الأربعاء، 20 يناير 2016

كلمة / بمناسبة تكريم طلاب العلم المتفوقين / ملاذ الشاعرة ملاذ الزبيدي / العراق /

كلمة (بمناسبة تكريم طلاب العلم المتفوقين)
السلام عليكم
على املِ ان تتنفس الزهور عِطرَ الصباح،تَستقبلُ الشمسَ بأبتسامةٍ فيتسعُ تويجها مُستلقيا على جانبيهِ منتشيا بذلك الضوء الذهبي الذي يملؤ اركان العالمِ... العالمُ الذي خُطتْ عليه خارطةُ وطنِنا... وطنُنا الذي نُفختْ ارواحُنا بأجسادنا على ارضه كي نُعمرَها ونستقبل ضوءَ الصباحِ بأبتسامة...لنفوزَ بجنةٍ على الارض يجازينا عليها الله بجنةٍ في الاخرةِ عُرضها السماوات والارض...لكننا لم نصنع هذه الجنة.. انّا خَسِرنا... خَسِرنا... مذ ماتت الزهور مختنقةً برائحة بارودٍ اسود.. يسقيها دَمُ طفلٍ عصرتهُ البناية التي هُدتْ على جِسمهِ الصغير.. دَمُ شابٍ كان يمشي تحلو الدنيا بعينيه ينظرُ لمستقبلهِ الوردي فَنُحِرَ وريدهُ بشظايا انفجارٍ مفخخ...كَرامةُ شيخٍ لم تجدْ عكازهُ شارعا مُعَبدا فتعثر على الحجار وسقط في وحلِ الايام... خَسِرنا مذ طُوّيَ الكتاب ووسطه القلم وبقيَّ على الرفّ تغطيه أتربةٌ شتى.. تكاد تخفيه ليخرج صاحبُهُ باحثا عمّا يملؤ به بطنه ناسيا ما يملؤ به رأسه...من هنا بدأت الانعطافة المدلهمة التي عاجت بنا درب السمو والحضارة .. صِرنا لانُجيد التفكير بأنفسَنا فوكلنا التفكير لغيرنا حاذين على خطاهم مغمضون...فسحنا لهم المجال ان يضعوا لنا خريطة المستقبل فاغلقنا ادمغتنا واطلقنا اقدامنا سائرةً على دروبهم.. شعبٌ اختار ان يسمع لا انْ يرى .. وما إن وعينا وجدنا انفسنا وسط مسرح الجريمة.. مسرح عرضه وطننا الجريح... موت .. موت.. موت.. ولاشيء غير الموت والدمار والدموع والحطام..وشياطيين تتوارى خَلفَ اللحى. ((تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخرّ الجبال هدا))
وبالنتيجة.. هل سنبقى متفرجون على تراجيديا مُبهمةَ النهاية...هاهم الغيارى هبوا لسوح القتال حاملين ارواحهم على راحاتهم علّهم يدفعون شرَّ الاشرار.. ونحن... كيف لنا ان ندرأ هذا النحسَ عن امتنا ... كيف لنا ان نضرب الذي خَدعنا ونصّبَ نفسه وليا علينا على رأسه المتعفن.. نعم رأسه الذي يحوي عقلا اسودا نتِنا يُفكر ان يغني نفسه على حساب كرامتنا وحياتنا...كيف لنا ان نمضي قُدُما وان لانعيد الكَرةَ مُخطئين نادمين... علينا ان نقصدَ النور.... علينا ان نُحكم هذا العقل ونطوره.. علينا ان نختار نحن دروبنا لا ان يختاروا لنا.. علينا ان نحتضن الكتاب ليحملنا عليين ... ان نقرأ ان نتعلم ان ندرك ان نقود انفسنا بأنفسنا... نحن من يختار نحن من يصنع نحن من يصدّر لا نستورد... 
اجعلْ كتابكَ دِرعا.. اجعل من كتابك سراجا ينير دربك المظلم ... اقرأ .. اقرأ لاتتوانى... اقرا كما أمرك الله في العلق اقرأ كما ادلك الرسول في طلب العلم.. اقرأ كل شيء واي شيء ... كلَّ العلوم وفي كل المجالات والثقافات.. اقرأ لِتُحطم بنور العلم والدراية الحاجز الذي يمنعنا من كشف خططهم التي مازالت تؤدي بنا صوب التهلكه... اقرأ كي تحفظ كرامتك وتُكَرّم....
مباركٌ لكم ياطلاب العلم هذا الحفل العظيم
ملاذ الزبيدي 17_1_2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق