كانَ ذلكَ في أَخَرَةٍ من عام 2000 ، وقد جَمعناعمَلٌ أسقَطَ ما بيننا من
كُلفَةٍ .. هيَ فوقَ العشرين والحياةُ منها على سَفحٍ ، فهيَ تتشَوَّفُ إلى
الصعود ، وأنا فوقَ الأربعين ، وكلُّ آتٍ من خطوي تَحَدُّر وهبوط .
ولم يمنعها ذلك ، مع جمالها الذي يومض وميض الألماس ويبسَمُ مبسَمَ الورد ، من أن تأتيَني عن يميني ، فإذا أدرتُ وجهي - وما عن جفاءٍ أفعَل أو نُكرانٍ لحضرَة الجمال ، ولكنني كنتُ أنشُدُ من نفسي أن تكونَ آيَةً في العِفَّة ، في حين كونِها هيَ آيَةً في البهاء - أتَتني عن يساري ، وراحت تارَةً تقول بصوتٍ يعرفُ كيف يتسَرًّب إلى المُهَج ويُخالطُ وجيبَ القلوب :
أستاذ محمد ، ألا تكتُبُ فيَّ شعرًا ؟ ألستَ بالشَّاعر ؟
وتارَةً أخرى تقولُ :
أما ترَى فيَّ من السِّمات ما يبعَثُكَ على أن تقرِضَ فيَّ الشِّعر ؟
كلا إن ذلكَ أمرٌ إغفالُهُ فوقَ الطاقة ، ولا يَسَعُ أحدًا أن يلجِمَ ذلك الطوفان من السِّحر ؛ فَليَكُن لها مني ما تُريد ، أو فليكُن لها ما كنتُ حَريًّا بإرادتِه ، ما لم يكُن حافِزٌ على أن أريد ، وقد كانَ ، فكانت هذه الأبيات التي تلَقَّتها فراحت تُهَلِّلُ
و تتوَثَّبُ توثُّب الطِّفلَةٍ في يوم عيدٍ ، وقد جرى الدمُ في وجنتيها وترَقرَقَ البِشرُ في مُحَيَّاها ووَبصَت عيناها بوميض الحبور :
كَيـْــــــفَ أرجــو نُبُـــــوَّهُ عَـن يَقيـــني
لاعِـــــجٌ أنــْـــتِ وَقْـــــدُهُ وشُجــونِــي
كُـلَّمـــا رُضْتُ مــارِجًا مِـنــْـــهُ مـاجَتْ
سَـورَةُ الشَّـوْقِ جَــذْوَةً مِـنْ جنــــونِ
أَو نَـزا القَلـــبُ لِلْــكَـــــرَى خِلتُ طَيْفًا
مِنـْـــكِ يَـجْتــَـاحُ مُستَـــرَاحَ الجفـــونِ
لاهِــــثٌ فــي سَرَارَةٍ الــوَجـدِ أسرَى
مِـنْ وَجيــــبِ الشَّقاءِ بَيْـــنَ الظُّنـُـونِ
واصِـلُ النَّــــوْحِ ضِلَّــــــةً أَنْ تَـغَيَّـــــــا
دائِمَ الــوَصْلِ في اضطِـرابِ الشُّئــونِ
بِئْسَما الحُسْنُ - عِفتُــهُ - كَيفَ أَوْرَى
وهْــــوَ رَاحُ النُّــهَى خَبــَــالَ العُيـــونِ
ما عَلَـيـْــنَا علَى الشَّقا لَــــو أَمَمْنَـــا
مَرْبَــــــعًا مِنـــْـــهُ مَرْتَــــعًا لِلْــفنــونِ
هَلْ عَليْنَــا عَلـى السُّرَى لَو قَبَسْنــا
صَيِّـــبَ النُّـــــورِ فـي فِجـاجِ الــحزونِ
هَـل علَينَــــا علَـى المَــضاضَةِ أَنَّــــا
نَنْهَــــلُ النَّــشْرَ مِن غِـرَاضِ الغُـضونِ
هَـــلْ عَـلَيـْـــنا غَضاضَةٌ لَـــوْ بـثَــثْــنا
بَـضَّ نَهْـــدَيْــكِ هَــمْهَــمَاتِ الـوَتيــنِ
ما علَينَــــا علَى الطَّوَى لَـــو ضَمَمْنَا
حَالِـــيَ الجَنيِ مِنْ رَطيــبِ الـغصونِ
ما عَلَيْنَــــا علَى الظَّمَى لَـــو رَشَفنا
رَيِّــــقَ الــــرَّاحِ مِـنْ رُضَابِ الـفُتـــونِ
مـا عَلَيْنَـــــا علَـى الجَفَـا لَـو أبَحنَـــا
هـَـــامَةَ الــوَجْدِ سَلسَبيـــلَ الـقُرونِ
يا مِهَــــادَ الجَمالِ في المَحْلِ شِمْـنا
- حيثُــــما عَزَّ - مِنــكِ وَكْــنَ الـوكونِ
صَاغَكِ اللهُ مِـنْ شَجَى كُـــلِّ قَلْــــبٍ
حَسبُـــكِ اللَّــــهُ مِـنْ نُـــزاءِ المُـجونِ
(محمد رشاد محمود)
ولم يمنعها ذلك ، مع جمالها الذي يومض وميض الألماس ويبسَمُ مبسَمَ الورد ، من أن تأتيَني عن يميني ، فإذا أدرتُ وجهي - وما عن جفاءٍ أفعَل أو نُكرانٍ لحضرَة الجمال ، ولكنني كنتُ أنشُدُ من نفسي أن تكونَ آيَةً في العِفَّة ، في حين كونِها هيَ آيَةً في البهاء - أتَتني عن يساري ، وراحت تارَةً تقول بصوتٍ يعرفُ كيف يتسَرًّب إلى المُهَج ويُخالطُ وجيبَ القلوب :
أستاذ محمد ، ألا تكتُبُ فيَّ شعرًا ؟ ألستَ بالشَّاعر ؟
وتارَةً أخرى تقولُ :
أما ترَى فيَّ من السِّمات ما يبعَثُكَ على أن تقرِضَ فيَّ الشِّعر ؟
كلا إن ذلكَ أمرٌ إغفالُهُ فوقَ الطاقة ، ولا يَسَعُ أحدًا أن يلجِمَ ذلك الطوفان من السِّحر ؛ فَليَكُن لها مني ما تُريد ، أو فليكُن لها ما كنتُ حَريًّا بإرادتِه ، ما لم يكُن حافِزٌ على أن أريد ، وقد كانَ ، فكانت هذه الأبيات التي تلَقَّتها فراحت تُهَلِّلُ
و تتوَثَّبُ توثُّب الطِّفلَةٍ في يوم عيدٍ ، وقد جرى الدمُ في وجنتيها وترَقرَقَ البِشرُ في مُحَيَّاها ووَبصَت عيناها بوميض الحبور :
كَيـْــــــفَ أرجــو نُبُـــــوَّهُ عَـن يَقيـــني
لاعِـــــجٌ أنــْـــتِ وَقْـــــدُهُ وشُجــونِــي
كُـلَّمـــا رُضْتُ مــارِجًا مِـنــْـــهُ مـاجَتْ
سَـورَةُ الشَّـوْقِ جَــذْوَةً مِـنْ جنــــونِ
أَو نَـزا القَلـــبُ لِلْــكَـــــرَى خِلتُ طَيْفًا
مِنـْـــكِ يَـجْتــَـاحُ مُستَـــرَاحَ الجفـــونِ
لاهِــــثٌ فــي سَرَارَةٍ الــوَجـدِ أسرَى
مِـنْ وَجيــــبِ الشَّقاءِ بَيْـــنَ الظُّنـُـونِ
واصِـلُ النَّــــوْحِ ضِلَّــــــةً أَنْ تَـغَيَّـــــــا
دائِمَ الــوَصْلِ في اضطِـرابِ الشُّئــونِ
بِئْسَما الحُسْنُ - عِفتُــهُ - كَيفَ أَوْرَى
وهْــــوَ رَاحُ النُّــهَى خَبــَــالَ العُيـــونِ
ما عَلَـيـْــنَا علَى الشَّقا لَــــو أَمَمْنَـــا
مَرْبَــــــعًا مِنـــْـــهُ مَرْتَــــعًا لِلْــفنــونِ
هَلْ عَليْنَــا عَلـى السُّرَى لَو قَبَسْنــا
صَيِّـــبَ النُّـــــورِ فـي فِجـاجِ الــحزونِ
هَـل علَينَــــا علَـى المَــضاضَةِ أَنَّــــا
نَنْهَــــلُ النَّــشْرَ مِن غِـرَاضِ الغُـضونِ
هَـــلْ عَـلَيـْـــنا غَضاضَةٌ لَـــوْ بـثَــثْــنا
بَـضَّ نَهْـــدَيْــكِ هَــمْهَــمَاتِ الـوَتيــنِ
ما علَينَــــا علَى الطَّوَى لَـــو ضَمَمْنَا
حَالِـــيَ الجَنيِ مِنْ رَطيــبِ الـغصونِ
ما عَلَيْنَــــا علَى الظَّمَى لَـــو رَشَفنا
رَيِّــــقَ الــــرَّاحِ مِـنْ رُضَابِ الـفُتـــونِ
مـا عَلَيْنَـــــا علَـى الجَفَـا لَـو أبَحنَـــا
هـَـــامَةَ الــوَجْدِ سَلسَبيـــلَ الـقُرونِ
يا مِهَــــادَ الجَمالِ في المَحْلِ شِمْـنا
- حيثُــــما عَزَّ - مِنــكِ وَكْــنَ الـوكونِ
صَاغَكِ اللهُ مِـنْ شَجَى كُـــلِّ قَلْــــبٍ
حَسبُـــكِ اللَّــــهُ مِـنْ نُـــزاءِ المُـجونِ
(محمد رشاد محمود)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق