الثلاثاء، 5 يناير 2016

دراسة نقدية /السيمولوجيا / الأديب جاسم آل حمد الجياشي / العراق




اضاءات/ السيميولجي /منهج ومصطلحات -1
...................جاسم ال حمد الجياشي..
يعد المنهج السيميولجي من الناحية التاريخية مراققا من حيث العامل الزمني للبنيوية ولتسليط بعض الضوء عليه لابد لنا من الاشارة الى مسألة مهمة وهي ان هذا المنهج تعددت المصطلحات فيه لكثرة
المصادر الثقافية التي اطلقت المفردات الدالة ابتداء من تسميته العلمية .هناك من كان يتبع مدرسة
جنيف من الناطقين باللغة الفرنسية والذي كان يتزعم هذه المدرسة هو(دي سوسير) حيث اطلقوا هؤلاء على هذا المنهج مصطلح السيميولوجيا.. بينما نجد من كانوا يتبعون تقاليد(شارل بيرس)
وهم من الناطقين باللغة الانجلوسكسونية يطلقون عليه سيميوتيك..اما النقاد والدارسين العرب فهم
كانوا ومازالوا يتوزعون بين ثلاث توجهات فبعضهم يميل لمصطلح سيميولجيا وله مبراراته في ذلك
للتقرب من الفكر النقدي الحديث لصناعة مصطلحاته طبقا للتقاليد العربية بما يسمح بالتواصل العلمي وبيئاتها العلمية.ومنهم من يميل للمصطلحات الانجلوسكسونية فيفضل مصطلح سيميوطيقا كونها
تمضي على نفس نسق التعريب السائد كما انتقلت كلمات ومصطلحات البيوطيقا وغيرها ...
والتوجه الثالث فيمضي للبحث بين التراث العربي عن مفردات تؤدي وبشكل تقريبي للدلالة
اللغوية المراد الوصول لها في العلوم الحديثة وهذا الاتجاه يقع على السيمياء ويشتق منها السيمائية
مع ان السيمياء كانت تقترن في الادب العربي بالروحانية ةالسحروما الى ذلك مما يبعده عن
الاطر المعرفية..مع ذلك نجد ان مجموعة كبيرة من النقاد استقروا على مصطلح (سيمياء)
................................ اضاءات/ السيميولجي/ منهج ومصطلحات..2
....................................................
في حلقتنا هذه من اضاءات سنذهب قليلا نحو ما ذهب اليه (دي سوسير) وما ذهب نحوه (شارل بيرس) وما وضعاه من اشارات سيميولجويه حيث درس (دي سوسير) العلامات اللغوية ووضع لها خواص اساسية واعتبرها منضوية الى منظومة أكبر هي العلامات بشكل عام فاعتبر الكلمة هي اشارة لفكر أولشيء فهي بذلك تكون قريبة من علامات اخرى كالسمع والبصر حيث هاتين الاخرتين تدلان على أشياء اخرى غير ذاتها. وذهب سوسير الى نظرة عامة نحو نظم العلاقات المختلفة يعد اللغة جزءا منها وخاضع لقوانينها ..بينما ذهب
(شارل بيرس) نحو تاسيس السيمولوجيا من خلال تحليل انواع العلاقات مهما اختلفت وتميزت بين مستواياتها المتعددة حيث حدد الفرق بين الاشارات المتجاورة مكانيا مثل اليد التي نشاهدها تشير
لشيء ما معتبرا انها اشارات لمجال من نوع خاص من العلامة تقوم
بين الدال والمدلول فيها علاقة التجاور المكاني وهي ذات طابع
بصري حيث يعتبر هنا ان العلاقة هنا بين الدال والمدلول هي علاقة ايقونية و(الايقونة) هنا تمتثل في الصورة الدالة على متصور مثل
قطرة المطر حين تشير للغيم او النبع حين يشير للنبع او غير ذلك
مما تحدده طبيعة العلاقة بين الدال والمدلول فيه على اساس
التشابه. والايقونة تشبه ما يشير اليه والعلاقة بينهما علاقة .

تخيلية فلن نستطيع فهم العلامة الايقونية ان لم نكن قد وعينا
مسبقا نظيرها المشابه لها ...........................................يتبع في العدد القادم...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق