الاثنين، 11 يناير 2016

نص / الأديب علقمه اليماني / همسة لوردتي / تونس



همسةٌ لورْدتي
************
بَهَتَ الأصيلُ وقد رآني
إذْ فرَشتُ لكِ الجناحَ رِداءْ
يا ورْدتي الرّيّانة البيْضاءْ
لأذودَ عنكِ بأضْلُعي شَرَوِيَّ * لَفْحٍ
جَرّهُ في بُرْدِهِ مُتعجّلا لِلإنزِواءْ
وتَعثّرَتْ في أُفْقِها شمسُ المساءْ
مِنْ بعْدِ ما جارتْ عليكِ ظهيرةً
وترَشّفتْ من ثغرِكِ اللُّجِّيِّ قطراتِ النّدى
ألْقَتْ عليلاتِ الشّعاعِ على ظُهورِ السّرْوْ
واغْرَوْرقَتْ في طينةٍ حمراءْ
فَلْجاءَ مُنْهَكَةً كحَبّةِ كسْتناءْ
يا وردتي الحسناء لي سِرٌّ إليكِ ... فهَيْتَ لكْ
أصبحتِ في حفْلِ الورودِ صبيّةً فلْأُخْبِركْ
ما أنتِ إلّا نطفةٌ ريْحانةٌ
حَبَلتْ بها النّجوى وآهاتُ الْجَوى
منْ نبْعِ شوقٍ دافِقٍ سجَدتْ لهُ الشِّعْرى
وأشْعلَتِ البخورَ لغرْسِكِ الجوْزاءْ
والزّنجبيلُ مزاجُ أنفاسي
بِريقِ الفجرِ كان لكِ الرّواءْ
ولكِ العريشةُ زَيّنتْ فُستانَها في كبرياءْ
كونِي أنيسَةَ وحدتي الخرْساءْ ...
فأكُنْ لكِ الحضْنَ المُوشّى والوِجاءْ
و معًا نَكُنْ للعاشقينَ منارةً في اللّيلةِ الدّهْماءْ
( علقمة اليماني )
• شَرَوِيّ : مضطرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق