السبت، 16 يناير 2016

نص / الأديب عباس باني المالكي / أكف الحجر / العراق


إنصات إلى صوت القلب...44
(أكف الحجر )

قادم من سنوات التراب، الى أعتاب نبع الهواء النقي من الريح ..
كان تاريخ يومي شهقة في عطر مسافات أزهار الماء وظلال شجر البرتقال،الواقفة على أجنحة الشوارع
تحفز المواسم بالقدوم مبكراً ، بعد أن ترتوي من سماء لا تستعجل العصافير بالنهوض في غبش فصول تحكي عن الذين مروا من هنا ،وأقاموا للحجارة معابد تروي للشواطئ طيبة هذه الأرض حين يبكر الزمان بالمرور عليها عند تاريخ ، ظل رابطا بين حنايا الزمن القادم من الشرق لمعانقة الجبال ، التي تنحت المدن بأكف الحجر المتركب فوق صهوة الشجر
المبشر بنداء فصول التاريخ عند آثار بابل ...
تزورها الشمس لتمتد خيمة الظل والضوء ، وتكون كالسلام الصباحات تتنفس الزمن ، الممتد بين أبواب الهواء حيث الدروب تحكي عن أسفار الحياة على المسرح ،الذي ظل رابضا بين جنبات التاريخ المنقوش على الجدران كأنها أول البحر في عصور تبحث عن تاريخ أرض ،تعرف كيف تروض الأمواج لكي لا يعطش المطر الى غيم ، و أن النهار هنا أبدي السفر في غابات تعرف ما معنى أن يأتي التاريخ إليها ، لكي يكتب عمر التلويح الى عبادات تبحث عن الإنسان ، وكيف ينقش فوق الحجر حكاية الحضور بين أروقة الدروب الذاهبة الى الشمس ، دون تعطيل البحث عن حضارة تنبت من الأرض أسوارا لا تمل الوقوف انتظارا، لكل الأساطير ،كانت تسير بين أبواب الهواء والهواء كأنها زمن يعمد الحجارة بتاريخها ويعطيها عمرها الحاضر في قراطيس الحضور ، ومن زمن الشرق أيام كانت السفن تبحث عن أضلاع الخشب ، لتعيد إبحارها في المحيطات المجهولة ، ولتؤشر أن التاريخ الماء يبدأ من غاباتها ،استطالت بالخضرة في عمر الشمس ، وتعلم الأسماء لعناصر الحياة من الماء والهواء والتراب والنار ...
كانت حاضرة في زمن الغياب ، وتعلم كل الأسماء لأبواب الحجارة وكتاب الأرض ، وما يسكن خلف أعمدة القصورو الثيران المجنحة بالحلم القادم من الإنسان ...
كأنها الفتح لكل طلاسم الحجارة وسط خرير الماء ، الذي يحكي قصة العطش في قصور الأمراء ...
علمتني كيف يكون للزمان زمان بألواح فصول الأبواب ، وكيف أن الملوك فقدوا الزمن حين أغلقوا الأبواب على مسارح الحياة ...
فقط مرورا من هنا ولم يتركوا غير زمن الحجارة ، الذي يعيد رؤيا الأرض الى زمن الدروب المقفلة بين الأبواب والأبواب ...
كانت ظل الشمس رغم سقوط الظل من الحجر ...
كانت هنا كأنها شموخ الحضارات بين أضلاعي .. وكنت فيها أرسم تاريخي في كفيها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق