قصة قصيرة بعنوان : (أ سيصير ؟؟؟؟؟) - الأستاذة سمية قرفادي
------------------------------------------------------------------
وبعيد مضي ذهل من الصبر، ها أنذا تجدني أمشي في دروب العزم الدؤوب، منتشية فوق أغصان الذكرى، التي صارت موقدا تتلظى نارها، تلهب أحشاء مخيلتي، تبقر دواخلها كي أستفرغ الصور.
البؤر هنا ... وهناك فقاعات تنهيداتي تملأ الملتحد. وها قد انزلقت رجلي فلم أعبأ بها ... ولن أشكو العثار، لذلك دهشتي ترافقني وحيرتي أختص بها دون الآخرين والأخريات، أما مشيتي فصارت لها هوية مياه شلال متدفقة من أعلى إلى أسفل أتدحرج.
ويا ترى لماذا اقتربت مني بعض سحب التي كانت مذ فترة وجيزة تقيم في أعالي السماء ؟؟؟؟
من كثرة استغرابي صارت عيناي متسعة البؤبؤ، الرياح المحملة بالحصيات هي الأخرى لم تحرك أثرا من جانبي، ولا سماع لهبوبها، أمام سور آيل للسقوط والكثير التصدعات، تحيط به نباتات عانت هي الأخرى من اليبوسة، لتهاجرها الخضورة واليناعة كل بسبب جحود المطر.
وقفت بجانب سنديانة متغلغلة جذورها في أعماق الأرض، وأمامي سروة يتيمة تساقطت كل وريقاتها.
يرتجف قماشي البرتقالي، المتجانس، ولون الشفق بحمرته القسطلانية نذير اختفاء الشمس في كبد السماء. وكأنني زهرة الأدريون تضطرب أوصالي مع دوران دمعي في بواطن عيني ويتناسل أنيني.
لأدرك مؤخرا أنني والأيام سواء نتشابه في واجهات الألم، يلوعني اشتياقي كسياط موخرة، فانضغط كعجين لم تكتمل خميرته.
واستفهمت المكتوب، والحذر لا يرد المقدور.
وعلى هوامش نفسيتي الحزينة وزمن احتضار الشمس، بدأت أردد أهزوجات تترجم عنوان جروحي.
وتزداد الدندنة ... والفتفتة ...
لا كتابة اليوم ...
حتى صور الشعر بكل تغريداته اضمحلت ..
وكيف صرت رفضانة لكل أشكال وألوان فساتيني ؟؟؟
بمعنى صومانة لكل جديد، وكل تغيير، كقطة مخادشة، لا أحسن الوداعة ولا اللطف، بحاجة ماسة للصراخ كي أسمع للكل، واقتنعت لماذا يصرخ الأطفال الصغار تمردا.
أيان يا إلهي تفتح لي أبواب الرجاء ؟؟؟
ويحرضني أساي على إصدار الزفرات التي اتخذت حلقي موطنا لها. أتقدم بخطوات إلى الأمام، أستحث الخطى، فجأة وجدت نفسي بين شواهد القبور، وتربة حمراء جذباء أمامي، أنا المدمنة على رشف الحروف، كيف صرت كارهة لها الآن ؟؟؟
تيهانة ... ويلفني الضياع، بل ضللت طريقي، المكان قفر وخال إلا مني وبضع الزائرين.
ويا للسماء !!!
حتى عنوان قبر أبي ضيعته !!!
ناديته !!! لكن وهل سيسمعني ؟؟؟؟
أبي ... أبي ... يا راقدا هناك تحت التراب !!!
أيا شهيدا للآلام ...
صابرا ... حنونا ... ويا مربيا جليلا، مشتاقة لأساريرك
لوعة حبي لك تجرفني نحو التمزق.
أ يصير يا أبتي أن أنسى دروب إقامتك وعنوان قبرك، والشاهد المرقون عليه اسمه في هذه المقبرة المهجورة ؟؟؟
وأجيب : مقبوح هو النسيان في حقك أبوتي.
لكن سرعان ما اعتنق لساني التريث، وأناي يناديني، لا للعجلة !!!
تريثي ... العجلة أسماها العرب "أم الندامة"
وصار لساني لحروفي أجود خزان. أداهن صبري وأهدهد آمال البحث عن قبر أبي.
واصلت المشي ... أسقي ذاتي بضباب الاحتمال، معتصمة وسط قرحات أشجان، وعروق قلبي ترشف الصبابات، وشراييني تهجع لذاتي شاكيات، وأحلامي غائمة في كنف التدبير.
وبقلق مثير للجدل، صرت أدفع ساقي للريح، عيناي شاردتان أبلع الحروف، بجمع شتات كلماتي وصبري لي أجمل سلحان.
الشواهد هنا ... هناك ...
نعم ... هذه امرأة وهذا قبرها ... ذلك قبر طفل صغير ... وذاك غريق ... وذينك قبر بدون شاهد .. لعله غريب، يؤكد قول الله عز وجل : "مَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".
لكن أكدت لنفسي بسؤال استنكاري :
- وهل دفن أبي بغير موطن الآباء والأجداد ؟؟؟؟
وبدأت أجدد مساءلة نفسي :
لماذا تعب هذه الحياة ؟؟؟
نكد ونجد ساعين العثور على أجود الإقامات، طغيان النرجسيات، تجديد العدوانيات، تضخيم الأنا الأعلى في هذه الدنيا اللعاعة والزائلة.
والدماء كيف تراق ولماذا ؟؟؟ والأبرياء الضحايا لماذا يقتلون ؟؟؟
حتى أنت "راحيل" يا اسما عابرا لجسور همزة الوصل، والقطع مرورا بالميم.
تحملين عهودا ودهورا أطباق الأمومة المثمرة بالصبر، والتحديات، المزدانة بالتنازلات والتضحيات فوق صدر الزمن تقيمين، وبخاتم العز تتحلين.
ولماذا هذا الإرهاب المقشط للهدوء صيرك ثكلى، الإرهاب العابر للقارات حول الخراب حومان كبوم خبيث.
وتراجيديا العالم تؤدي أدوارا للهلاك والدمار فوق خشبة مسرح الحياة المطلولة بالدماء القرمزية.
والخير لماذا اضمحل ؟؟؟؟
والشرور تناسلت، لأنها للشر خلفت، والشر قليله كثير.
وقفت على شاهد قبر أبي متسائلة :
أ سيصير لي موعد معك الآن في هذه الساعة المتأخرة من الزيارات.
فأجيب : نعم ... لقد صار ما رغبت به في هذا اليوم.
نعم لقد مر زمن يقدر بأزيد من ربع قرن، وأنا دائمة الزيارة لك، لكن ليس في هذا الوقت المتأخر، لعل شوقي الحارق هو الذي دفعني.
والتقيت بك ... هنا ... وهنا سنلتقي ما دمت حية ..
نعم !!!!
هنا ستصدح محبتي لك مغردة بموسيقى الأبوة السرمدية بين جدران نفسي وجدران هذا الكون الذي صار يضيق علي.
بعجيلى، وجدتني آخذ قنينة ماء لا تفارقني وصرت أسقي، وأغرس الأيس والريحان في صدر قبرك كما زرعت حنانك في قلبي.
وها أنا أخرج قنينة ماء الزهر، ألبخ تربة قبرك بها ... ثم شرعت بتشديب بقايا نبات شائك على الجوانب، وأنا أتشمم أبوتي تحت التراب الذي روته عبراتي النازفة.
قرأت آيات بينات من الذكر الحكيم، دعوت لك أبي بالمرحمة والغفران، وتوسلت لخالقي أن يمنحك مقاما مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. وبلهفتي المتصاعدة إليك، جلست ساعات قرب قبرك. خلت صدى صوتك يناديني، يدعوني الولوج للبيت مبكرة كعادتك ..
الصوت يتزايد ...
عودي ... عودي ...
فابنتك في انتظارك ... عوديها الحلم والأناة، جملي صباحياتها وأمسياتها بالحنان، ثابري على تربيتها.
سرعان ما طردت شرودي، وتضاءلت كل الأصوات إلا حشرجة زفراتي تلاحقني والتي فاض بها صدري.
بالرغم مما حصل لم أفزع ولم أخف.
تمنيت لو أحضرت وسادتي، وتمددت بجانبك أبي، كي تتضاءل لهفتي إليك، لأؤكد لأبوتي المغادرة أن أحاسيسي لا تقوى على التخلي عنك مهما طال الأمد.
لكن تجردت من كل حماقاتي، عدت من نفس طريقي، تتابعت خطواتي ... ومشيتي متلكئة كعليل هده المرض، ولا زال الحزن خانقي.
ويا هل ترى لماذا لم تتروض رئة أساي على تنفس المسرات ؟؟؟
كيف النوم حالمة التخلص من كل أحزاني ؟؟؟؟
لكن مناجاة روحينا ستظل ... ستبقى ...
كفاني حزنا ... من أمواج فراقك التي ابتلعتني فهل سيصير الخروج من زمن الضياع إلى صفحة الأزمان البيضاء مباحا ؟؟؟
عائدة أهركل ليشخص بصري للسماء.
رأيت روحك أبي نجمة سائرة تبحر في عباب الأعالي بين الكواكب .. هناك ... هناك ... تقيم بشعاع نورك المضيئ ترشد طريقي، شعلة مصباح، تربيتك الجليلة تصاحبني ونصائحك العظيمة تراقصني ومسؤولياتك التاريخية الزاخرة بالصبر تلمع لي رغم مرضك المزمن الذي صاحبك، غير شكاك ولا متأفف ولا متضجر، مشاح للدمع .. باني أبرجا قدسية للخير، واه على صبرك الجميل، والجسم السقيم.
لقد كان ضروريا أن يكون اللقاء الذي لم يخطئ موعدي مع أبوتي التي يستحيل تناسيها مع تناسل فتن الحياة.
أدركت عن بصيرة متفهمة أن فقدان أبوتي غسق يغتال أضواء فرحتي ويطفئ شموع استقراراتي.
لذلك لا زلت كتلك المناطق الواقعة في الجنوب القطبي الشمالي لا أشهد الربيع إلا عندما يناجيني طيفك كي أزور قبرك، عساي يزين يومي وغدي بندف أفراح.
------------------------------------------------------------------
وبعيد مضي ذهل من الصبر، ها أنذا تجدني أمشي في دروب العزم الدؤوب، منتشية فوق أغصان الذكرى، التي صارت موقدا تتلظى نارها، تلهب أحشاء مخيلتي، تبقر دواخلها كي أستفرغ الصور.
البؤر هنا ... وهناك فقاعات تنهيداتي تملأ الملتحد. وها قد انزلقت رجلي فلم أعبأ بها ... ولن أشكو العثار، لذلك دهشتي ترافقني وحيرتي أختص بها دون الآخرين والأخريات، أما مشيتي فصارت لها هوية مياه شلال متدفقة من أعلى إلى أسفل أتدحرج.
ويا ترى لماذا اقتربت مني بعض سحب التي كانت مذ فترة وجيزة تقيم في أعالي السماء ؟؟؟؟
من كثرة استغرابي صارت عيناي متسعة البؤبؤ، الرياح المحملة بالحصيات هي الأخرى لم تحرك أثرا من جانبي، ولا سماع لهبوبها، أمام سور آيل للسقوط والكثير التصدعات، تحيط به نباتات عانت هي الأخرى من اليبوسة، لتهاجرها الخضورة واليناعة كل بسبب جحود المطر.
وقفت بجانب سنديانة متغلغلة جذورها في أعماق الأرض، وأمامي سروة يتيمة تساقطت كل وريقاتها.
يرتجف قماشي البرتقالي، المتجانس، ولون الشفق بحمرته القسطلانية نذير اختفاء الشمس في كبد السماء. وكأنني زهرة الأدريون تضطرب أوصالي مع دوران دمعي في بواطن عيني ويتناسل أنيني.
لأدرك مؤخرا أنني والأيام سواء نتشابه في واجهات الألم، يلوعني اشتياقي كسياط موخرة، فانضغط كعجين لم تكتمل خميرته.
واستفهمت المكتوب، والحذر لا يرد المقدور.
وعلى هوامش نفسيتي الحزينة وزمن احتضار الشمس، بدأت أردد أهزوجات تترجم عنوان جروحي.
وتزداد الدندنة ... والفتفتة ...
لا كتابة اليوم ...
حتى صور الشعر بكل تغريداته اضمحلت ..
وكيف صرت رفضانة لكل أشكال وألوان فساتيني ؟؟؟
بمعنى صومانة لكل جديد، وكل تغيير، كقطة مخادشة، لا أحسن الوداعة ولا اللطف، بحاجة ماسة للصراخ كي أسمع للكل، واقتنعت لماذا يصرخ الأطفال الصغار تمردا.
أيان يا إلهي تفتح لي أبواب الرجاء ؟؟؟
ويحرضني أساي على إصدار الزفرات التي اتخذت حلقي موطنا لها. أتقدم بخطوات إلى الأمام، أستحث الخطى، فجأة وجدت نفسي بين شواهد القبور، وتربة حمراء جذباء أمامي، أنا المدمنة على رشف الحروف، كيف صرت كارهة لها الآن ؟؟؟
تيهانة ... ويلفني الضياع، بل ضللت طريقي، المكان قفر وخال إلا مني وبضع الزائرين.
ويا للسماء !!!
حتى عنوان قبر أبي ضيعته !!!
ناديته !!! لكن وهل سيسمعني ؟؟؟؟
أبي ... أبي ... يا راقدا هناك تحت التراب !!!
أيا شهيدا للآلام ...
صابرا ... حنونا ... ويا مربيا جليلا، مشتاقة لأساريرك
لوعة حبي لك تجرفني نحو التمزق.
أ يصير يا أبتي أن أنسى دروب إقامتك وعنوان قبرك، والشاهد المرقون عليه اسمه في هذه المقبرة المهجورة ؟؟؟
وأجيب : مقبوح هو النسيان في حقك أبوتي.
لكن سرعان ما اعتنق لساني التريث، وأناي يناديني، لا للعجلة !!!
تريثي ... العجلة أسماها العرب "أم الندامة"
وصار لساني لحروفي أجود خزان. أداهن صبري وأهدهد آمال البحث عن قبر أبي.
واصلت المشي ... أسقي ذاتي بضباب الاحتمال، معتصمة وسط قرحات أشجان، وعروق قلبي ترشف الصبابات، وشراييني تهجع لذاتي شاكيات، وأحلامي غائمة في كنف التدبير.
وبقلق مثير للجدل، صرت أدفع ساقي للريح، عيناي شاردتان أبلع الحروف، بجمع شتات كلماتي وصبري لي أجمل سلحان.
الشواهد هنا ... هناك ...
نعم ... هذه امرأة وهذا قبرها ... ذلك قبر طفل صغير ... وذاك غريق ... وذينك قبر بدون شاهد .. لعله غريب، يؤكد قول الله عز وجل : "مَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".
لكن أكدت لنفسي بسؤال استنكاري :
- وهل دفن أبي بغير موطن الآباء والأجداد ؟؟؟؟
وبدأت أجدد مساءلة نفسي :
لماذا تعب هذه الحياة ؟؟؟
نكد ونجد ساعين العثور على أجود الإقامات، طغيان النرجسيات، تجديد العدوانيات، تضخيم الأنا الأعلى في هذه الدنيا اللعاعة والزائلة.
والدماء كيف تراق ولماذا ؟؟؟ والأبرياء الضحايا لماذا يقتلون ؟؟؟
حتى أنت "راحيل" يا اسما عابرا لجسور همزة الوصل، والقطع مرورا بالميم.
تحملين عهودا ودهورا أطباق الأمومة المثمرة بالصبر، والتحديات، المزدانة بالتنازلات والتضحيات فوق صدر الزمن تقيمين، وبخاتم العز تتحلين.
ولماذا هذا الإرهاب المقشط للهدوء صيرك ثكلى، الإرهاب العابر للقارات حول الخراب حومان كبوم خبيث.
وتراجيديا العالم تؤدي أدوارا للهلاك والدمار فوق خشبة مسرح الحياة المطلولة بالدماء القرمزية.
والخير لماذا اضمحل ؟؟؟؟
والشرور تناسلت، لأنها للشر خلفت، والشر قليله كثير.
وقفت على شاهد قبر أبي متسائلة :
أ سيصير لي موعد معك الآن في هذه الساعة المتأخرة من الزيارات.
فأجيب : نعم ... لقد صار ما رغبت به في هذا اليوم.
نعم لقد مر زمن يقدر بأزيد من ربع قرن، وأنا دائمة الزيارة لك، لكن ليس في هذا الوقت المتأخر، لعل شوقي الحارق هو الذي دفعني.
والتقيت بك ... هنا ... وهنا سنلتقي ما دمت حية ..
نعم !!!!
هنا ستصدح محبتي لك مغردة بموسيقى الأبوة السرمدية بين جدران نفسي وجدران هذا الكون الذي صار يضيق علي.
بعجيلى، وجدتني آخذ قنينة ماء لا تفارقني وصرت أسقي، وأغرس الأيس والريحان في صدر قبرك كما زرعت حنانك في قلبي.
وها أنا أخرج قنينة ماء الزهر، ألبخ تربة قبرك بها ... ثم شرعت بتشديب بقايا نبات شائك على الجوانب، وأنا أتشمم أبوتي تحت التراب الذي روته عبراتي النازفة.
قرأت آيات بينات من الذكر الحكيم، دعوت لك أبي بالمرحمة والغفران، وتوسلت لخالقي أن يمنحك مقاما مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. وبلهفتي المتصاعدة إليك، جلست ساعات قرب قبرك. خلت صدى صوتك يناديني، يدعوني الولوج للبيت مبكرة كعادتك ..
الصوت يتزايد ...
عودي ... عودي ...
فابنتك في انتظارك ... عوديها الحلم والأناة، جملي صباحياتها وأمسياتها بالحنان، ثابري على تربيتها.
سرعان ما طردت شرودي، وتضاءلت كل الأصوات إلا حشرجة زفراتي تلاحقني والتي فاض بها صدري.
بالرغم مما حصل لم أفزع ولم أخف.
تمنيت لو أحضرت وسادتي، وتمددت بجانبك أبي، كي تتضاءل لهفتي إليك، لأؤكد لأبوتي المغادرة أن أحاسيسي لا تقوى على التخلي عنك مهما طال الأمد.
لكن تجردت من كل حماقاتي، عدت من نفس طريقي، تتابعت خطواتي ... ومشيتي متلكئة كعليل هده المرض، ولا زال الحزن خانقي.
ويا هل ترى لماذا لم تتروض رئة أساي على تنفس المسرات ؟؟؟
كيف النوم حالمة التخلص من كل أحزاني ؟؟؟؟
لكن مناجاة روحينا ستظل ... ستبقى ...
كفاني حزنا ... من أمواج فراقك التي ابتلعتني فهل سيصير الخروج من زمن الضياع إلى صفحة الأزمان البيضاء مباحا ؟؟؟
عائدة أهركل ليشخص بصري للسماء.
رأيت روحك أبي نجمة سائرة تبحر في عباب الأعالي بين الكواكب .. هناك ... هناك ... تقيم بشعاع نورك المضيئ ترشد طريقي، شعلة مصباح، تربيتك الجليلة تصاحبني ونصائحك العظيمة تراقصني ومسؤولياتك التاريخية الزاخرة بالصبر تلمع لي رغم مرضك المزمن الذي صاحبك، غير شكاك ولا متأفف ولا متضجر، مشاح للدمع .. باني أبرجا قدسية للخير، واه على صبرك الجميل، والجسم السقيم.
لقد كان ضروريا أن يكون اللقاء الذي لم يخطئ موعدي مع أبوتي التي يستحيل تناسيها مع تناسل فتن الحياة.
أدركت عن بصيرة متفهمة أن فقدان أبوتي غسق يغتال أضواء فرحتي ويطفئ شموع استقراراتي.
لذلك لا زلت كتلك المناطق الواقعة في الجنوب القطبي الشمالي لا أشهد الربيع إلا عندما يناجيني طيفك كي أزور قبرك، عساي يزين يومي وغدي بندف أفراح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق