَيواتِ خَلٌفَتْ.....
كُلَ هذهِ المعاني المُحنطهْ....
لفتة
ــــــــــــــــــــ محمد الخضر سوريا
ٱ كان ثغرك
أم دم أله قديم
كلما نهلت
عدت إلى لحظة الطين
اليك يا أمي في عيد الأمهات
وكل الأيام هي عيد لك
الى السماء ارفع دعائي بالرحمة لمن فارقت الحياة
وبالصحة والعافية لمن لا زالت على قيدها
*****************************************
عن أمي احادث نفسي
~~~~~~~~~~~~~~~~
تتلاشى سنين عمري
بحضرتك أمي
طفلة اعود كما كنت
تحت ظل حضنك
طفلتك المدللة ... اميرتك
كما تقولين .. وترددين
اتيت أونس وحدتك
غَيَّر قدومي حياتك
أثَّثْتُ كل فراغ بعالمك
ترددين دوما ...
وكم كان يسعدني قولك
أني دنياك
أنني ابنتك وأمك
التي لم تنعمي بوجودها
وأختك التي لم تعرفينها
تبادلنا الأدوار بيننا
فَكُنْتِ أمي وأختي
والابنة التي لم ارزقها
طفلتك انا دوما وكل حين
التي أفاضت ينابيع الحنان
بكل جوارحك... واعماقك
فانساب سيلا روى ما جف
من ثنايا فؤادك
ارْتَوَى ... وأغْدَقَ... وأفاض
منبعا للحب كان ..ومازال حضنك
من عذب زلاله استقيت ... وما اكتفيت
الى عطائه ...و دفئه دوما احن
تشاكسين السنين ...تعاندين تيارها
الجارف ...
بقوة تصدين معاولها ولا تكلين
غير آبِهٍ ..ينخر ألَقَكِ ....ولا يستكين
أراقب جبروته ... وأرصد قسوته
بدمع عاجز ...و صمت حزين
جف العضل ... ووهن العظم
على كعازتك تتمايلين
آخُذُ بيدك بين الحين والحين
احترم موقفك وانت تتمنعين
كيف بالتي علمتها المشي
توجهني ... وكنت لها المرشد الأمين
هي الايام يا أمي كما جارت عليك
علي ذات يوم ستجير
سَتُريني آجلا وجهها الدفين
فصبر جميل
هي سُنَنُها التي لاترحم... ولا تلين
سبحتك بيدك ... ترددين اذكارك
تبتهلين ... وتتوددين
للرحمان الرحيم
دعائك مع الصغير قبل الكبير
في سكون الىه بعليائه تتطلعين
تتوددين رضاه
وبه تستعينين
الى صديقة مقدسة
حديثة العهد بافتتاني الخجول .....:
لا لستِ من هذا العالم ..
فعالمنا هذا شاحبٌ حد الاختناق
وانفاسُكِ انتِ ملونة ..
زاهية الالوان ..
تبث الروح في جمادْ مُتراكم منذ دهور ..
حرفُكِ الاول بداية السطرِ
كضربةٍ على وتر
تتوالى الضربات حرفا بعد اخر
فيضُج الكون بنغمٍ سماوي
لم يعتده الناس من قبل في عالمنا هذا..
عالمنا الساكنٙ حد الصمم
يدٌ نورية تهُزُ اليها بروحكِ
فتُساقط ورداً شذيا..
شذىً لم يعتده عالمنا من قبل ايضا..
عالمنا الراكد حد العفن ...
جديبٌ في عالمنا الزمن..
تمرُ الايام كصورٍ قاحلة..
لكنكِ تأتين كغيمة ٍوديعة تنُث بلسما ..
فتضاريس ارضنا جراحٌ فاغرة الفم
ودموع سمائنا الكثيرة البكاء سيدتي مالحة.
بقلم : أحمد أسد مشرقي/العراق
(ويفضحهم الصبحُ)
...................(نثر التفعيلة)
صدَّقْتُ عٙرقوبَ
قلتُ :الوقتُ غيّٙرٙهُ
لكن عرقوبٙ
كلُّ العمرِ ما صدقا
يبدي لكٙ الصدقٙ في تصريحهِ ألقاً
والكذبُ ديدٙنه
كالسهمِ إن مرقا
يذرُ المواعيدٙ ذريَّ الريحِ إن عَصِفَتْ
كحاطبِ الوهمِ
لايكسب سوى الرَهَقا*
إني أُبتليتُ بهِ
كالسمِ في جسدي
حتى تعوذتُ
من شرٍ أذا وَسَقا*
يدنو إليَّ
كوجهِ البومِ يتبعني
أَنَّى* نظرتُ .
أراهُ شر ما خُلِقا
حتى تٙبٙلّٙجٙ صبحُ الحقِ فاضحهُ
نفثا يزاوله .
مُذْ أشرقَ الفلقا*
................
*( الرَهَقا) رَهَق: (اسم)
عُرِفَ بِرَهَقِهِ : بِجَهْلِهِ وَخِفَّةِ عَقْلِهِ
*(وَسَقا) وَسَقَ: (فعل)
وَسَق اللَّيلُ الأشياءَ : جلَّلها وستَرها
أَنَّى: (اسم)
اسم استفهام بمعنى : من أين ، متى ، كيف أنَّى جئت ؟ : بأيّ كيفيّة وفي أيّ وقت
وبمعنى مَتَى ، نحو : أَنَّى جِئْت ؟ وبمعنى كيف ، نحو : البقرة آية 259 أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا )
*(الفَلَقا) الفَلَق : الصُّبْحُ عندما ينشقُّ من ظلمة اللَّيل
الفَلَق : بيان الحق بعد إشكال
بقلمي
علي حمادي الناموس\العراق
27\5\2017
ومضات:هوية_1
....تبقى دماء شهيد
هوية خالدة
غير قابلة للتجديد
تختزل وطن مجيد
هوية _2
بباب معبر
فلسطيني بلا هوية
ومحتل ربح القضية
هوية _3
كائن مغبون
من طين مسنون
يسقيه كأس المنون
هوية_4
لأكسب حق الميلاد
لا شهادة الميلاد
كنت إبن أمي
عبدالقادرمحمد الغريبل
المغرب
27ماي 2017
--- الزوجة والفيس -----
سَحَرتْ الى الساعة الثانية عشر
كان هو على الفيس
حاولتْ النوم
لكن الارق منعها
قبل الاذان
رفعتْ راسها
شاهدتْ انه يبتسم ويضحك
واحست لاول مرة أنه يهجرها
فقالت له
السهر جميل بينكما
وانا هنا وحدي
انا اسمع ضحكاتك َ
وهمساتكَ
ماذا قلتَ لها
ماذا تقولُ لكَ
هل اعجبك َ جمالها وغرامها
وانتما تتحدثان الى الان
ماذا تلبسُ
فستان الاحمر ام الوردي
اخبرني هل تتذوق طعم النوم
بعد فراقها
وانا
الا تنظر الي
وتجعلني اشعر بحبكَ
الست استحق مثلها
الضحكة والبسمتة
انت تعرف اني احبكَ
وانا الحقيقة
وهي خيال
وهنا وضعت راسها
بعد صلاة الفجر
على المخدة
وهي تنزف دما
من عيونها
--------
صالح مادو
عاد الهلال على عرب ارتدوا
تبا لهم إن قاموا وإن قعدوا
لا ألحقهم الله إياه عامهم
لما عليه من الذل قد مردوا
وربما صلوا إلى الأعداء نافلة
ولن يجدهم إن إليهم سجدوا
ولو يمموا شطر الغرب كعبتهم
على الأبواب وعلى أعتابه قعدوا
سيبقون في الغرب ملفات مهملة
وسيخلف الغرب إياهم ماوعدوا
أوفوا ترامب أموالا مكدسة
لن يدركوا العد إن هم عدوا
وحولهم جيران بألف مسغبة
من شدة العوز ماناموا ولا رقدوا
ليت النساء نساء العرب ماحملت
وليت النساء نساء العرب ماولدوا
فما ولدن غير أزلام مكدسة
لنسمة الريح ماثبتوا ولا صمدوا
فكيف تصمد كراسيهم وملكهم؟
يُبحرُ القمر
-------------
نشر الليلُ
أجنحتهُ
لمعت نجوم السماء
تلألأ الشاطئ
غنت الرياح
تنصتُ طيور النوارس
طَلَّ القمر
الليلة عرسٌ
سُحرَ العاشقون
شَرَدوا كالسكارى
طغى شعور غريبٌ
كل ليلة ينشر القمر نوره
سِرٌ
مركب تائه
يبحر بحرية
بِهَدي الرياح
تحسرتُ
تذكرت
مشينا وصاحبي
إلى شاطئ النهر
حدثني .. عن
الحرية
الديمقراطية
عيناي لا تفارقان النهر
أبحثُ فيه عن شيء؟
عُتمةٌ
فراغٌ عميق
يُبعدني
عن لمسات الباب
يُبعدني عن الكتاب
يشدّني لِغُربةٍ
تقصيني
عن موطني
إلى فراغات تُبعدني
دوّامات تدور بي
أجهلها
ورحلةٍ تطول
كيف أعود!
أطفال
يرسمون
حمامةً بيضاء
وقارورة دواء
رُشّت بالدماء
رضيع لم يعرف المشي بعد
طفلة في المهد تُناغي ...
أُمها المضرجة بالدماء
بماذا تفكر ...؟
فارس الأشجار
تصافح الغمام
أول ضوء شمس
يستريح على ذوائبها
تعيش خضراء شامخة
تطوي السنين
تعمر على مَرّ الأجيال
-------------
*****
د.المفرجي الحسيني
يُبحرُ القمر
27/5/2017
العراق ــــ بغداد
فصول من ومضات
<><><><><>
ومضة"1" ...
تُلَوِّنُ
الســَّماءُ
مَرايا الفُصُوْلِ
لتَنْثُرَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ
بُذُوْرَ الحَيِاةِ.
******
ومضة"2"...
لا بُدَّ
أَنْ تَعُوْدَ يَوْماً
طالَما يَتَوَضَّأُ وَجْهُ الرِّيْحِ
برَذاذِ الفُصُوْلِ.
******
ومضة"3"...
عَلَى
أَلــْواحِ
الرَّبِيْعِ، ترْســُمُ
طَيْفَكَ فَراشاتُ الفُصُوْلِ
لِتَتَباهَى بِلَوْنِكَ
الزُّهُوْرُ.
******
ومضة"4"...
أَصابِعُ
القَمَرِ كَعُمْرِي
تُرَبِّتُ عَلَى أَكْتافِ
الفُصُوْل.
******
ومضة"5"...
قَدْ يُعاشِرُ
الفَرَحُ الفُصُوْلَ
إِلاَّ أَنَّه لا يَثْبُتُ
عَلَى ثَوْبٍ.
******
ومضة"6"...
مِنْ عَقارِبِ
الفُصُوْلِ تَتَجَمَّعُ
الغُيُوْمُ عَلَى ذِمَّةِ الهُطُوْلِ
لِتَرْوِيَ عَطَشَ
الشَّوْقِ.
******
ومضة"7"...
رُبَّما
مَسافَةُ الفُصُوْلِ
مَحْضُ فَراغــَــاتٍ
يتَصارَعُ فِيْها السَّرابُ
والضَّبابُ.
******
ومضة"8"...
يُغالِبُنِي الحَنِيْنُ
علَى أَعْتابِ نِهايَةِ الفُصُوْلِ
لِمُغادَرَةِ المَطَرِ إِلَى
وادِي الغِيابِ.
******
ومضة"9"...
تَتَمَرَّدُ النُّجُوْمُ
بانْفِعالاتِ الفُصُوْلِ
ما عادَ يَنْفَعُ فِرارُ الشَّمْسِ
إِلَى ظِلٍّ آخَر.
******
ومضة"10"...
فَتِّشْ
عَنْ فَصْلٍ آخَرَ
يُناسِبُ سَرِيْرَكَ
طالَما يُبَلِّلُهُ
الأَرَق.
*************
عبدالزهرة خالد
البصرة // ٢٧-٥-٢٠١٧
وعد الندى
ـــــــــــــــــــــــــــــ محمد الخضر سوريا
شمسكِ مبهرة
أغمض عيني
أتحسس الكلام
لا تخافِ
لن أضل الطريق
عطور الحروف
تدلني
لن أتوه
يا لله...
هنا أقام الليل بيدره
أما تعب من جني السنين
هنا القمر وضاءً
تلك رائحة الجبين
هنا الليل نعس ونام
تلك رائحة الكحل
تغطى بالرمش
أم بغيم الحنين
من هنا التفاح أحًمر
من خجل اللجين
ما أشهى العناب
رحيق الجنان
يدوخني العبير
يا حلما
نسجته السماء
صار اليقين
الفراشات
تتزين بالياسمين
في رياضك
ينام الزهر
على وعد الندى
من كفيك عذوبة
تذهب عطش السنين
قصيدة ( زوربا )
فلسفة العشق والحياة في نصوص الشاعر الفيلسوف عبد الجبار الفياض
دراسة ذرائعية تقدمها الناقدة البراغماتية الدكتورة عبير خالد يحيى
أولاً- المقدمة :
عندما يتناول الناقد القصيدة, يتلقّفها بحرص وتوجّس, يقرأها قراءة أولية, يعيد القراءة مرات حتى تألفه ويألفها, ثم يبدأ بعدها تعامله معها....عندما قرأت الًقصيدة بدايةً, من العنوان تنبأت بأن القصيدة فلسفية المذاق, وعندما وصلت إلى نهايتها أيقنت أنني على حق, فالشاعر هو الفيلسوف الكبير عبد الجبار الفياض .. لا أخفيكم تهيّبت عندها ... لكن تدفق سيالة القصيدة بانسيابية مدهشة رغم عمق المعاني المتجذّرة, جعلتني أقبل عليها بكل حماس ...( زوربا) هي رواية للكاتب نيكوس كازانتزاكيس. تدور أحداثتها عن قصة رجل مثقف، اسمه باسيل، غارق في الكتب يلتقي مصادفة برجل أميّ(زوربا) مدرسته الوحيدة هي الحياة وتجاربه فيها. سرعان ما تنشأ صداقة بين الرجلين ويتعلّم فيها المثقف باسيل الذي ورث مالاً من أبيه, الكثير من زوربا عن الحياة وعن حبها وفن عيشها. وشخصيةزوربا هي شخصية حقيقية قابلها نيكوس في إحدى اسفاره، وقد أعجب به إعجابا شديداً، فكتب رواية باسمه. الملفت في رواية زوربا، هو قدرة نيكوس على وصف شخصية زوربا بشكل مطوّل ومفصّل وعميق، حتى أنك تشعر لوهلة أن زوربا هو الشخص الأعظم في هذا الكون. المميز في زوربا هو أنه يحب الحياة بكل أشكالها، لا يذكر الحزن، بل يذكر الفرح دائماً في لحظات حزنه الشديد، أو سعادته الشديدة، يرقص رقصته المشهور، (رقصة زوربا)....
ثانياً- البؤرة الأساسية الثابتة للكاتب Static Core:
متلازمة الحبيبة والوطن بالماضي والحاضر والمستقبل, وفلسفة عشق معكّرة بشوائب المحيط الزماني والمكاني, تلك الفلسفة التي تحيل العشق إلى إطار رفيع يحيط بلوحة، هي اختصار لكينونة الوجود المكاني والزماني بكل ألوانه ومساحاته, حتى نظن أن الشاعر ما قصد العشق والبوح كغرض أساسي للقصيدة, وإنما قصد كل ما عداه, رسالة إنسانية مؤداها الحنق والنزق والغضب من كل حقائق الظلم المجتمعي, والفساد السياسي والخيانات التاريخية ...
من هذه البؤرة الأساس أنطلق إلى كشف مخبوءات النص, من خلال الدلالات السيميائية والبراغماتية الرمزية, وتفصيلات أخرى مؤجلة, وهنا ساحتي التي أجول فيها, أتفق أو أختلف مع من عداي ...
ثالثاً- الاحتمالات المتحركة في النصوص شكلاً ومضموناً Dynamic Possibilities:
نأتي هنا لملاحقة مجريات القصيدة الداخلية والخارجية, نتناولها بالتحليل ,حلقات الأفكار المتصلة فيما بينها شكلاً ومضموناً, والجري خلف الدلالات والرموز والمدلولات والمفاهيم , سيمانتيكياً وبراغماتيكياً, والغوص في عمقها لاستخراج مخبوءات القصيدة ....
بدأ الشاعر الفيلسوف نصه بعنوان ( زوربا ), الشخصية الحقيقية التي قابلها نيكوس كازانتزاكيس في أحد أسفاره, وكتب رواية باسمه, أظهره نيكوس إنساناً يعشق الحياة, لا يظهر إلا الفرح, حتى في لحظات حزنه الشديد, تميّز برقصته الشهيرة, أميّ لا يعترف بالكتب, وهذا ما جعله ساخراً من ( الرئيس) الذي كان يعيش بين الكتب ...
زوربا سيظهر بسياق القصيدة بفكر الشاعر وأيديولوجيته الحرة هو, نيكوس جعله ندّاً مكمّلاً, لكن الشاعر هنا سيجعله انعكاساً مطابقاً, وهذا أمر أراه طبيعي جداً , لطالما وجدت الكاتب يضع في روايته بعضه, أما الشاعر فيضع في قصيدته كله ...وهذا تناص متواز بين النثر والشعر وهو أمر غريب لا يستطيعه إلا جبابرة القلم ....
بدأ استهلال القصيدة بضمير المخاطب المؤنث ( أنتِ) مبتدأ, والتالي أخبار متضمّنة أوصافاً متعددة, يشير إلى الحبيبة, وجودها اختصاراً لمستقبل سيأتي, هنا يخرج عن المألوف بغرائبية, إذ كيف يرى شيئاً لم يأت بعد ؟ ليعود مستدركاً, متوقعاً ما يمكن أن يكون, مذعناً للقدرية, أن هذا القادم إن
أتى ولم تكن هي فيه, فهو لن يبصق فيه, وهنا يظهر زوربا, الذي كان يبصق على كتب الرئيس قائلاً:" كتبك تلك أبصق عليها , فليس كل ما هو موجود, موجود في كتبك ". أين يبصق الشاعر إن خلا الآتي من حبيبته؟ لا يبصق على كتاب رآه زوربا حاضراً كاذباً, بل يبصق على منظر يثير الاشمئزاز كموكب زعيم ساس رعيةً خرساء, والساكت عن الحق شيطان أخرس, التورية هنا قوية جداً ...
كل هذا النزق من الآتي , فما حال الماضي ؟ حكم عليه ب ( لابأس), لأن الحبيبة كانت فيه, وهنا تدخل الرومانسية من باب واسع, فهو الأجمل, تتظاهر فيه الطبيعة, بل الكون, لترسم البهاء والجمال والطهر, السماء والنجوم, وينابيع الماء, والشمس, تجتمع كلها لتنطق بالحياة ...
يناوب الشاعر في قصيدته بين حزن وفرح, بين ماض وحاضر, بين شباب وشيخوخة ... بين المتناقضات, يدير دفة الواقع والموجودات الحسية بمغرفة الزمن, شمس الماضي الشابة, شاخت في ظل أحداث الحاضر, حروب متلاحقة وغزو واعتداء سافر, على الشعوب الفقيرة, والقمر الذي كان ملهم شعراء الغزل, يرغد بالترف, بات كالمتسول, يخفي بهاءَه دخانُ الحروب, تلفٌ بعد رغد... و رمادُ خراب فرش كل شيء, حجب كل رموز العشق, ليلى الأخيلية, ولّادة بنت المستكفي, وغيرهن, إن استحضار الشاعر لهذه الرموز يظهر لنا مقدار الحنين إلى ذلك الماضي, ونراه يغالي في ذلك ليصل إلى المعلقات, يستحضر مثالاً معلقة امرئ القيس, من العصر الجاهلي, ثم قصيدة علي بن الجهم التي هام بها بعيون المها بين الرصافة والجسر, يستدعيه الحنين إلى فن روبنز الرسام البلجيكي الذي أبدع في رسم (ماري من ميديشي) ملكة فرنسا... تساؤلات عديدة طرحها الشاعر الفيلسوف كجدليات, كات إرهاصات محرّضة, أيقظت زوربا القابع في صدر الشاعر وحرّضته على الانفلات, فهنا محيطه, وهنا صالة رقصه, وساحة تمرّده, سماء تحلّق فيها النوارس, تثير رغبته بالرقص, رقصة زوربا ترجمة لفلسفته بالحياة, وفكرة الشاعر أن لكل إنسان مهما قلّ شأنه, ومستواه الفكري والثقافي, له أيضاً فلسفة حياتية لا تقل أهمية عن فلسفة الكبار, زوربا السكير الجاهل المستهتر, الذي لا يلقي بالاً إلا للحظات لذته, له فلسفته مع الحزن, وله مواقفه الهازئة من العلم عندما يغلفه الزيف, ويعرف كيف يعيش الفرح, ويرقص زوربا اليوناني, إن كان زوربا زير نساء فقد ترك في العشق بصمة, رقصة تبهر بخطواتها الجميع, رشيقة برشاقة الأميرة ديانا, فلسفة لملم فيها الكون بقفزة, كما ترك في الشعر تمرّد, فسكتت الأقلام وتمرّدت الحروف, لقد احتوى زوربا برقصته الحياة, الحياة بكل تناقضاتها, هكذا رآه الشاعر, ومجّد فلسفته, إذ أن غاية الخلق أن تكون الحياة سفينة حب, نوح عليه السلام لم يبنِ سفينة من خشب ومعدن, بل بنى حياةً بين متضادين, بين متكاملين, وكان ذلك سر الخلق, السر الذي احتوته هي ( الأنثى ) وهو (الذكر ) في كتاب ( قصيدة) تعشق الحياة ...
أكتفي بهذا الكم من الصيد, من الاحتمالات المرجئة وأترك لغيري استخراج ما بقي , بالقدر الذي يشاء .
رابعاً –المدخل البصري :
لقد ارتدت االقصيدة ثوبها اللائق, قصيدة نثر, انتظمت ضمن عمود يضيق ويتسع, جمله متوافقة لا كسر فيها, لم يغفل الشاعر أدوات التنقيط, بل جاء بها بمواضعها, إشارات التعجب التي جاءت لتدعم روح القصيدة الفلسفية الحائرة, وإشارات الاستفهام التي أكدت تلك التساؤلات, والنقاط الثلاث المتتابعة, دوال فلسفية مخبوءة برمز التنقيط.
الموسيقى الشعرية والصور الشعرية :
تحققت الموسيقا الشعرية كموسيقا داخلية كون القصيدة قصيدة نثرية, نظمتها الأحاسيس التي أثارتها القصيدة أنغاماً داخلية في نفس المتلقي , اختيار الشاعر للمفردات المتضادة ساهم في انتظام هذا الإيقاع, كما أن اللفاظ بالمجمل سهلة, سلسلة, مترابطة ومتماسكة, متجاذبة, كل فقرة, لها ألفاظها التي تناسب موضوعها, استخدم حرف القاف, وهو حرف قوي عندما كانت نبرته غاضبة نزقة ( قذرة , بصقتي ), ورقت حروفه عندما كان في حقل الرومانسية, إن تلاعب الشاعر بالمفردات أعطى القصيدة انزياحاً رمزياًعالي الدرجة, وهذا لا غرابة فيه إذ أن القصيدة فلسفية التركيب, كما أن استخدام الصور الشعرية المختارة بدقة متناهية حققت للقصيدة انزياحاً خيالياً عالي الدرجة أيضاً.
لذلك جاءت هذه القصيدة مزيجاً عجيباً بين العاطفة والعقل, التجربة الشعورية للشاعر جاءت مغلفة بغطاء الفلسفة التي امتهنها في حياته,
أنتِ
اختصارٌ لكلِّ مسافاتِ الآتي
إنْ أتى
ولستِ فيه
فإني أحترمُ بصْقتي
قد أحتاجُها للوحةٍ قذرةٍ
حينَ يمرُّ موكبُ شيْطانٍ أخرس . . .
قصيدة خطابية تقريرية مباشرة في مقدمتها, تستمر حتى نهايتها بمنهج السهل الممتنع, تتخلله بعض الصور الرومانسية الخجلة, إن استخدام لفظ العجوزللشمس يختزل كل الزمان من الماضي حين كانت عذراء إلى أن كبرت وصارت عجوزأ ,الشمس تمر بكل مراحل الفتاة, عذراء فعجوز حذاؤها ( الحاضر) غبار الغزاة, ما أبدع هذه الصورة .
شمسُهُ العذراء
لم تكنْ هذه الشمسُ
العجوز
ترتدي غبارَ أحذيةِ الغُزاة
تطاردُ المعدمينَ تحتَ صفيحٍ ساخن . . .
والقمرالذي كان شاعراً غارقاً في قصائد الغزل في الماضي, صار في الحاضر متسولاً:
قمرُهُ
يمسي شاعراً
يستحمُّ في بحيراتِ غزل
متسولاً على أبوابِ دخانِ حروبٍ
هناك صورة لفتتني جداً فيها مزج بين الملموس واللاملموس و المرئي والمسموع:
فيروزُ
تطرّزُ أردانَ الصّباحِ بضوءٍمسموع . . .
صورة أخرى يحمّل فيها الرصاص صيدها وقنصها, لتكون الكناية عنها :
تمرُّ من فوّهاتِ بنادقِهم أنفاسُ شوارعٍ مقطوعةِ الرّؤوس . .
البيئة الشعرية :
بيئة الشاعر المكانية, وطنه العراق الغارق في الحروب والنزاعات, وهو أصلاً بلد العلم والشعر والرغد يما مضى من أزمان ...
البيئة الداخلية أو النفسية هي بيئة الشاعر الثقافية والفلسفية والأدبية , فهو فيلسوف وشاعر .
- الموضوع أو الثيمة ومقاييس الدقة في الإبداع الشعري :
إن الرسالة الإنسانية التي ضمّنها الشاعر في قصيدته, نراها جلية, مؤثرة في النفس الإنسانية, الحال المزري للأوطان والشعوب, انحسار العشق والحب والمشاعر الإنسانية الراقية عن مسرح الحياة المعاشة, ونتلمس تلك الرسالة من خلال نقد المعنى والعاطفة, ضمن مقاييس عادلة, من أبرز مقاييس نقد المعنى :
-1مقياس الصحة والخطأ :
التزم الشاعر بالحقائق التي ساقها في القصيدة, الحقائق التاريخية التي جعلنا نبحر معه في جوهرها, سواء أكانت دينية أم تراثية, أم فلسفية ولا غرابة في ذلك فهو فيلسوف, والتاريخ عالمه, كما أن الحقائق العلمية جاءت أيضاً مشهود بصحتها, وكذلك اللغوية, فهو شاعر ثري بكنوزه المعرفية واللغوية .
-2مقياس الجدة والابتكار :
إن الموضوع الذي تطرق إليه الشاعر ليس جديداً, ولا يشترط أن يقدم الشاعر معانٍ جديدة لم يتطرق لها أحد قبله, فذلك شبه مستحيل ...
لكن المطلوب أن يقدم الشاعر معانيه بطريقة جديدة, بأسلوب مبتكر تبدو فيه كالجديدة, وأرى أن ذلك محقق و إذ أنها لمغامرة جداً جريئة أن ينطق الشاعر قصيدته على فلسفة زوربا, أو بروح زوربا, ويطعّمها بشخصيات تاريخية من الشرق والغرب, ليلى وولادة , امرؤ القيس وعلي بن الجهم, زوربا و روبنز و ديانا ....
-3مقياس العمق والسطحية :
لقد أخذتنا القصيدة إلى أماكن بعيدة, واستدعت إلى مخيلتنا الكثير من المعاني والخواطر, بدلالاتها السيميائية المستشفة من الموجودات والمخبوءات التي انطوى عليها النص, وهذا يعكس موهبة الشاعر ومقدرته وملكاته الذهنية وثقافته العالية, الحكمة التي فاض بها النص تعكس هذا العمق, إذ أن الحكمة تمثل اختزال قدر كبير من من التجربة الإنسانية .
أما على صعيد العاطفة فنقدها يكون على مقاييس :
-1 مقياس الصدق والكذب :
العاطفة صادقة لأن الدافع الذي دفع الشاعر لنظم هذه القصيدة كان صادقاً وحقيقياً و لا يستطيع أحد أن ينكره .
-2مقياس القوة والضعف :
لا أظن بحال من الأحوال, أن هذة القصيدة لم تهز وجدان أي متلقي, أتحدّث عن مجمل – أنا منهم – لقد هزّت وجداني لأنها قصيدة وجدانية أساساً, فيها الغضب والحنين والحسرة, وفيها الحب والرومانسية, وفيها الفلسفة التي أعشق...
خامساً- المدخل اللساني Linguistic Trend:
لقد انتقى الشاعر ألفاظه من المجال الذي ارتأى أن يدخل مضمون قصيدته منه, المجال الفلسفي بدءاً من العنوان ( زوربا ) الذي يعتبر بحال من الأحوال رمز عشق بفلسفة معينة, جمع بين العشق والنظرة الفلسفية للحياة, استخدم الشاعر الصور البيانية من كناية واستعارة وتشبيه :
كناية
أنتِ اختصارٌ لكلِّ مسافاتِ الآتي : كناية عن أنها المستقبل
حينَ يمرُّ موكبُ شيْطانٍ أخرس . . .: كناية عن الشعب الساكت عن حقه
صمتٌ يخرجُ منهُ مَنْ نقّ على ملةِ الضّفادع . . . كناية عن الذي يتكلم مخالفا للملة أو الطائفة
تمرُّ من فوّهاتِ بنادقِهم أنفاسُ شوارعٍ مقطوعةِ الرّؤوس . . .كناية عن غنيمة الرصاص المنطلق من البنادق .
استعارة :
فإني أحترمُ بصْقتي: جعل البصقة شخص يحترم
لم تكنْ هذه الشمسُ العجوز
ترتدي غبارَ أحذيةِ الغُزاة
يستحمُّ في بحيراتِ غزل
لافتاتٌ تسخرُ منها الأعمدة
أصيخُ السّمعَ لصريخِ جدرانِه
سلافة أحتسيها
فيروزُ تطرّزُ أردانَ الصّباحِ بضوءٍ مسموع . . .
لا كتابةَ حينَ تتمرّدُ الحروف . . .
تشبيه:
قمرُهُ يمسي شاعراً
حتى نزفَ من الشّعرِ أعذبَه !
زوربا في داخلي يرقُص . . .خطوات بايقاعِ عاشقٍ
برشاقةِ ديانا وقوسِها الذّهبيّ . . .
لم يبنِ نوحُ النّبيّ سفينةً بلْ بنى قلباً عائماً للعشق !
سادساً -المدخل السلوكي :
التساؤلات التي طرحها الشاعر في القصيد, لم تكن تساؤلات عادية , فهي تساؤلات فلسفية, جدلية, اجتماعية وسياسية, استفزت الشاعر واستمالته, يحاول الإجابة عليها, على أن تكون إجاباته مطبوعة بالوضع والبيئة الاجتماعية أو الأدبية أو الفلسفية التي أثيرت فيها, فعل ورد فعل صراع أيديولوجي بين الشاعر والمظاهر الإنسانية السائدة في مجتمعه, نلقي الضوء على
بعضها :
متى كان الدّمعُ سحراً في العيون ؟
أللكحلِ لونٌ آخرُ؟
تساؤل استنكاري حائر, هل للحزن سحره ؟هل كان بهياً في أي زمان, أو في أي مجتمع ؟ هل يمكن أن يكون الكحل غير أسود ؟
كأنه يجيب إجابة مبطنة, نعم إن للكحل سحره بالعيون, لكن هل الدمع والحزن كحل ؟ هل يمكن أن يكون الكحل بلون الدمع ؟ ننظر إلى أي كم من التساؤلات والجدليات يقودنا تساؤل واحد ...
هناك تساؤل يجرنا ربما إلى مخالفة الشاعر بشرعية طرحه :
كيفَ لهذا البضِّ أنْ يكونَ للدّودِ مَتاعاً ؟
قد يفسره البعض بأنه اعتراض على القدر, لكن يمكن أن نقول بأنه أحد الأسئلة التي يقف الإنسان عندها ويقول : الخلق كلهم إلى فناء, وكلهم سيبعث بعثاً آخر, فعلام العجب, ودوام الحال من المحال ؟
و متى يغدو الماضي الجلف أبهى من الحاضرالناعم إلا عندما يستطيل الظلم والبغي ؟ تساؤل ضمني يطرحه الشاعر...
وسؤال آخر يراود الشاعر بل ويراودنا بالمعظم عندما يأخذنا العجب بالجمال المخلوق :
أيُّ إلهٍ وثنيّ في أعماقي يرقد ؟
نغرق في حناياه, وقد نغفل عن خالق هذا الجمال حتى لنظن أننا نعبد الجمال مجسّدا معاذ الله !
إن الجمال لم يكن يوماً إلا آية الله لخلقه ...
النفس البشرية تعشق الجمال أينما كان وبأي زمان, وهل يعني ذلك أن الشاعر وثني الهوى ؟ ! سؤال مطروح كجدلية ...الشاعر يقول أن لا سؤال, في حين أن المنطق أن يقول أن لا جواب, هذه المعكوسات تضفي على القصيدة غرائبية تدعم فكرة القصيدة الحائرة بين المتناقضات, جدلية السؤال جوابها صمت في حاضر يسوده إرهاب وترهيب لكل من خرج عن الملة, التطرف الفكري والعقائدي الذي أنتج أجناساً جديدة من البشر, نافست الوحوش وتجاوزتهم بمراتب, رفعت رايات نصرها رؤوساً مقطوعة عن أجساد أصحابها, غاباتها متاريس نصبوها في شوارع الأوطان, يقتنصون منها الأعضاء البشرية, بشعارات مزيفة, وضحاياهم يهللون لديمقراطية يجهلونها, ما عرفوها يوماً, أليس من الحمق أن يموت المرء شهيد فكرة يجهلها ؟ تساؤل ضمني آخر طرحه الشاعر كجدلية بحق الشعوب المساقة بغفلة منها أو جهل ...
سابعاً– المدخل العقلاني :
تناص الشاعر مع أدباء آخرين, ما أثرى إنتاجه وأكسبه ثقافات واتجاهات فكرية, ترافقت مع إرهاصاته الشخصية, فكان النتاج غنياً ثقافياً وأدبياً وعلمياً, عكس عمق ورفيع ثقافة الشاعر, تناص مع الكاتب اليوناني نيكوس كازانزاكس, الشاعر الجاهلي امرئ القيس, الشاعر العباسي علي بن الجهم, تناص مع القرآن في ذكر سفينة نوح, تناص مع شعراء معاصرين في ذكر أعلام معاصرين و كل ذلك نراه مذكوراً بوضوح في القصيدة ...
ثامناً- المدخل الاستنباطي ( التقمّصي ) :
مجموعة العبر والحكم والدلالات الإنسانية التي حفلت بها أركان القصيدة التعبيرية والسردية :
لا كتابةَ حينَ تتمرّدُ الحروف . . .
تقف الأقلام عن مهامها عاجزة , حينما تثور الحروف, عندها لا تنفع الكتابة ولا عقلانية الأشياء, بل لندع جنون المشاعر, لندع الحب يسري في الأوصال, ولو كان الفرح رقصاً...
احتواءٌ لا تفسرُهُ أبجدياتِ الكوْن !
ليكنِ الطّوفان
لم يبنِ نوحُ النّبيّ سفينةً
بلْ بنى قلباً عائماً للعشق !
نعم , ليكن الطوفان ,يجوبه القلب سفينة عائمة, تحتوي العشق تنجو به من الفناء, فسفينة نوح كان عليها من كل نوع زوجان, ألف بينهما الحب , ليعمرا الأرض .
تاسعاً- التحليل الرقمي الذرائعي الساند : Digital Analysis Supporting
الدالات الفلسفية :
أنتِ اختصارٌ لكلِّ مسافاتِ الآتي 5+
إنْ أتى ولستِ فيه فإني أحترمُ بصْقتي 7+
قد أحتاجُها للوحةٍ قذرةٍ4+
حينَ يمرُّ موكبُ شيْطانٍ أخرس . . .8+
لا بأس ما كانَ عليهِ الأمس عيونَ ماء . . .10+
شمسُهُ العذراء2+
لم تكنْ هذه الشمسُ العجوزترتدي غبارَ أحذيةِ الغُزاة8+
تطاردُ المعدمينَ تحتَ صفيحٍ ساخن . . .8+
قمرُهُ يمسي شاعراً يستحمُّ في بحيراتِ غزل7+
لا متسولاً على أبوابِ دخانِ حروبٍ 6+
فرشتْ بساطَ رمادٍ على جميعِ الأرصفة . . .8+
حجبتّْ ليلى ولاّدة 3+
متى كان الدّمعُ سحراً في العيون ؟7+
أللكحلِ لونٌ آخرُ؟ 5+
حتى نزفَ من الشّعرِ أعذبَه !6+
أتلصّصُ على نساءِ مردان العاريات اكتناز 6+
أصيخُ السّمعَ لصريخِ جدرانِه4+
كيفَ لهذا البضِّ أنْ يكونَ للدّودِ مَتاع ؟8+
سلافة أحتسيها بفلسفةِ دمٍ للعشقِ أبيض6+
أيُّ الهٍ وثنيّ في أعماقي يرقد ؟7+
لا سؤال 2+
صمتٌ يخرجُ منهُ مَنْ نقّ على ملةِ الضّفادع . . .11+
تمرُّ من فوّهاتِ بنادقِهم أنفاسُ شوارعٍ مقطوعةِ الرّؤوس . . .11+
متاريسُ لافتاتٌ تسخرُ منها الأعمدة6+
شواهدُ موتٍ ديموقراطيّ3+
تجمعُ كلَّ حروفِ الزّيفِ لوطنٍ مبتورِ السّاقيْن . . .10
لأرى النّوارسَ تستعيرُ اللّونَ الأزرقَ من عمالِ الموانئ . . .11+
فيروزُ تطرّزُ أردانَ الصّباحِ بضوءٍ مسموع . . .9+
زوربا في داخلي يرقُص . . .7+
خطوات بإيقاعِ عاشقٍ 3+
نشوةٌ تلّونُ كلَّ الوجوه . . .7+
أقدامٌ ترسمُ أرضاً غيرَ الأرض 5+
للعشقِ أجنحةٌ 2+
تعبرُ كلَّ مسافاتِ الفلاسفة . . .7+
ألقى الشّعراءُ أقلامَهم 3+
لا كتابةَ حينَ تتمرّدُ الحروف . . .8+
احتواءٌ لا تفسرُهُ أبجدياتِ الكوْن !6+
ليكنِ الطّوفان 2+
ما لامرأةٍ غيرُك وأنا يعرفان مْن أكونُ 7+
ومَنْ تكونين ؟3+
في القصيدةِ 2+
أنتِ فقط ! 3+
مجموع دوال الفلسفة =234
دوال الحكمة والموعظة :
أصيخُ السّمعَ لصريخِ جدرانِه 4+
كيفَ لهذا البضِّ أنْ يكونَ للدّودِ مَتاع ؟ 8+
أيُّ الهٍ وثنيّ في أعماقي يرقد ؟لا سؤال 9+
صمتٌ يخرجُ منهُ مَنْ نقّ على ملةِ الضّفادع . . .11+
احتواءٌ لا تفسرُهُ أبجدياتِ الكوْن !6+
ليكنِ الطّوفان 2+
لم يبنِ نوحُ النّبيّ سفينةً بلْ بنى قلباً عائماً للعشق !11+
ما لامرأةٍ غيرُك وأنا يعرفان مْن أكونُ ومَنْ تكونين ؟11+
في القصيدةِ أنتِ فقط !5+
مجموع دوال الحكمة والموعظة =67
دوال العاطفة :
أنتِ اختصارٌ لكلِّ مسافاتِ الآتي 5+
قمرُهُ يمسي شاعراً 3+
يستحمُّ في بحيراتِ غزل 4+
أرقبُ ذاكَ البدويّ الذي فقدَ صوابَهُ6+
بين الرّصافةِ والجسر 3+
حتى نزفَ من الشّعرِ أعذبَه !6+
زوربا في داخلي يرقُص . . .7+
خطوات بايقاعِ عاشقٍ3+
برشاقةِ ديانا وقوسِها الذّهبيّ . . .7+
نشوةٌ تلّونُ كلَّ الوجوه . . .7+
أقدامٌ ترسمُ أرضاً غيرَ الأرض 5+
للعشقِ أجنحةٌ 2+
بلْ بنى قلباً عائماً للعشق !6+
ما لامرأةٍ غيرُك وأنا يعرفان مْن أكونُ 7+
ومَنْ تكونين ؟3+
في القصيدةِ2+
أنتِ فقط !3+
مجموع دوال العاطفة =82
عاشراً- حساب الميل البراغماتي لرصانة النص وشاعرية الشاعر :
٢٣٤دالات فلسفية +٦٧ دالات حكمة +٨٢دالات عاطفة=٣٨٣وحدة لمجموع المدلولات والمفاهيم الحسية بتوزيعها على قوامها المئوي =97٪ سبع وتسعون بالمائة شاعرية الشاعر وهي أعلى نسبة شعرية
الميل البراغماتيكي لتوصيف الشاعر والشعر الذي ينظمه
٢٣٤=٥/٢ ثلاث مرات ونصف من (٤٠٠) فهو شاعر فلسفي بثلاث مرات ونصف بمقارنته مع الحكمة والعاطفة التي تشكل =٥/١ من نفس المجموع الدلالي ....
يكون التوصيف النهائي للشاعر= شاعر فلسفي عاطفي حكيم بدرجة الريادة....
الخاتمة:
أتمنى أن أكون قد أعطيت هذه القصيدة الرائعة حقها من الدراسة , ولا أظنني فعلت , فأنا لست ناقدة بحضرة النقاد الكبار, وإنما مطبّقة للنظرية الذرائعية, أو أحاول أن أطبق النظرية الذرائعية, أرفع تحياتي والتقدير للشاعر الفيلسوف عبد الجبار الفياض على هذا النص الباذخ والمائز والماتع ...
د.عبير خالد يحيي
النص الأصلي :
زوربا
أنتِ
اختصارٌ لكلِّ مسافاتِ الآتي
إنْ أتى
ولستِ فيه
فإني أحترمُ بصْقتي
قد أحتاجُها للوحةٍ قذرةٍ
حينَ يمرُّ موكبُ شيْطانٍ أخرس . . .
لا بأس
ما كانَ عليهِ الأمس
عيونَ ماء . . .
شمسُهُ العذراء
لم تكنْ هذه الشمسُ العجوز
ترتدي غبارَ أحذيةِ الغُزاة
تطاردُ المعدمينَ تحتَ صفيحٍ ساخن . . .
قمرُهُ
يمسي شاعراً
يستحمُّ في بحيراتِ غزل
لا متسولاً على أبوابِ دخانِ حروبٍ
فرشتْ بساطَ رمادٍ على جميعِ الأرصفة . . .
حجبتّْ ليلى
ولاّدة
فوْز
قفا نبكِ مهفهفةً بيضاء
بترائبَ مصقولة
يورقُ تحتَ أقدامِها الطّلل !
متى كان الدّمعُ سحراً في العيون ؟
أللكحلِ لونٌ آخرُ؟
أرقبُ ذاكَ البدويّ الذي فقدَ صوابَهُ
بين الرّصافةِ والجسر
حتى نزفَ من الشّعرِ أعذبَه !
أتلصّصُ على نساءِ مردان العاريات
اكتناز
ما مثلهُ أبدعتْ ريشةُ روبنز . . .
أصيخُ السّمعَ لصريخِ جدرانِه
كيفَ لهذا البضِّ أنْ يكونَ للدّودِ مَتاعا ؟
سلافة
أحتسيها
بفلسفةِ دمٍ للعشقِ أبيض
أيُّ إلهٍ وثنيّ في أعماقي يرقد ؟
لا سؤال
صمتٌ
يخرجُ منهُ مَنْ نقّ على ملةِ الضّفادع . . .
دنيا خاليةٌ من جنود
تمرُّ من فوّهاتِ بنادقِهم أنفاسُ شوارعٍ مقطوعةِ الرّؤوس . .
متاريسُ
لافتاتٌ
تسخرُ منها الأعمدة
شواهدُ موتٍ ديموقراطيّ
تجمعُ كلَّ حروفِ الزّيفِ لوطنٍ مبتورِ السّاقيْن . . .
أنفتلُ
لأرى النّوارسَ تستعيرُ اللّونَ الأزرقَ من عمالِ الموانئ . . .
فيروزُ
تطرّزُ أردانَ الصّباحِ بضوءٍ مسموع . . .
زوربا في داخلي يرقُص . . .
خطوات
بإيقاعِ عاشقٍ
برشاقةِ ديانا وقوسِها الذّهبيّ . . .
نشوةٌ
تلّونُ كلَّ الوجوه . . .
أقدامٌ
ترسمُ أرضاً غيرَ الأرض
للعشقِ أجنحةٌ
تعبرُ كلَّ مسافاتِ الفلاسفة . . .
ألقى الشّعراءُ أقلامَهم
لا كتابةَ حينَ تتمرّدُ الحروف . . .
احتواءٌ لا تفسرُهُ أبجدياتِ الكوْن !
ليكنِ الطّوفان
لم يبنِ نوحُ النّبيّ سفينةً
بلْ بنى قلباً عائماً للعشق !
ما لامرأةٍ غيرُك وأنا
يعرفان مْن أكونُ
ومَنْ تكونين ؟
في القصيدةِ
أنتِ فقط !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
مايو / 17
عراقٌ ام بقايا عراق
جراحُك تلك ..
ارتواءُ الالم ،
تخطُ على سحنةِ الضيمِ
وجه الضياعِ،
والهموم قلاعٌ...
شرعت للتيه باب المروءةِ
والمساءُ حجر،
ففاض الظلام،
وانت تخوضُ
بلجة الصمتِ..
حينَ خبا...
بريقُ العيونِ،
وفر من وحشةِ الدربِ
سربُ الليالي التي..
ارقتها الحسانُ
والطيلسانُ،
وعبقُ الهوى
يضوع بين القلوبِ
والدروب التي...
فحّت بفيضِ الضجيجِ،
يورقُ القفر فيها ..
وتذرو بها الذكرياتُ،
وانتَ لما تزل..
توقدُ الحرقةَ بأحشائك
وتغرقُ بالسباتِ،
ياخيول القصبِ...
حين يسحقُ نعلُ العراقِ العتيقِ
ملوكَ المرايا
يغدو زيفَ الوجوهِ نثارٌ،
تحار السنينُ،
التي اضاءت بوجهك
بين الدهورِ..
كيف تنتقُ
من طوفانِ الفناءِ،
والدهورُ تمضي هباءاً
.. ضفة الشيطان ..
مسكون هذا الجانب
لا تقترب
فيه ..من الإنس الكثير
لو أحببت ..
هناك في ضفة الشيطان
قلم .. كتاب .. أزميل ..
بعض من الأسمال
تواري سوأة البوح الماجن..
رؤوس .. طويلة .. فارغة
عيون .. ترمقك..
بلا أدنى غاية
في باحة الشيطان
مجرفة .. تواريك
بعد أن تتم مراسم تشييع
ذاكرة الضفة النائية
تُزاحم الفسحة الكبيرة
سرادق منسوجة من الوهن
وأثر من موضع نعل
خذه وانثره على زوايا العتم
يتبين لك
من ذر الرماد بالعيون
دكات بافواه فاغرة
كؤوس مترعة من سالف الثمالة
هنا أُرضة المنسأة
تلوذ باليباب
ريش من الغراب .. الحكيم
وقرن مثقوب
تعوي به الريح
ظلين يتبعانك ..
أينما تولي شطرك
يعقبك ظل أخر
أفترشْ ذاكرة موبوءة
بأنفاس الذبيحة
المنبوذ في ليلة العتم
يدانيه .. الشيطان
هاك بقايا أنسان
تلفظني مرارتي
نافر ... وجل .. ربما هناك نفعا
اترك لي بين الرقود
مقام ..
حيزي ضئيل ..
الزحام شديد في الضفة النائية
كم هو مهلك
صخب الالسنة المترهلة
كل ما في الامر
أنبذه .. أحيانا
لكن ...
كثيرا ما أدانيه
فهو يكاتبني ..
يرتع على حبال
كان قد نسجها
الملعون أبيه ..
لفظته الضفاف البعيدة ..
تورث هدأة اخرى
ضفة الشيطان
بوجوه متربة
أعياها العبور .
.......
علاء الدين الحمداني
تراتيل بالوادي المقدس )رسالة مروان البرغوثي(
" ماهنت بزنزانتي و ما سقطت أكتافي "
فلسطين أتسمعينني ؟
مدي جسمي جسرالعابرين للحياة
هاك روحي صوت الكنائس و المآذن
هاك عمري وقود الحرية
...........……................................................
أيوب مثلكم أنا بشر
أشتاق للشمس و تأتآت ابني
وصلاة الأعياد
هاهنا صامد، شامخ، واقف
جلمود، صابر ، صفصاف
أرتل تسابيح الوادي المقدس
تهمتي وطني
و شركائي " شعب "
والأدلة " قلم و قلب "
إلاهي بحق أسمائك الحسنى
بحق ثراها المقدس
بحق جنين واللاجئين
و يافا و حيفا
اجمع في روحي أرواح
الشيخ ياسين و صلاح الدين
و القسام و آلاف الشهداء
لأمكث أعمارا بعد عمري وراء القضبان
مزقوا جسدي و اضربوا ببعضه
يعلو نشيد الأحرار في الشتات
لست أخشى الموت لأعيش بل
ليستمر ميلاد الفجر من زنزانتي كل صباح
بقلم إيمان ملال......الجزائر
في رأسي
ضجيج يزدحم
أفكار كأمواج
البحر ترتطم
أمسكت بيدي
قرطاسا وقلم
لأسطر أحرف
كلمات تنزف الألم
بكيت والنفس
يسكنها السقم
أمتزج الدمع والحبر
تجانس وألتحم
تلاشت عبارتي
وصارت كالعدم
رعشة أصابتني
من الرأس حتى القدم
عاجز أنا
وخطي ماأنتظم
أبتسمت وشحذت
بقايا الهمم
علمت أن دار
الدنيا تفنى وتهدم
وأيقنت أن الفوز
بأخرة بها جل النعم
بقلم/ شاكرالياس المولى
شهِدَ حُسنكَ البدرُ في أعالي السَماء ..
وَ غفى الوردُ في حنايا روضكَ وَ إستراح ..
شكوتُ جفنكَ للرفاقِ ؛ فتبدى .. !
و إستباح.. ،،
********
مولاي ..
عاتبني إن تماديتُ الحدَ في الوصفِ ..؛
أو تجاوزتُ المُباح ..
********
يطيب للرائي التوددَ للمحبِ ..
وَ العينُ للحُسنِ تنحني .. ،،
وَ الروحُ تسكن .. ،،
وَ الجسدُ يرتاح ..
أروى طلعت ،،
فلسطين
لم يشمتْ بي أحد ،
أكثر من هذه الرفوف
التي تخنقها الكتب .....!
عودة قدم
..............
دخلت وأنا أرى ظل خطواتي وصوتها يتردد في فضاءها مابين الأمس المتشح بالذكرى اللذيذة وقامتي، وقفت جنبها فهمستني : أتذكر حين كانت ذؤاباتي تلامس الأرض وكانت طفولتك تتمرجح بهن؟
انتهزتني لحظة وصولية موجعة ، فغشتني بشالها ليالي ، لكنه كان ثقيلا ، أوهن قوى ساقي . أولجتني بضحكاتي البريئات التائهات بيم الضياع . عدت بعد يوبيل فضي مضمّخ بآهات نفس أتعبها الترحل إلى أول بيت سمعت به للحروف صوتا ، فوجدت الجدران تعرفني منكسرة من غضون خطّها أزميل الدهر
على محياي
دعوة.....صباح الهاشمي العراق
تعال معي نغسل الموقل
ونرسم قوس قزح بالامل
ادنو الي .....تأمل
انفاسي حاءرة تصهل
وشفتاي تتوق للقبل
فياليته يعود الزمن الاول
اطلالة تاريخ سما
وذكريات تكتمل ......
اطل
عاشق يعتلي الجبل
ومعشوقة تتأمل
بين اعماق الوادي الاسفل
كوت 2017/5/28
السَّفُّود show / الدخول مجاناً (ميتا نص )
مدن العاب الهوى العذري ..... :
...... غبار تتري القهقهات ...
......و ...... قمامة ادعية عند عتبات الاولياء ... ــــــــ احذفْ ـــــــ ؟؟
......قطار الاحلام .......
.....................................(. .. الزعيق الاصفر القسمات لايرسم
............................................ ليوم الحشر علامات مرور
...........................................و .... قبضة تراب .. بوجه السراب
........................................... ثم
.............................................. صرخة عارية النهدين
.................................................. في حضن
........................................................... تكبيرة الفتح المبين
.................................... / تم دبلجة اللقطة بكل اللغات .. بلا الوان ]
يتبختر على اظلاع الضحكات الفراشية
ويتوقف
.............. عند آبار بدر ...
........... ــ. روثٌ داحسي ....|| .. !
ــ مسرح العرائس بحاجة لمؤذن / المقابلة في مصلى السيرك الوطني
( لابد من رشوة نادل الجنة .. فقد افلست بنوك الوعود )
......أثافي البطن الحاتمية النهم
تزغرد
في جفن مزادات الخصيان
............. لينتفضَ صعاليك الأمان
يعرضون
مفاتن مفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــازاتهم
مقابل جحر رفيف
....... || حربة لاتصدأ أكفُّها 3 ـ، (كلا) .. مصلوبة في بيوت النمل
.................... / سنن ابن حاجة ص: 2003
([ تحالف النعاج ألفي طرفها حور .. اعلن الحرب على من صبأ في سبأ >)
............. نطفة نبوية
تسعى بين صفا ...الهوى
ومروة العناق
|| 2 ــ دواليب المنابر ××large . ( يرجى تقريب الكاميرا هنا ) لاتلجم
ضباح مغارات العسس { اعفاء ضريبي على السبي / بإجماع الائمة >> / ـــ اين الجواب ..؟؟
.................. / تحذير : سينقطع نت الاحلام يرجى دفع الاشتراكات
قال حاوي السيرك الأعلم ( قُدّسَ اسمه الأعظم ) ..:
حينما نزلت عبلة ... مضارب الدمى المتحركة
........ خطفها كبير سدنة الحظائر المقدسة
ونسى فردة حذائها ..... { أُلقيَ القبض على المخرج كونه لايجيد التلاوة >>
.. || وعد سلف سمـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاعاً ..:
.... رحيق القباب الميّاسة يضمّخ
جثةَ السِّر الالهي ...
...................... فلا يتلمسَنَّ احدٌ ظلَّه وليلُذْ
بقمقمِ الأعشاش المفقوءة الأُفق
لاتجندلنَّهُ الأسئلةُ المقنعة بألوان الإشتهاءِ لحَلَمات الزفرة المارقة .. [ اقطابُ ركضة الماراثون المليونية ... مدعوون لخلع سراويلهم .... / متفق عليه ))
يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدور
حول صبار الصدى
.......... بلبلُ الصيادين المحظي لايتعرف وجهه
في شِباك < السائرعلى حبل الوتين أسقطَ عصا توازنه .. فتوسلوا اجنحة الرجاء ] التذاكر
و صراط الاياب ...
يكبو
في محطات اليبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب ...
......[الجلسة الطارئة لخلية البسمة : لاهزيمةَ تفضح عُريَ إيلاف
.............................. الجدب..يتم تعميم المقررات بلا مكياج رجاءً ..)
/ .... زوووووووووووووووووووووووووووم ... :
الذباب يتحلق حول فم الحكمة العسلية النواجذ / لاتقطعْ ... فقط اطبع اسمَ المرجع
...... لكنها ..
كانت تعشعش على بيضٍ مسلوق ...
...........ــ لاتفضح عورةَ التاريخ .. وارضََ ببيت عنكبوتك ..
.........................فالـ F16 لن تفضَّه ....
نداء .. نداء .. نــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداء :
انقطعت سلسلة أُرجوحة السماء
.. فمن يتطوع للإفتاء في بورصة البترول ( ... اطرحْ تكاليفَ الدفن )
..............
............................
....................................... ؟؟ ــ اين هو السؤال
............ / حاوي السيرك الحَوْقلي يُدخلُ الفيلَ في ثقب المجرة
سأعومُ في بحور غيرِ بحورِكم
لعلي
اصلُ .......................................................... إليـكم
فهل تنسفون غــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارَ الكلمة ..؟؟
.................................................. ادري ...
وادري أنّ اللثامَ وسام
........ لابأس بالمحاولة
فأوراق اليانصيب بلا سيم كارت ...
والغبراء ليست عرجاء .......... ( 4×400 متن ناسف سيبدأ
الآن .. يرجى تقديم رهاناتكم ||
مازالت تمتطي الريح
في برلمانات المزرعة السعيدة
... ـ أتُجيدُ قفزَ الزانة ؟؟
ــ لأيِّ إرتفاع ؟؟
ــ 2014 مهانة
ــ .......... لكني لم أُحدِّثْ سِجليَّ الإنتخابي ....
......لاتتدافعوا
....هناك متسع ................ فالعرضُ
سيستمرُّ حتى .......................................................... آخرِ نحر ....
ــــــــــــــــــــــــــ
هوامش :
السفود : قضيب من حديد يخترق الذبيحة ، يستعمل في تدويرها فوق النار عند شَيِّها
هناك عدم اتساق في رسم الاقواس لدلالة رمزية
هناك اشارات لبعض العاب الساحة والميدان
ــــــــــــــــــــــــــ/ باسم الفضلي