الثلاثاء، 5 مايو 2020

عشتار // بقلم الشاعر: د. عبد الجبار الفياض // العراق

* عشتار*
ربَما
أنَّ للماءِ خائنةَ عينٍ لم تأمنْ . . .
اغتسلي
عشتارُ
من غيرِ سَقَف
برذاذِ غيمةٍ
تمرّدتْ على قافلةِ ريحٍ
تسوقُها لبلدٍ ميّت
فألقتْ حملَها على جسدٍ
يضيقُ بأنوثتِه . . .
ألبسي شفيفَ خصبٍ أخضرَ برائحةِ شتلاتِ العنبر . . .
اتركي البابَ مفتوحاً
لعلَّ ديموزي
يعودُ بعدَ وعثاءِ سفر . . .
فالجفافُ
يوشكُ أنْ يُحيطَ بحرثِه . . .
اقتربي بلا أدنى مسافة
لحظةٌ
لنْ تتكرّر . . .
البَذارَ البَذارَ
السّنابلُ المتدليةُ طوعاً
تموتُ
لتُحيي ما أفل !
. . . . .
أُمّاه
شتّان
ليس أنا كما أنتِ . . .
أصبغُ شفتيَ بجوريٍّ ميّتٍ
من خوابي عطّارٍ عبثاً
يُصلحُ ما فَسَد . . .
ما بعيني حلمٌ
يرتدُّ فارساً ضحى
يجولُ بي حقولَ القمحِ بعُرسِ حصاد . . .
لا يُطفئُ السّرابُ شفاهَ ظمأً . . .
الكُلُّ هنا
يترقّبُ شُواظَ التّنور
بذورَ الكِتّانِ
غُبارَ الطّلع . . .
يُغادرُ محطّاتِه الزّمن
لكنّهُ غيرُ قادرٍ على مسحِ أثرَ قدميه . . .
بعيداً
يذهبُ أخي
قد لا يعود
أو يعودُ رقماً على ورقةٍ دوليّة . . .
فالغربةُ سفينةٌ مثقوبة . . .
. . . . .
أُمّاه
ورائي
تركتُ كُلَّ ما كانَ لأُنثى
خيوطُ الصِبا
تمنّعتْ أنْ تكونَ كُرةً في فُسحةِ لهو . . .
أُريدُ أنْ أعشقَ كما أنتِ عشقت . . .
وقتاً
أبدّدُهُ أمامَ شظيّةِ مرآة . . .
تشرئبُّ حلمتايَ لطيفِ حبيب . . .
أُسمعُ ضفائري ما سأقولُ لهُ غداً . . .
لكنَّ حبيبي
وَهبَ نصفَهُ لقداسةِ ثراه
ولو أكلَ الطّيرُ من فوقِ رأسِهِ أرغفةَ خبزِه . . .
رضينا أنْ نعيشَ بنصفٍ
لولا أنَّ رصاصةً صامتةً
أسكتتْ النّصفَ الآخر !
. . . . .
أمّاه
قولي لأبي
أليسَ عندَهُ بعدُ من قوةٍ
ليسحبَ يومَنا هذا لأيّامٍ أُخَر ؟
أيْ
ديموزي
لا مُمسكَ لجمرٍ تحتَ رمادٍ
إنْ لامستْهُ ريحٌ غضوب . . .
كُلُّ شيءٍ لِما في جذورِ الطين
داءٌ بداء . . .
أيستحيلُ نومُكَ كهفاً
لا تزورُهُ من الشّمسِ خيوط ؟
ابتلعَ اللّيلُ الطّويلُ أطرافَ النّهار . . .
على مقابضِ الأبوابِ
تيبّست بصماتُ موتى صبرٍ جميل
تركوا نورَ عيونِهم
ليُبصرَ بعدَهم نهايةَ الطّريق؟!
النّهاياتُ
دوماً يكتبُها التّعساءُ بخطٍ أحمر . . .
. . . . .
عبد الجبار الفياض
1 /مايس/ 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق