الاثنين، 18 يناير 2016

مقال / الأديبة رسمية طه / أمثال شعبية / سورية



====بسمة الصباح=====
------------الامثال الشعبية------
قد تنتهي حياة الانسان بموته ولكنه يترك ارثا للاجيال القادمة تساعده على الاستمرارية في الحياة سواء كان هذا الارث ماديا او معنويا فدورة الحياة وتواصل اجيالها تخضع لقانون علاقة السلف بالخلف وطبعا الخطر يكمن في تلك العلاقة وكيفية تنظيمها وكيفية التعامل بها لانها السبب الاساسي في التناحر بين الاشخاص وبين المجتمعات نفسها نظرا للمراجع الارثية التي ينطلق منها الفرد او المجتمع ولن ادخل في مواضيع دينية او سياسية للتأكيد على ما اشير اليه وسأكتفي بالغوص في بعض الامثال الشعبية التي تعتبر موروثا هاما في حياتنا والتي حملناها جيلا وراء جيل دون ان نقف على تفكيك طلا مسها واسرارها لمعرفة فحواها وفوائدها من كل النواحي خاصة وان لكل شيئ في الدنيا مزاياه واثاره الايجابية او السلبية والمجتمع الفاضل باشخاصه المدركين لمعنى التطور الاجتماعي والحضاري هم الذين يدحضون كل شيئ وفقا لنسبة ضرره على الحياة الاجتماعية بعكس اتجاهنا الشرقي الذي يأخذ الامور من باب العاطفة الجياشة والتي تعتبر في بعض الاحيان هي العقل النابض لكل امر حتى وصلنا الى نهاية ا لمهالك –
فلنرحل سويا الى بعض الامثال الشعبية والتي اراهامدمرة قاتلة كالسم البطيئ الذي يجري في الشريان ليؤدي بالموت المحقق فهناك ومنذ طفولتنا ونحن نسمع شعارا ارثيا يصرخ بالدنيا <<أنا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب >>>>--رائع ذاك التكاتف ورائعة تلك المشاعر وجميل ذلك التعاضد ولكن التعصب شيئ فظيع وكريه ومدمر وبتلك المقولة نحفز التعصب الاعمى والجهل الاكبر وندفع بالافراد الى الالتحاف برداء الباطل لان الحق هو الاحق باتباعه فقد يكون الاخ وابن العم على شفى حفرة من نار ورسولنا الكريم قال انصر أخاك ظالما او مظلوما وطبعا نصرة الظالم بابعاده عن مكامن الظلم----فكيف نساوي ونوازن بين قول محمد ص الذي يسطر قانونا للحياة في ضرورة الخروج من نافذة التقوقع الى فضاء رحب قائم على احقاق الحق ضد اي شخص كان وبين ذاك المثل الذي يحث في مضمونه على التفتت والخراب والدمار من خلا ل زرع التعصب للقريب او للمذهب او لاي فكرة نرتبط بها عاطفيا –سم يجري في عبارة براقة في مظهرها محبة وفي باطنها تعصب والتعصب من اثقل واقوى الاسلحة للفتك باي مجتمع وللقضاء على كل انواع المحبة –
هذا مثل من امثال عدة لم نفكر بمدى سلبيتها او ايجابيتها على الحياة العامة ولم ندرك مدى الخطورة حين ورتنا هذا عن الاجداد وحملناه لنورثه الى الاخرين –رداء الماضي ومستعمر ننقله جيلا وراء جيل دون امعان ودراية بما نحمله ونسوقه للحياة وطبعا هناك العديد من الامثال الموروثة والتي اصبحت قانونا مدمرا ومنافيا حتى لتعاليم الدين ولكن لا يتسع المجال لذكرها –لذلك يا إبن ادم اعقل الارث ولا تقبع بستار الماضي دون تفكر واحمل من الارث ما يشد المستقبل الى العلا وهناك العديد من الامثال الجيدة التي تبني ولا تهدم
------------صباح رداد الاجداد-----------
-------------المحامية رسمية رفيق طه--------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق