الاثنين، 18 يناير 2016

قراءات في دفتر الجنون 78 / عيون العشب / الأديب عباس باني المالكي / العراق


قراءات في دفتر الجنون ....78
( عيون العشب)
لا أتهرب من الموعد الأخير من النار ، وأنا قد رميت كل أوراق ضجري، إلى احتراق صحو جنوني عند حافات هزائم الطيور في غابات تنتمي إلى فردوس المشتعل بالروح ....
أرمي سؤالي:- هل أن جنوني ... أني أدمنت النظر إلى السماء قبل أن يسقط قوس قزح من مطر كفيها ...
وهل كانت الشواطئ الممتدة من جرحي إلى الموج الغارق في مساء التيه ، عن مركز الأحلام الناهضة من تباشير المدن، التي كانت همس الدفء فيها حوافر سمعنا المؤجل إلى الهاتف الغرق بضجيج نافورات غاسلة وجه الصباح ،بالخروج من حلم العصافير حين تشيخ الأشجار الواقفة عن انتصاف الذبول ..
عندما كنا نكتب ملاحما ، بعيدعن هواجس المكان الذي كنا نرتديه في مألوف أجسادنا عندما تؤشر الذكريات إلى وجع مدفون تحت جلودنا ...
قد تباعدت نقاط التوحد المحفورة في هواجسنا، وصار جرح المسافات يمر علينا ونحن نؤشر عزاءنا باستحالة لقائنا بذرات الأبد ...
ها نحن نفقد الليل والقمر ...نفقد البحر والنهار وظلت سفننا بلا هوية الانتماء عند شواطئ يسكنها قرصان الحجر المسنن بالحافات الحادة للخراب ...
تضيع منا لحظات تلوين الوقت بحضورنا معا في عربة البحيرة الدائرة حول همسنا
لن تعودي وتري عيون العشب الذي يرمي الضوء على قدمك، وأنت توحدين خطواتك مع المجهول ، بعيد عن حدائق مازالت مستيقظة على حلمنا الممهور بوجع الفراق لنبض الأماكن التي لن نعود إليها أبدا ....
تباعدت خطواتنا فتحولت المسافات ،إلى تراب يجذب أقدامنا إلى التيه ، بعيد عن لحظة الأمان
فلم تعد الروح نداء التلاصق في خلوة زرقة السماء ،بل أصبح الوجع نبضا في جسد المكان ..
نبدأ نؤرخ تاريخ الأمس لانتهاء دفاتر الذاكرة من حضور الغد ، ويتحول الفراق إلى وطن الهواجس خارج جمهوريات عشق الأبد...
تعالي قبل أن تضيع جغرافية روحنا ..فبعدها لن نستطيع أن نستدل على خرائط مشاعرنا الكامنة في ثنايا ذاتنا العاشقة لبعضنا أبدا.... أبدا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق