قصة قصيرة
(( ظلال الكرسيّ الفارغ ))
ذهب إلى نفس المكان الذي تعودا أن يلتقيا فيه , قادته قدماه دون أن يشعر كأنَّه اشتاق لإشراقة بسمتها ، لدفء وجودها،لبريق عينيها الذي كان يحتويه ويتوه فيه ، نظر إلى الكرسيِّ الفارغ من عطرها، كأنه يئِنُّ وحيداً , أيشتاقها أيضا مثله؟! ، تنهَّد وهو يجلس شارد الذهن حزيناً ، يقبض على ميدالية مفاتيحه الفضيَّة التي أهدتها له ، رُبمَّا يخشي من فقدها ، من غيابها ، " هذا الزمن كل الجمال يغيب " قالها وهو يحكم قبضته عليها أكثر، أفاق على صوت النادل يسأله:" ماذا أُقدِّم لك سيدي"؟ ، أم تنتظر أحداً ، ؟
فابتسم بسخرية قائلاً: " لا أحد .. احضر لى قهوتي السادة المُرَّة كأيَّامي بدونها "
كَمْ يَمُرُّ الوقت ثقيلاً ، كُلُّ شئ أصبح باهتاً مُمِلّاً, فراغٌ من كل جانب يحيط به
.. أسند رأسه على الحائط الذى كان يشهد فرحه بالأمس ، اليوم يتكئ بحزنه عليه ، يرتفع صوت الغناء , يبدأ المكان يضج بزوَّارِه كُلّ اثنين معاً،يثرثران،يضحكان
هاهى أغنيتهم المفضلة التي طالما تمايلت بدلالٍ ساحرٍ وهى تُغنِّي معها ، تذكَّر قراءتها لفنجانه ومشاكستها له وهى تُمثِّل دور العرَّافة: " أمامك سِكّة سفر فى البعيد ، أمَّا القريب فأمامك صبيَّة ساحرة الجمال ،عبقة السِحر، تعشقك بجنون ، لكنك لن تتزوجها فقد يخطفها منك شبح غريب يطاردها كأنفاسها , كظلِّها القريب..
خطف منها الفنجان غاضباً..لا تمزحي ما أغلسك وأنت تبالغين فى المزاح ، اغرورقت عيناه بالدموع لتسقط قطرة منها فى فنجان قهوته , قال بصوت يشبه حفيف أوراق الخريف ، لوكان إنسان قد خطفك مِنِّي ، لأنهيتُ حياته، لكن... خطفك قابض الأراوح
ليته قبضني معك ، لكنه تركني جثة تتحرك بلا حياة .
هدى أبو العلا
(( ظلال الكرسيّ الفارغ ))
ذهب إلى نفس المكان الذي تعودا أن يلتقيا فيه , قادته قدماه دون أن يشعر كأنَّه اشتاق لإشراقة بسمتها ، لدفء وجودها،لبريق عينيها الذي كان يحتويه ويتوه فيه ، نظر إلى الكرسيِّ الفارغ من عطرها، كأنه يئِنُّ وحيداً , أيشتاقها أيضا مثله؟! ، تنهَّد وهو يجلس شارد الذهن حزيناً ، يقبض على ميدالية مفاتيحه الفضيَّة التي أهدتها له ، رُبمَّا يخشي من فقدها ، من غيابها ، " هذا الزمن كل الجمال يغيب " قالها وهو يحكم قبضته عليها أكثر، أفاق على صوت النادل يسأله:" ماذا أُقدِّم لك سيدي"؟ ، أم تنتظر أحداً ، ؟
فابتسم بسخرية قائلاً: " لا أحد .. احضر لى قهوتي السادة المُرَّة كأيَّامي بدونها "
كَمْ يَمُرُّ الوقت ثقيلاً ، كُلُّ شئ أصبح باهتاً مُمِلّاً, فراغٌ من كل جانب يحيط به
.. أسند رأسه على الحائط الذى كان يشهد فرحه بالأمس ، اليوم يتكئ بحزنه عليه ، يرتفع صوت الغناء , يبدأ المكان يضج بزوَّارِه كُلّ اثنين معاً،يثرثران،يضحكان
هاهى أغنيتهم المفضلة التي طالما تمايلت بدلالٍ ساحرٍ وهى تُغنِّي معها ، تذكَّر قراءتها لفنجانه ومشاكستها له وهى تُمثِّل دور العرَّافة: " أمامك سِكّة سفر فى البعيد ، أمَّا القريب فأمامك صبيَّة ساحرة الجمال ،عبقة السِحر، تعشقك بجنون ، لكنك لن تتزوجها فقد يخطفها منك شبح غريب يطاردها كأنفاسها , كظلِّها القريب..
خطف منها الفنجان غاضباً..لا تمزحي ما أغلسك وأنت تبالغين فى المزاح ، اغرورقت عيناه بالدموع لتسقط قطرة منها فى فنجان قهوته , قال بصوت يشبه حفيف أوراق الخريف ، لوكان إنسان قد خطفك مِنِّي ، لأنهيتُ حياته، لكن... خطفك قابض الأراوح
ليته قبضني معك ، لكنه تركني جثة تتحرك بلا حياة .
هدى أبو العلا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق