اللا إستقرار وأثره في بناء مجتمعٍ شاعر..
من الضروري بدايةً الإعتراف بأنّنا أمام جيل مبدع شعريّاً بامتياز وأنّ هذا الجيل ربّما سيتجاوز ما انتجته الأجيال السابقة كمّاً ونوعاً بكل ما له علاقةٌ بالتعبير الإبداعي الذي ينطلق من العاطفة ملهماً ويستقي من الخيال نبعاً بوشيجة لا يمكن التفريق بين عناصرها .
وهذا هو الجانب المشرق والمُتحدّث عنه بزهوٍ وبفخرٍ كثيراً لكن..
النسق المضمر الآخر بهذا الطرح والمظلم والمسكوت عنه بمرارة أننا أمام جيل انفعالي وفقير عقلياً وهذا يؤشّر بجدارة الى أننا أمام مجتمعٍ مفكك وربّما أكون متفائلاً أكثر لو قلت بأنّه مجتمعٌ غيرُ مستقر.
وهذا اللا إستقرار هو البُنية المنطقية الرئيسية ولا أقول الوحيدة هنا في بروز ظاهرة الشعراء وكثرتهم .
ومن خلال ما سبق سنحاول الإجابة عن السؤال المحوري التالي ..
ما علاقةُ الشعر بعدم الإستقرار؟
هنا يجبُ أن نستحضر أمرين مهمّين في محاولة رسمِ هندسةٍ منطقية لما ستؤول نحوه نتيجة البرهان وغايته
الأمرُ الأوّل..
في المجتمع المفكك تظهر العاطفة كبنية مركزية في دائرةٍ لا واعية
تاخذُ أبعادها من الخيال كعنصر فوقي ولهذا فهو نقطة اللاوعي الأولى بين الحقيقة وبين عدمها ولهذا يكون المجتمع الشاعر في لحظة هروبٍ دائمة وإنهزامٍ تام نحو نقطة اللاوعي تلك..لانّه يحاول سحبَ بنية غير مستقرّة الى دائرةٍ غير مستقرة المركز كما أسلفت لتكون دليلاً لها أو عليها في تطوّر عناصر اللاوعي ونموها
عاطفة|لغة|=خيال |لغة|.
الأمرُ الثاني ..
عمل العاطفة عمل تجزيئي لا يبحث عن كُليّةٍ منطقية أو إحلال قاعدةٍ عقلية لانها لا تنهض (بكثيرمن الحذر) الّا في هذه الجزئيات وهذا التجزيء وهذا معناه ان التربة الخصبة لتلك العاطفة في المجتمع غير المستقرّ فالإستقرار يعني حضوراً عقليّاً مكثّفاً لا يكون الشعر هو المعبّر الأسمى عنه ضرورةً.
ويمكننا بلا حذر تعميم هذين الامرين في تفسير جل التراث الشعري العربي ويمكننا أيضاً تفسير أنماط السلوك المتضاد بين افراد المجموعة الواحدة فكلّ منهم ينطلق من الخيال -اللا وعي- في عملية انتاج وعيه الواقعي الخاص ومن هنا يمكنني أن اتصوّر آلاف الشعراء وربّما أكثر لكن لا يمكنني قول الشيء نفسه في بروز فيلسوف واحد أو منطقيٍ واحد لان العقل يبحث عن كلّيّاتٍ منطقية يُحاول الربط بين جزئياتها وأجزائها والعاطفة تتموضع في تلك الجزئيات وتكرّر نفسها بها مستعينةً بحضور الخيال وغياب العقل.
---صلاح النبهاني---
من الضروري بدايةً الإعتراف بأنّنا أمام جيل مبدع شعريّاً بامتياز وأنّ هذا الجيل ربّما سيتجاوز ما انتجته الأجيال السابقة كمّاً ونوعاً بكل ما له علاقةٌ بالتعبير الإبداعي الذي ينطلق من العاطفة ملهماً ويستقي من الخيال نبعاً بوشيجة لا يمكن التفريق بين عناصرها .
وهذا هو الجانب المشرق والمُتحدّث عنه بزهوٍ وبفخرٍ كثيراً لكن..
النسق المضمر الآخر بهذا الطرح والمظلم والمسكوت عنه بمرارة أننا أمام جيل انفعالي وفقير عقلياً وهذا يؤشّر بجدارة الى أننا أمام مجتمعٍ مفكك وربّما أكون متفائلاً أكثر لو قلت بأنّه مجتمعٌ غيرُ مستقر.
وهذا اللا إستقرار هو البُنية المنطقية الرئيسية ولا أقول الوحيدة هنا في بروز ظاهرة الشعراء وكثرتهم .
ومن خلال ما سبق سنحاول الإجابة عن السؤال المحوري التالي ..
ما علاقةُ الشعر بعدم الإستقرار؟
هنا يجبُ أن نستحضر أمرين مهمّين في محاولة رسمِ هندسةٍ منطقية لما ستؤول نحوه نتيجة البرهان وغايته
الأمرُ الأوّل..
في المجتمع المفكك تظهر العاطفة كبنية مركزية في دائرةٍ لا واعية
تاخذُ أبعادها من الخيال كعنصر فوقي ولهذا فهو نقطة اللاوعي الأولى بين الحقيقة وبين عدمها ولهذا يكون المجتمع الشاعر في لحظة هروبٍ دائمة وإنهزامٍ تام نحو نقطة اللاوعي تلك..لانّه يحاول سحبَ بنية غير مستقرّة الى دائرةٍ غير مستقرة المركز كما أسلفت لتكون دليلاً لها أو عليها في تطوّر عناصر اللاوعي ونموها
عاطفة|لغة|=خيال |لغة|.
الأمرُ الثاني ..
عمل العاطفة عمل تجزيئي لا يبحث عن كُليّةٍ منطقية أو إحلال قاعدةٍ عقلية لانها لا تنهض (بكثيرمن الحذر) الّا في هذه الجزئيات وهذا التجزيء وهذا معناه ان التربة الخصبة لتلك العاطفة في المجتمع غير المستقرّ فالإستقرار يعني حضوراً عقليّاً مكثّفاً لا يكون الشعر هو المعبّر الأسمى عنه ضرورةً.
ويمكننا بلا حذر تعميم هذين الامرين في تفسير جل التراث الشعري العربي ويمكننا أيضاً تفسير أنماط السلوك المتضاد بين افراد المجموعة الواحدة فكلّ منهم ينطلق من الخيال -اللا وعي- في عملية انتاج وعيه الواقعي الخاص ومن هنا يمكنني أن اتصوّر آلاف الشعراء وربّما أكثر لكن لا يمكنني قول الشيء نفسه في بروز فيلسوف واحد أو منطقيٍ واحد لان العقل يبحث عن كلّيّاتٍ منطقية يُحاول الربط بين جزئياتها وأجزائها والعاطفة تتموضع في تلك الجزئيات وتكرّر نفسها بها مستعينةً بحضور الخيال وغياب العقل.
---صلاح النبهاني---
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق