الجمعة، 22 يناير 2016

نص / الاعراف / الاديب صلاح البابلي / العراق /

الأعراف .

أسبِلُ إزاري وأتنفسُ اختناق ضحيّتي
أقفُ قبال محرابي قُربةً الى الله 
أسرفتُ في إسباغ الوضوء
وجسدي طاهرٌ الّا من بقايا دماءٍ
إدّخرتُها حنّاءً لصومعةِ يتيم
لُغوبُ الحياةِ معطفٌ للقذارةِ 
أرتديه مثل جلدٍ ميّتٍ أباحتهُ الضرورة
كلّما سعت بي قدمي قرب مساجد الضغينة
ونُسكي وصلاتي جثّةُ صائمٍ
عمُرَتْ موائدُهُ بأحشاءٍ مضرّجة
لم يظمأ --
بعد استعارِ أزيز الهاجرةِ فمهُ 
يجري من فُراتِ الدماءِ راوياً 
سفعَ أيامهِ لغدٍ أحلكُ من سوادِ البارود
و كلّما هزّ اصبعهُ تساقطت رؤوسٌ كلّ
ذنبها لم تُرائي بوصالِ الله 
وسعتْ لارتشاف الكأسِ من نبيذِ داود
وابتنتْ لميعادها هيكلاً لسليمان 
فوق قرميده تكشفُ أميرةَ سبأٍ ساقيها .
لقد تجنّيتُ كثيراً في وصفِ الصراط 
خيطٌ رفيعٌ سقط في وقع خطواتِ اللصوص 
ورمى اكليل نورهِ بما تناثر من دمٍ أحمر 
يبكي متبتلاً الى الله فقد ملّ الخديعة 
وشكيمتهُ تومئ اليه أن القطيعَ وحده 
وان الله قد بلغَ من الكبرِ عتيّاً
ولكن دون جدوى يحاول--
رممتُ بقايا وجهي دِثاراً من الفضيحة 
استلبتُ العيونَ من جاريَ الأخرق 
واستردّيتُ ماءَ جبهتي بما يسيلُ من دموع الثكالى 
غيظاً لِ (برودون) وقيمتهُ السخيفة 
حتى لا تكون فتنةٌ ويكونُ الأمرُ يومئذٍ لله -
بعيوني التي انتزعوها مني عنوةً 
أبصروا الطريق 
وبعيونهم التي أخذتها غصباً رحلتُ معهم 
نُقايضُ أجسادنا مثلَ داعرٍ قبيحة 
فكلّنا اليومَ موتى .؛

---صلاح النبهاني ---

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق