السبت، 2 مايو 2020

نهاية الرحلة // بقلم الشاعر : د . المفرجي الحسيني // العراق

نـــهاية الـــرحلة
-----------------------
بيوتنا الخربة النائية
تركناها منذ عهد بعيد
تمرح العواصف بين جنباتها
لا اتجاه لها، لا شكل معلوم
تحمل الغبار الابيض،
يحمّر عند الفجر
تعوي في البيوت الفارغة
في اعواد الادغال، وعمق الوادي،
تصيح كنساء في جنازة
من شدة الولولة،
تخرج الاجداث من مثواها،
كأشباح مذهولة، من شقوق الارض
يمضون الى سفح الجبل، تصرخ معهم
ليعرف من تبقى من الاحياء
اين ارضهم؟
عصافيرهم فرحة
تزقزق فوق اغصان الاشجار
هل يحفظ الوادي، والجبل معاناتنا؟
نحن الضحايا المفقودين، تحت صخور الجبل
الظلمة تنمو في باطنه العميق
كأنها حراب مغروزة
تحت جلود الماعز الجبلي
مرات ومرات طعنتنا
كموجات البحر، كأغصان الليل
تجرنا بصمت، نحو وادي الموت
هنا نطمئن على ارواحنا
نبدأ ثانية
الريح العاتية تطرد الليل
النعاس في اجفاننا
صباح الجبل يطّل علينا
يبتسم من وراء الزمن
يقفز الماعز على اكتافه
يخرج من مغاراته العالية
يقف منتصبا بقرونه المدببة
اشارة الشموخ
يلوح لنا برأسه
لقد وصلتم الى نهاية الرحلة
**********
د. المفرجي الحسيني
نهاية الرحلة
العراق/ بغداد

1/5/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق