السبت، 16 يناير 2016

نص / تسكع الذات في أرجاء التيه / للشاعر جمال الكناني / العراق /

(تسكُّعُ الذّاتِ في أرجاءِ التيهِ)
غريبٌ يواكبُهُ المجهولُ حيثُ الظّنونُ
مقبوحٌ بالظّلامِ يتفجّرُ عثاراً
كيفَ يُنتزعُ منَ الدّياجي قنديلٌ !!!
والبحثُ عن الذّاتِ بينَ الوجودِ يئوسُ
يوقظُ الغدَ الألمُ
يقرعُ فجيعةَ الآتي
يتساقطُ ايقاعاً يلملم ُ
أصداءَ حناجرَ
توّاقةٍ للفضاءِ
تباشيرُ الغدِ يلفُّها الضّبابُ 
لنا الإنتظارُ والنسيانُ والتأوُّهاتُ
أفِقْ ... سليلَ الأملِ .. الشمسِ .. القمرِ
فالشحَّة ُ تهدّدُ وجهَ النهرِ
ضفّتاهُ مطبقةٌ كماالجفونُ تأبى 
أنْ تفتحَ بصيرةَ الرّجاءِ
ينحني النهارُ ليكشفَ عنْ عري المستحيل
وسباتُ العالمِ يطوفُ بالظلماتِ
آهٍ لو يعطينا بعضاً منْ نورٍ وسخاءٍ
نجاهرُهُ ليعيرَنا أجنحةً من ضوءٍ
تحملُ شكلَ رجائِنا
كي لانثقلَ عليهِ فينأى عنّا
إستعارتِ الحناجرُ منَ الحمامةِ طوقَها 
صارَ الهديلُ مؤنساً لها
يُغترفُ التيهُ ليتعاطانا شهُباً منطفئةً
ينأى التّجددُ عنِ البروقِ والرعودِ والأمطار 
أرى السماءَ سقفاً يغمرُهُ الغبار
والرؤوسُ مطأطأةٌ تائهة
للسقفِ المثقوبِ لاتأبَه
الظّنونُ توشوشُ في متاهِ الغيب
لمْ تجدْ منْ يلثمُها ومنَ الثقوبِ تنسكب
تاركةً وراءَها تأوّهاتٍ وأنيناً
الأبديةُ تسيرُ بخطىً بعيدةٍ
عنْ مخدعِها بينَ الطرق
نحتمي تحتَ مظلةٍ مثقوبةٍ
يتساقطُ العالمُ البعيدُ غرباءً
وبقايا رمادِ خريفٍ مبهمٍ
حاورتُ الضفّتين أنْ اقتفيا مسالكَ النهر
فلمْ أسمعِ الخرير
منْ يفكُّ طلاسمَ خواءِ الشجيراتِ
المضغةُ تُعابثُني لتعودَ بيَ الى البدءِ بلاريب
حيثُ القلوبُ العاريةُ من الظنون
رؤوسٌ لاتأبهُ للأكتافِ
يحملُها الأملُ
ثمَّ يبداُ المشوار
يتهاوى السكون
تستفيقُ أجنّةٌ واهنةُ الجذور
أغصانٌ حُبلى باليُبسِ 
تستجيرُ بالرواءِ الوفير
الجاثمِ في آخر الأكوان
بانتظارِ ردِّ الماء 
بانتظارِ غودو عندَ المساء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق