الثلاثاء، 12 يناير 2016

قصة قصيرة / كي لا أذل / الأديبة منى الصراف / العراق



قصة قصيرة جدا
كي لا اذل
كان شابا متمردا على واقعه المعيشي .. ودائم الشكوى ! .. اما عائلتة كانت في احيانا كثيرة تطلق عليه الكثير من الالقاب من بينها المنشار ! او النار! او تلك المقبرة التي لا ترد ميتا!! ..
تعبوا من كثرة طلباته التي لا تنتهي وغطت على مدخولاتهم .. اما اصحابه كانوا من الاثرياء .. وهنا تكمن معاناة هذا الشاب .
اخبره والده يوما : ارجوك يا بني اجلس معي لدقائق كي تسمعني واسمعك وليكن بيننا حوارا حضاريا كما يقولون ..
انصت الشاب لوالده واخذ الوالد يسترسل معه .. اخبره ان المال احيانا كثيرة لا يجلب السعادة للاثرياء !
ضحك الشاب من قول ابيه واجابه بشيء من السخرية : وكيف ذلك بالله عليك يا ابي !؟
قال له : ان مال الاثرياء هو جواز مرور لتجاوز تعاستهم برفاهية ! .. ودائما تجدهم كلما زادت ثرواتهم زادوا جبنا وحرصا على تلك المكاسب !! ..
اما الفقير هو من يتمتع بالشجاعة واول من يحمل السلاح ليدافع عن الوطن .. ويلبي ندائك ان استنجدت به .. لانه بكل بساطة لا يخاف على شيء ! ..يمتلك الحب وروحه النقيه وثقته بكل الناس .. في حين تجد الاثرياء حتى هذه الثقه زالت فيما بينهم .
استمر الوالد بالحديث : يا بني لا تعاشر الاغنياء ارجوك ان سايرتهم بالانفاق قد يضرون بك وبنا .. وان انفقوا عليك ستذل يا ولدي .. والله ستذل .
وقف الشاب بعد ان سمع منبهات سيارات اصحابه عند الباب
وقال : ارجوك انت يا والدي زد لي مصروفي كي لا اذل !!!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق