أبن القمح ..
-----------------
عدنان الريكاني/ 2020/5/12
-----------------------------
ما خطبكِ ياحلوة المذاق كريستالية الجوهر، أنعود ونصفق لعصور التحجر كي يتدفق ماء العشق تحت أظافرنا المتكلسة بالهيام؟، قامة سنبلتي القصيرة راكعة تحت قدميكِ، وتوابيت الضجر ملأت بجثامين بالية مِنْ ضحكات القدر، مَنْ رَسمَ لنا خارطة فوق مساحات الكُرهِ، ونحن لم ننحني له يوماً لنبصم له بحبر الظلام، كانت أحلامنا صافية بقدر نور القمر، وفتحنا نافذة للحياة، ليسود صوتك على العالم ويسمعه حتما كل الأطراف حين يغترف منه الروح .
( فَلمْ أدفنكِ في المدافن، بل دفنتكِ في قلبي) ..
روحكِ قريني .. والأمل الحقيقي المتبقي من رمادي !!،فهل هنالك يقين وهل هنالك أدراك أكثر من هذه الحقيقة، كنت ولا زلت أخشى عليكِ من عيني، فقرأت عليك من الطلاسم وآيات الحفظ حتى ذبلت الاحداق وتعبت النوارس من التحليق، روائح الألوان تسوست فثار سوط الهلال، وأحتسى نقار الخشب فوق طاولة زجاجية، متـأملاً بحكايات الطفولة التي زرعها بمنقاره الصغير، مَنْ آلمكِ يا صغيرتي الأمازيغية بهذا القدر؟، حتى أنفاس البحر الهادئة شاحبة تهذي، لنخرج من الداخل فوقعنا بدوامة الحُفرِ ووجدت أن الآلام لا لون لها وأن برودة الصقيع لا يلهم ثرثراتي اللاهثة.
هل أنت فعلاً لعنتي كما ذكرتي لي يوما ؟ .. لم أعتقد ولن تكوني ..
تسكرني همسات الليل ورائحة أرجوحة الطفولة المعلقة بضفائر البيلسان، هنالك أعدُّ أصابع الرحلةِ أتلمس حنينها قَبْلَ تلاشي خيوطها بين ارشيف وحدتي، كسارات العمر القصير تداهم احلامي الموحشة، ملقية بجسدها المرهق على سرير أغتصبته الأحزان ورمى مبتغاه في قرارت عيني، ها هو أحمرار الأفق يشهد قلة حيلتي، وتطلق زفرة الوجدان الأخيرة، تمتص ابهام الشمس لأستفيق من غيبوبتي الشاهلة، منادياً لا تحرق شفهاه أوراق النحيلة، فهل انا أبن القمح في حقولها البرئية وبيادرها تلاطف سنابل مطحونة بالهذيان؟، لتغلف مساءاتي همزات الخريف الأصفر، يغترُّ بها جذوات المَوقِد المطفئ منذ انقلاب الوقت على شروخ حائط ممسوخ، أبتلعته ارهاصات ثواني الخطيئة من أعقاب الشوق، ليتصاعد الدخان من ابراج أناملي عندما شممت رائحة عطرها الأمازيغي في الحلم.
*********************************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق