الاثنين، 25 يناير 2016

قصة قصيره / الأديب كاظم مجبل الخطيب / لست ولدي / العراق



قصة قصيرة [لستَ ولدي] حين غادر َ قريتهُ لم يحمل معهُ ذكرياتٍ بقدر حملهِ للامنيات الكبيرة التي ينتظرها في مدينة السحر والجمال بغدادوكان صوتهُ جواز دخولهِ اليها لينالَ بعد حين شهرةً لم يكن يحلمُ بها،صار مع راقصة الحيّ يتقاسمان الليل بعد منتصفهِ وهو في سكرة العشق من هواها وكأنّهُ أوقدَ حرمانهُ المكبوت ليتفجّرَ معلناً زواجهُ منها وسط منظومةالاضواء الحمراء والنوادي الليلية المكتضّة بالتساؤلات والمتناقضات ،وفي الضفة الاخرى حلّقَ نجمهُ ليصلَ آفاقاً من المجد الغنائي .لكنَّ الحاسدين من المنافسين كانوا يدبّرون امراً بليلهم المظلم بأنْ يحيّدوهُ ويسقطوهُ بضربةٍ قاصمةٍ لظهرهِ،بعفويّةٍ منهُ راح يلبّي دعوتهم ليليةٍ ليلاء مع اجمل النساء ولقد أكملوا تهيئة مستلزمات دعوتهِ.فما كان منهُ لمّا رآها غير ان يغمى عليهِ بعد صدمتهِ الكبيرة بزوجتهِ الراقصة والتي حملتْ طفلاً لم يرَ النورَ بعد .لم يعدْ للمطرب النجم مكاناً يستوعب جرحهَ وألمهُ غير مستشفى الامراض النفسية والعقلية فيقضّي فيهِ عاماً كاملاً مع بزوغ فجر ولدهِ الذي لم يمنعهُ من طلاق امّهِ.. بعد عشرين عاماً يطالب الابن باعتراف أبيهِ بابوّتهِ لهُ والاب مازال منكراً لشرعيّتهِ وأنّهُ ابن زانيةٍ وان كان في غفلةٍ سجّلتْ بياناتهُ بأسمهِ،في احدى الليالي تشتدُّ الصراخات بينهما فقال الابنُ: - ما دمتَ لاتعترف بي ابناً شرعيّاً لكَ فأنّكَ لا تستحقُّ ان تكون اباً لي. -نعم انتَ لستَ ولدي. وقبل ان يكملَ الأبُ كلامهُ انقضَّ الابنُ عليهِ كثورٍ هائجٍٍ ويداهُ احاطت بعنقهِ كما يحيط السوار بالمعصم لينتهي بموت المغنّي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق