الثلاثاء، 26 يناير 2016

قصيدة / مزقيني بين أوراقي وحبري / الدكتور محمد القصاص / الأردن


مزقيني بين أوراقي وحبري
قصيدة
بقلم الشاعر الدكتور محمد القصاص

مزقي الأوراقَ بغيـا و ارتيابــــــــا *** وذريني حائرا كلي اضطرابـــــــــــا
مزقيني بين أوراقي وحبــــــــــــري *** وانثري في اليمِّ أحلامي العِذابــــــا
كنتِ لي في غربتي خير جليــــسٍ *** فطغى البينُ فلم أسطع إيــابـــــــــــا
وتناءيتُ عن الأحباب يومــــــــــا *** وتساءلتُ فلم ألق جوابـــــــــــــــــا
باتتْ الآمال وهما في خيالـــــــــي *** إنني أحياها وهما وسرابــــــــــــــــا
ذكرياتٌ مزَّقتْ عمقَ فـــــــــؤادي *** مزَّقتْ روحي فأعيتها صَّوابــــــــــا
مزقيني بين ذلٍّي وانكســـــــــاريٍ *** مزقيني إنما طال الغيابــــــــــــــــــا
إنني عانيتُ بؤسا في اغتـرابٍـــــي *** بشبابي ذُبتُ ذلا و اغترابــــــــــــــــا
عاتبي النجماتِ عني في عُلاهــــــا *** عاتبيها لو رضت منكِ عِتابـــــــــــا
إكشفي عن بصري تلك الخفايـــــا *** وسُتورا أسدلتْها وحِجابــــــــــــــــــا
واذكري تلك الروابي بحنيــــــــــنٍ *** اذكري آثــارنــا فوق الهضابـــــــــــــا
كلما ناجيتها يومــا بســـــــــــــــرِّي *** طابتْ النجوى برياها وطابــــــــــــا
كنتِ قد واعَدْتِني يوما فأوفِــــــي *** وعدَكِ المشؤومُ يعروهُ ارتيابــــــــــــا
فذريني في الهوى والبوحِ أحيــــا *** بين آلامي وآمالي العِذابـــــــــــــــــا
لم تزل يا بوح ُ في أعماق قلبــــــــــي *** هائما في مدمعي جُزتَ السَّحابا
إنني نادمتُ ُ قلبا فاحتوانــــــــــــي *** كلما نادمتــُهُ حينا أجابـــــــــــــــــــــا
وشربتُ الصَّاب من كأسيَ حتى *** كادَ ينسى خافقي طعمَ الشرابــــــا
أيُّ كأسٍ قد شربناهُ مِــــــــــــــــرارا *** فتعاطينا الهوى قِطرَا مُــذَابـــــــــــــا
قسما بالنفس والإصباحِ أمَّــــــــا *** أسفرَ الثغرُ وبالأنفاسِ طابـــــــــــــــا
وغدا الروحُ مع الإصباح يســري *** سابق الأزهارَ في الكونِ وجابـــــــا
كيفما أُشْرْبُتهُ والثَّـغرُ يصفـــــــــو *** فإذا باعدْتُه زاد اقترابـــــــــــــــــــــــا
فأنا بالشكو يزادُ أنينــــــــــــــــــي *** أمعنَ الصَّاحبُ في ذمِّي وعابـــــــا
لم تعدْ لي رغبـةٌ في العيش لمـــــــــــا *** باعدتْ عيناي أهلي والصَّحَابـــــا
فارحموني من عذاباتي وبؤســـي *** وابعدوا عن عاتقي سهما أصابـــــا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق