الأحد، 10 يناير 2016

قصص قصيرة / الأديب حسن الكوفحي / الأردن


** قصصٌ قصيرة ** النِّصفُ الْمُغيَّبُ .. ** 8_1_2016 ‫#‏حسن_علي_محمود_الكوفحي‬ ... الأردن ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 )
شَعَرَتْ ......
بحاجتها للقراءةِ والمطالعةِ .. فقرأتْ . ثُمَّ ...
بحاجتها للطّعامِ والشّرابِ .. فأصابتْ منه . ثُمَّ ...
بحاجتها لِزِيارةِ بعضَ الصَّديقات .. فزارتْ . ثُمَّ ...
بحاجتها للنومِ .. فنامتْ .. ثُمَّ ...
هي تفعلُ ذلكَ كلَّ يومٍ .. وسؤالٌ كالشّوكةِ في حلقها قديم ...
متى تكونُ لي دائرتي المغلقة ؟! .
( 2 )
بعدَ حديثٍ طويلٍ معجونٍ بالأسى والحزن ..
قالت العجوزُ لمنْ حولها ....
آآآه .. في النّهايةِ كلُّ الرِّجالِ صنفٌ واحدٌ .. برُّهمْ وفاجرهمْ .. فالكلُّ يصبحونَ أربابَ أسَرٍ .
إلّا النِّساء فإنَّهنَّ يجْعلنَ من بناتِ جنْسهنَّ أعداءً .. وأصنافاً .. فصنفٌ معترفٌ بهِ ويتمتّعُ بكلِّ الحقوقِ .. وصنفٌ غيرُ مُعْتَرَفٌ بهِ .. وليسَ لهنَّ إلّا الأكلَ والشُّربَ والصَّبْرَ .. والانتظارِ حتّى الْموت خاااااااااااا...
رحمها اللهُ تعالى .
( 3 )
هبَّتْ إحدى النِّساءِ واقفةً دونَ اسْتِئْذانٍ .. لِتقولَ .. للمتحدِّثةِ الأرستقراطيّةِ الرّاقية ولكلِّ مَنْ في القاعةِ ....
هُرااااااءٌ ...
أيُّتها السِّيّداتُ والسَّادةُ ..
إنَّ سببَ ما نُعانيهِ .. هو بسببِ الدّائرةِ المقفلة .. فالتُفْتَحْ .. وتُكسَّر .. وإنّي أقولها دونَ خجلٍ ... قولوا معي لا للإحتكار .......
وصفّقتْ لنفْسها بنفسها .. وهي تنطلقُ خارجةً من القاعة ...
أثارتْ كلماتها زوبعةً في فنجان .. ثُمّ انْفضَّ اللقاءُ .. وآوتْ كلُّ وحدة منهنَّ للوحدة المطلقة .. أو لدائرتها المغلقة .
( 4 )
هَتَفَتْ في نفسها ..
أخيراً وجدتُ ما أنفذُ منهُ إليهِ ....
أليسَ غريباً .. عشْرُ سنينَ ونحنُ نعملُ معاً في مكتبٍ واحدٍ .. وكأنّنا في دائرتينِ منغلقتينِ منفصلتينِ .. ولسنا نجلسُ إلى مكتبينِ متقابلينِ .. نُمرِّرُ الْأوراقَ والملفاتِ فيما بيننا بآليةٍ مقيتةٍ .. وكأنَّنا لسنا من لحمٍ ودمٍ ومشاعر ؟! ...
باغتها .. الزّميلُ .. ونهضَ .. فنهضتْ آلياً معهُ لِتقولَ لهُ شيئاً .. لكنّهُ انصرَفَ متمتماً ...
خسارةٌ .. ألِهذا الْحدِّ كنتُ غامضاً ؟! .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق