الجمعة، 8 مايو 2020

الإختيار ( ق. ق.) بقلم الكاتبة : السعدية خيا // المغرب

الإختيار( قصة قصيرة)
أب لطفلين ولد وبنت توفيت زوجته أثناء الولادة الثانية، كان قد التقى بامرأة مطلقة كانت في الأصل خليلة صديق له وهو كان يعلم ذلك ،ثم تحولت إلى خليلته هو ،منتشيا بنفسه معتقدا أنه سلبها من صديقه ،كانت قد أجهضت ثلاثة مرات أثناء علاقتها به تحت طلبه ما لبث أن تزوجها ،لكن في فترة الزواج لم يكتب لها الإنجاب معه ربما نتيجة لذلك الإجهاض المتتالي لذلك كانت تحمله المسؤولية ،وتكره أبناءه ،ولكن طبعا لا تجهر بذلك ولا تظهره في تصرفاتها، في حين كان هو يحس بالنقص ويتذكر أنها كانت خليلة صديقه فلا يلبث أن يخزها بكلام كالسم ،ففي الوقت الذي اختارت هي الصمت والتكثم في مشاعرها كان هو يصرح بمشاعره علنا ناسيا أن أبناؤه تحت وصايتها ،طبعا الخطأ خطأه هو يعرف كيف التقى بزوجته وطريقة زواجه،وكل ذلك مسؤوليته لم يجبره أحد، فلم يكن داع لإرسال كلامه على مسامعها، ومرت السنوات وكبر أبناؤه وكبرت الفتاة التي كانت محببة لأبيها ،الذي كان يشكر فيها وفي أخلاقها أمام زوجته التي كلما فعل ذلك تحس أنه أمر مقصود كأنه يقول لها أن ابنته ليست مثلها في حين أنه كان يجب عليه أن ينتبه لكلامه أمامها هي بالظبط نظرا لماضيها حفاظا على الأبرياء من انتقامها أم أن في نظر فحل الغباء أنها سوف تعجبها براءتهم وتباركها ،فرغم أنها كانت تخفي هي شعورها ذاك ،ولكن لم تكن سليمة الأفكار والمشاعر فهي كانت تشعر بالغيرة من أي شيء ومن كل شيء ، لذلك أعدت خطة ﻹختطاف الفتاة لأجل الإعتداء عليها فاستأجرت من يقوم بالمهة كل هذا لتسقي زوجها من نفس الوتر الذي كان يعزفه أمام مسامعها ولكن ما ذنب الفتاة التي لا فكرة لها عن ماضي زوجة الأب ذنبها لسان أبيها الجاهل الذي لم يقدر المواقف كما يجب، ولم يزن الأمور بعقلانية ،ويتحمل مسؤولية اختياره لأن الجهل يسقط صاحبه في ما لا يحمد عقباه ثم إننا في عصر العقد النفسية والعلل والإنتقام ،ليس الإنتقام بل الإعتداء ما يسيد على الأنفس المريضة ،ولهذا قلنا أن الإختيار مسؤولية،ولكن خطة زوجة الأب فشلت لأن الأخ سمعها وهي تتفق على ذلك في الهاتف وأبلغ الشرطة التي قبضت على المتهمين أثناء محاولة الخطف واعترفوا على زوجة الأب ،بالإضافة أن الإبن سجل مكالمتها ، طبعا القدر قال كلمته في انقاد الفتاة ولكن أعطى درسا للأب وغيره لإختيار ما ننطقه بلساننا وما نتحفظ على نطقه .
السعدية خيا /المغرب

هناك تعليق واحد: