الثلاثاء، 12 يناير 2016

نص / الأديب طارق العلي / دلني الطريق أيها الأعمى / العراق


دُلّني الطّريق ... أيّها الأعمى
1 ـ
الأعْمى الّذي يأخذُ بيدي
بصيرٌ جدًا
يقودني في أزّقةِ الخَشيةِ
وحينَ تتلكأُ قَدَمايّ
يُوشوشُ لي :
لاتحزنْ أنا خَلفكَ في كلِّ مرةٍ
يَخْطَأكَ قَدَرًا أمامكَ

2 ـ
بقَدَميهِ الّتي حفَظتْ تضاريسَ الطّريقِ
يُحَدّدُ لي الأعمى خُطُوط العرضِ والطّولِ
هُو يعتمدُ القلبَ ببوصلةٍ بصيرةٍ
وأنا أستعينُ ببوصلتينِ
على قلبٍ أعْمى

3 ـ
الأعْمى بصيرٌ ، والأعورُ كَرِيم العَينِ
هَكذا نُواسي المَجْروح
حينَ يبحثُ عَنْ ضِمادةٍ
بحجمِ نظرةٍ
لجرحٍ أعمق مِنْ قصورِ القَلب ،
والّذي يُكرمكَ بصفعةٍ على
نَفسِ الخدِّ
لأنهُ لايطولُ خَدّك المُقابلِ
بعينهِ القَاصِرة

4 ـ
أيّهما يُمْسِكُ بجادّةِ الطّريقِ ،
خِنْصِرٌ يدّعي أنّه لمُبصرٍ
أمْ كفُّ الأعمى الّتي تُنْهِرني
وأنا أميلُ على جانبٍ خاطيءٍ
فَيعْدَلَني بإشارةٍ مِنْ
قَدَميهِ

5 ـ
الغَيْظ
أنْ تَحسدَ الأعْمى
على نِعْمةِ السّمعِ
ولا تَغْتَبطَ لهُ عينيكِ الّتي
تُميزَ هسيسَ الشّفاهِ
وتقرأ مَحْوَ الكلماتِ في
سِخَامِ الوجوهِ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق