مواقف مصيرية/ماجد جاغوب/أحياناً يجد الإنسان نفسه في مواقف لا يحسد عليها ويتوقف عليها مصير مستقبل حياته لو كان بالإمكان تسميتها حياة، والأمر قد يكون الضحية فيه الذكر أو الأنثى، وغالباً ما تكون الأنثى في مجتمعات تفتقر فيها إلى الحقوق في حدودها الدنيا وتحدث الوقائع عند ما تتم الخطبة التقليدية ويكون أحد الطرفين غير مقتنع بما اختاره له الأهل، ولكن لأسباب مختلفة قد تكون القرابة أو المصالح المالية أو المعنوية هي الدافع الخفي وراء إتمام الزواج وقد يكون الطرف المظلوم لا يحتمل البقاء في المكان نفسه الذي يوجد فيه من سيكون شريك العمر، دقائق معدودة ولنتصور نسبة نجاح مثل هذا الزواج وأي سعادة سينعم بها الطرفان والأكثر الطرف المغلوب على أمره . هناك حالات أخرى مثلاً عند وفاة الزوجة التي تكون لها أخت وإن لم تكن فإحدى الفتيات من الأقارب حتى لو كانت الفتاة لم تكمل ربيعها الثامن عشر وكان زوج الأخت أو زوج القريبة تجاوز الخمسين وبعد دفن الزوجة وقراءة الفاتحة على روحها يعلن الأب أمام الناس أنه تبرع للزوج الذي لم يمض على فقدانه شريكة عمره بشقيقتها أو قريبتها حسب المتوفر ويطلب من الحاضرين قراءة الفاتحة وربما يصطحب المأذون لكتابة عقد الزواج لإنهاء الأمر واصطحاب من كان زوج الأخت بالأمس للأخت الصغرى أو الكبرى أو ابنة العم حسب المتيسر من دون أن يعذب الأب نفسه بسؤال استفساري للفتاة عن رأيها، وهنا غالباً ما يقع الظلم على كاهل الأنثى، وأحياناً أخرى إذا كانت للزوجة المتوفاة شقيقة أكبر منها لم يحالفها الحظ بالزواج وفاتها قطار العرسان وتبرع بها الأب لزوج ابنته المتوفاة وربما يكون الزوج بنصف عمر الزوجة البديلة للمتوفاة، ولكن في لحظات الحزن واستنفار المشاعر يوقع الزوج أو والد الزوجة على عقد الزواج بعواطفه قبل قلمه وربما يترتب قضاء بقية العمر لأحد الطرفين وهو يعاني موقفاً كان مصيرياً بالنسبة له لأنه يبقى تحت وطأة المعاناة ما تبقى له، من العمر الذي وهبه إياه الخالق عز وجل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق