القراءة في القراءة
إن القراءة السليمة للخطاب تلك التي تبتعد كل البعد عن الطائفية الفكرية، و لا تقيم الخطاب وفق إطار زمكاني خاص، إذ زوايا و مستويات القراءة تختلف باختلاف الآليات القراءاتية، و زواية نظر القارئ التي يتناول من خلالها الخطاب بحسب عتبة تقبله للخطاب من عدمه، و بذلك فالقراءة هي الخيط الرابط بين بنيتي القارئ/المستقبل و الكاتب/المرسل، و تبقى القراءة ميزان التفاعل الوظيفي لتحقيق التوافق حول جودة الخطاب و قدرته الإقناعية، التي تحقق مثاليتها لدى الكاتب قبل القارئ حين نسجه لخطابه و إدراك قيمته الجوهرية قبل المظهرية.
و هذا ما ذهب إليه كافكا حين خلص إلى كون كتابته تتوفر على كاتب/قارئ مثالي يمنح الخطاب تأشيرة القبول الإقناعية بعد الإنتهاء من صياغته مباشرة، دون إعطاء أهمية لانطباعات جمهور القراء فيما بعد، ما دام الكاتب القارئ في شخص الكاتب أنتج و بصم على جودة كتابته أولا و أخيرا حسب.
فيما يرى اللناقد الفرنسي رولان بارت، أن القراءة لا تتقيد بمرجعيات تقييمية خاصة أو ضوابط محددة تقيد آليات إدراك جوهر الخطاب، إذ حسب الناقد فزوايا القراءة و ظروفها تختلف حسب الزمان، المكان، الاستعداد و كذا مستويات القراءة التي تختلف بالضرورة من قارئ لآخر.
فرولان بارت هنا لعب دور المتلصص=voyeurisme، حين يعري النص من كل غطاء تقييمي و تأطير رقابي، من خلال كشف عورة الخطاب و إزاحة كل ستار يحول دون إدراك جوهره الذي لا يتأتى إلا من خلال تحريره من كل القيود المغيقة للقراءة.
و الناقد الحقيقي هنا يدرك الغاية السليمة لتقييم النص و البصم على جودته من خلال تجرده من دوره الرقابي قراءة لبلوغ حلاوة الخطاب كي تتحقق لديه نشوة القراءة=le plaisir de la lecture.
يتبع..
عبدو الكسيري الكوشي
إن القراءة السليمة للخطاب تلك التي تبتعد كل البعد عن الطائفية الفكرية، و لا تقيم الخطاب وفق إطار زمكاني خاص، إذ زوايا و مستويات القراءة تختلف باختلاف الآليات القراءاتية، و زواية نظر القارئ التي يتناول من خلالها الخطاب بحسب عتبة تقبله للخطاب من عدمه، و بذلك فالقراءة هي الخيط الرابط بين بنيتي القارئ/المستقبل و الكاتب/المرسل، و تبقى القراءة ميزان التفاعل الوظيفي لتحقيق التوافق حول جودة الخطاب و قدرته الإقناعية، التي تحقق مثاليتها لدى الكاتب قبل القارئ حين نسجه لخطابه و إدراك قيمته الجوهرية قبل المظهرية.
و هذا ما ذهب إليه كافكا حين خلص إلى كون كتابته تتوفر على كاتب/قارئ مثالي يمنح الخطاب تأشيرة القبول الإقناعية بعد الإنتهاء من صياغته مباشرة، دون إعطاء أهمية لانطباعات جمهور القراء فيما بعد، ما دام الكاتب القارئ في شخص الكاتب أنتج و بصم على جودة كتابته أولا و أخيرا حسب.
فيما يرى اللناقد الفرنسي رولان بارت، أن القراءة لا تتقيد بمرجعيات تقييمية خاصة أو ضوابط محددة تقيد آليات إدراك جوهر الخطاب، إذ حسب الناقد فزوايا القراءة و ظروفها تختلف حسب الزمان، المكان، الاستعداد و كذا مستويات القراءة التي تختلف بالضرورة من قارئ لآخر.
فرولان بارت هنا لعب دور المتلصص=voyeurisme، حين يعري النص من كل غطاء تقييمي و تأطير رقابي، من خلال كشف عورة الخطاب و إزاحة كل ستار يحول دون إدراك جوهره الذي لا يتأتى إلا من خلال تحريره من كل القيود المغيقة للقراءة.
و الناقد الحقيقي هنا يدرك الغاية السليمة لتقييم النص و البصم على جودته من خلال تجرده من دوره الرقابي قراءة لبلوغ حلاوة الخطاب كي تتحقق لديه نشوة القراءة=le plaisir de la lecture.
يتبع..
عبدو الكسيري الكوشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق