الاثنين، 11 يناير 2016

نص / الأديب فراس المصطفى / أماه لا تأتِ /


أماه لا تأتِ
/ فراس المصطفى /
...........................
أماهُ لا تأتِ
فعالم الأموات جميل
قارني.. واحكمي أنتِ
كَثُرَ الغمام في البلاد
وتساقط حقداً..
شراعُ الريح دافئ
بحرائق فاعلٍ نجدي
أماهُ.. أخشى كبْوَكِ
فمن ذا يلملمُ ثغرك
في ليلة عمياء..
حبيبتي ارقدي بأمان
فأماننا في زجاجة
حطمها اللئام..
والرماد قد ملأ الشآم
من ذا ينفض ثوبها
يشعل لها عود بخور
ويعيد فرحتي..
أماه.. شفتيّ ذابلتان
وعينيّ.. أترينهما ؟
سُمِلَتْ كعينَيْ شهيدة
كرأيٍ وُئِدَ.. سُجِنَ..
قُتِلَ غيلة..
ذُبِحَ خلف دُرْفةِ قبره
آه أماه..
حزينٌ على دمشق هاتيك
التي هي دمعة..
أُذُنَيَّ باكيةٌ تقيُّحاً
فنايي يعزف آلامي
على حبيبتي..
عويلها ملأ الزمان
كُفِرَتْ بغيمة الرماد
أحجار البيوت نازفة
أرفَعُها.. دماءً تبكي
سالتْ جدولاً من خمر
لذّةً لشارِبيه..
ليهود قينقاع السَّكرى
أماه.. إن الموت جنة
وسلاسل الظلام تيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق