السبت، 23 يناير 2016

ق. ق / الاديبة منى الصراف / العراق /

قصة قصيرة
الواهمون
كل صباح يفتح ابواب ذلك المسرح العتيق، يسمع تصفيق الجمهور بعد ان يقفوا له على الاقدام اجلالا واكراما وحبا له ... يعتلي منصة المسرح بجسدة النحيل وخطوط وجهه العميقة اخترقت حتى العظام .. ينحني للجمهور بكل خشوع ويردد :- 
ايها الواهمون ! الحب بخيل ! والفرح مجرد عنوان !! واحلام ليست كما هي الاحلام .. تختلط برائحة التبغ والعفونه ... !! وتلك الحياة التي ما انفكت تنظر الينا بشراسة لتخبرنا اننا هالكون ولم امنحكم سوى الاساءة ولعبه بين خسارة وربح ... ! آهات .. اذلالات .. وجميع اسألتكم ستترك بدون اجابات ...! 
من وراء زجاج نوافذنا عرفنا ماهية الوجود حين يلطخ بالبياض !! عزة نفس.. اتزان.. عقائد اشياء اصابتنا بالسأم !! ماذا لو تلاشينا في الوحل حتى الراس !؟ ونكون كما انتِ يا حياة ! . ذهب كلكامش لاسطورة الخلود ..غبي لدرجة النمرود ...........
انحنى امام الجمهور مرة اخرى لكنه لم يسمع اي ضجيج وتصفيق غير صوت صاحب العمل الاجش ليخبره : اين انت يا حسان اجلب لنا تلك الرزم المرقمه من الملابس المستعمله في الجهة اليسرى من المسرح وانقلها لنا الى الشارع العام ....... 
نفذ حسان الامر لينتظر فجر صباح جديد يصعد به المسرح وحواره الذي ما انفكت ذاكرته المتعبه من نسيانه منذ ثلاثين عاما لتخبره كم كان عظيما وفنانا ...... !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق