الجمعة، 8 يناير 2016

نص / همسة / الأديبة وفاء تقي الدين / سوريه


همسة
؛********
احتراق شهد النحل
قلبي الراعف هنا ، يرفرف ألما و غضبا
أسمع نشيج أنفاسك ، و أدرك وجعك
آه يا حبيبي يا ساكن الغوطة و دمك شريانه بردى
و كأني المذبوحة على عتبات دارك
رياح جبل الضباب انتشرت
و ألسنة اللهب أحرقت الأشجار اليانعة
و ساكنو الأرض السفلية
أتوا هنا جزوا الرقاب
و هتكوا الأعراض
لم تكن هناك أغان و لا وليمة
إلا الكثير من الدماء البريئة
الغابة الخضراء عليلة
لم يعد شيء ينمو
كل الأشياء الحميدة ضاعت و احترقت في الغابة
و وهج لهيبها كأنه هنا في صدري
يحرقني و يهتك سكوني
لم أعد قادرة على الصلاة بأناة و خشوع
و العتمة تسربت إلى مقلتي من شدة القلق
آه لو تدري ، كم أخاف عليك
يا ابن دمشق يا حبيبي
و أنا أرى أنهار الدماء
تجرف بطريقها كل الضياء
ذكريات الطفولة و كتابي و كل النبوءات
و يمضي الحريق بأرض العاصمة الأولى
و تمضي الآه مختنقة على شفاه الجراح
و الدم مازال يفور و يمور و يطرق أبواب السلام
و القرار أتى ، كتبه القلم ، كلمة حرة
إنني أرى حاملي أسنة الحب و الياسمين
مكانها ها هنا على أرضك دمشق
جذورها عميقة تتغلغل في قلب التاريخ
و حماها فوق السماء السابعة
الصرخة صدحت في ديارك يا قلب
و شقت عنان السماء
سمعتها و لبت القاهرة و بغداد
و الطير يحلق و يغرد في الأجواء
و النور ينتشر رويدا رويدا بعد طول انتظار و عناء

2015-11-17

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق