الجمعة، 8 يناير 2016

نص / الأديب قاسم وداي الربيعي / البحث عن بو _ آبي / العراق



البحث عن بو – آبي (شبعاد) *
(1)
الضفة الأخرى لقامة المدن
يسكن الجسد بين قرابين الألوان
شبعاد سيرة الفساتين الحمر والفراشات
بأقدام ملساء تجتاز وجعي الساكن فيها
تهرب بأجنحتها كالمراوح تثير العطر
بحثي عنها بين شوارع قصية
أُنادي نبيذها الراحل بجسدي
تصمت ويغشيني الاحتراق
(2)
إني القتيلُ بها
حكايتي نجما أحاكيه .
ألقي وجهي في طرقاتها
ارتدي قمصان الحقول ، وأغني
فيأتِ الصدى كركرات ودبابيس
(3)
ماذا يقول خصركِ إذا اشتد صهيل الأجراس
وخريف موحش يرافقني
يداي تبحثُ بين معاصم العشب
تئن وليس من مجيب
(4)
قولي ولو بهمس الخوف
أين تختبئ ألألوان
هي عالقة بين ممرات اللحم
على هيئة عيون
(5)
أنتِ هُنا
كما الساعة على الجدارِ
تــك ، تــك ، تــك
فتستيقظ بحيراتي
وأزداد انتظار
(6)
كثيرة هي الوجوه
لكنهــا مركب في بحرِ سومر
تأتيني مثل غصن يأوي أجنحتي
تجمعني بأصابعها من زاويةِ الموقد
عاشقا ، تؤنســـه تعويذة الأفخاذ
(7)
أيا أنا ، أدمنت الاحتمال والرجوع
أشبه بأكياس الرمل المتراصة
يحشو دفاتري الرصاص
بعيد أجمع بعضي
من أفواهٍ تتثائب وتلتهم الإسفلت
(8)
أحلامي غير ناضجة
وكيف تنضج والنهر مُتهم بالخطيئة
ولن تنضج
ولن تنضج
..
..
ومزاميرنـــــا محـــض ضجيج
(9)
وأنتِ أي فساتين الكون ترتدين
الجميع يشعل الشمع
إلا أنا يضج موقدي بالقصائــــدِ
أين المأوى وهذا الجبل
مُنهك كثوب العنكبوت
(10)
عيون تتابعني محمرة الألواح
تشق الجدار وتثقب صدري
وأنا محضُ ساق ميتة
مهمــــا نزل المطر فهي ملتقى السراب
(11)
حين يخرج البرد من بين الأصابع
ونحنُ نجتمع لصنعِ السعادة في محطاتِ ملتقانا
سنُغني أغنية المداخن ونزيل قناع الخوف والتردد ،
نعدو بين الأيام
نجمع حبات التمني ونهشم ماض كسيحا
رسائلنا الوردية ، أبجدياتنا ، وهل من جديدٍ يرافق مبخرتنا
هُنا مواعيد وترقب وعيون مشدودة لفصلٍ هائـــــم

.................. قاسم وداي الربيعي......بغداد \ 2016.......
_________________________________________________

* شبعــــــاد .... سيدة الحلي والزينة....أقترن أسم هذه الملكة بشهرة واسعة ، ولم تحض أي امرأة سومرية بهذه الشهرة ، لقد كانت على ما يبدو تتمتع بذوق رفيع باختيار الأدوات الدقيقة الصنع التي صنعها لها فنانون مهتمون بهذه الصناعة الذهبية والأحجار الثمينة الأخرى، وهذا يكشف لنا عن المستوى الفني الذي وصل اليه هؤلاء الفنانون في عصر السلالة السومرية الثانية ونهاية العصر السومري الحديث، والقسم الأكبر من القبور والتي وجدت فيه النفائس ترجع إلى بداية عصر فجر السلالات الثالث،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق