الأحد، 25 سبتمبر 2016

ملف خاص بموسوعة المبدعين العرب والانسانية جمعاء // للاديب المبدع أحمد العلي // العراق

لاسم : احمد العلي
التولد : ١٩٦٧
المحافظة: بابل
بكليورس قانون
بكلوريوس قانون

بدأت بالكتابة في بداية الثمانينات في مرحلة الدراسة الاعدادية ....اكتب القصيدة العمودية والتفعيلة وقصيدة النثر .
شاركت في العديد من المهرجانات الشعرية في تلك الفترة ثم تركت الكتابة لفترة ليست بالقصيرة ...عاودت الكتابة بعد سقوط النظام ونشرت العديد من النصوص في الصحف الورقية والالكترونية و حصلت على المركز الاول في اكثر المسابقات التي شاركت فيها .
لي مجموعة شعرية قيد الطبع بعنوان ( تراتيل الفراغ) ومجموعة شعرية مشتركة مع شعراء عراقيين وعرب  بعنوان ( بوح ادرد) قيد الطبع ايضا ...
ولدي مجموعة شعرية مخطوطة جاهزة للطبع في وقت لاحق .
وهذه بعض النصوص:

عزفٌ على وتر الغياب
.........

ساوَمني ....
عطرُكِ المُندلقُ
من ملكوت ِ الهشيم ِ
على القلبِ المُراقِ كالرّملِ
وتضاريس َ العُمرِ المؤطرِ بالهذيان
فأشهرت ُ إذعاني
عندَ أبوابكِ الماسيّة
والمسافاتُ الشاخصةُ في فخّ الإنتظار ِ
مُدنٌ تتدَلّى من سلّة ِ التّقويم
تشتهي صَلبي مرّةً أُخرى
وأنا أشيخُ وحدي
أُرمّمُ أهازيجَ السّنابل
في حقلٍ تدوسهُ عيون ُ النّساء
وعيناي َ ثُقبان متجاوران
في نايٍ حزين
وأنتِ .....
خلعتِ عليّ ملامحَ القصَب
أتلقّفُ أخباركِ
تلكَ التّي بذرتِها خَطايا في الرّيح
وَيْحَ نفسي .....
أرهَقَها رصيف ُ الدّهشة ِ
والأحلامُ ريشٌ يتطايرُ
شهقةٌ تحتضرُ
والجّراحُ عاريةٌ كظلّ نخلةٍ
على رملِ المنافي
تموتُ كما تشاء

الشمس ُ لا تشرق ليلاً
................................................................

في وطني ....
يموتُ الأحرار
وينعم ُ بالحياة ِ الفاسدون َ والحمقى
في وطني .....
يُقادُ النّاسُ الى بحرٍ بلا قرار
فالأحياء ُ موتى والنّاجونَ غرقى
في وطني ....
يرقص ُ في ثمالةٍ
أشباهُ الرّجال ِ
على أنين ِ ثكلى
وهذي الدّماء الأنقى
في وطني .....
مَن أفتى بالقتلِ
يقومُ لصلاته ِ في خشوع ...؟!!
يُرتّلُ .....
" ماعندَ اللهِ خيرٌ وأبقى "
في وطني ....
وضوءُنا دمٌ
خُطانا مهزومةٌ
نشربُ كأس الرّدى
على موائد ِ الأسفار
وفي وقاحةٍ ندّعي الإنتصار
تبّاً لنا وسُحقا
في وطني ....
عُدنا بلا حياءٍ
لنعبُدَ الأوثان
نهدي لها النّذور
ونُزجي في محرابها صلاتنا
هياماً وعشقا
في وطني ....
رُبّما نسمعُ
نشيجَ البرايا
كُلٌّ لهُ وطنٌ تزيّنهُ الصّبايا
إلاّ أنا
لي وطنٌ يزفُّ الضّحايا
إلى منفى جديد
لا عجبَ أن يستريحَ راحلٌ
وصاحبُ الدّارِ يشقى
في وطني ....
ما زالت
ْ أحاديث ُ المُنى
جرحاً في ذاكرة ِ الأيّامِ
نموتُ ويبقى
نموتُ ويبقى

حوارية الحرب
...................................................

قالَ أحدُّ الموتى :
هذي الحربُ قد وضَعَتْ أوزارَها
فما بالُ الناجينَ لم يعودوا بعد ؟!!
قال آخر :
ربّما هُم الآن
يُحصونَ الثقوبَ
في أجساد أبنائِهم الغائبينَ
ربّما ....
يرصفونَ أواني الدّمعِ
للأمّهاتِ الثّكالى
بانتظارِ موعدٍ
تُحاكُ خيوطهُ
في زوايا المدافن
قالَ آخر :
أما ترى ...؟!!
إنّهم هناك ....
يحملونَ جثامينَ الأحياءِ
يسيرونَ بهم
إلى حربٍ أُخرى
هي الآن
على مرمى حجَر
فقالَ الشاعرُ :
فيمَ العجبُ ...؟!!
ألَسْنا في وطنٍ
أبناؤه من سلالة الموتى ...؟!

طُقوس البحر
.................................. ...................
خلَعتُ معطفَ الرّتابةِ
على شاطىٔ الذّهول
أهديتُ البحرَ أشرعتي
وعدتُّ ....
أُنَقّبُ في جرّة السّؤال
عن فتوى
أودَعَتْها الآلهةُ المخمورةُ
في الجّيب الخلفي
لمْ تَزل صالحةً للنّشرِ
على أرصفة الرّماد
تُلملمُ أشلائي المبعثرةَ
تُعيدُ ترتيب صلاة الجّنازة
على مقاساتٍ أكثر حداثةً
تُلائمُ الوقتَ المأفونَ
فتوى....
تُجيزُ صناعةَ الدّمعِ
من فحمٍ بَشَري
تحجَّرَ في الفراغ
يُدعى ....أنا
وقد عُدتُّ لسيرتي الأُولى
أُفتّشُ في أقبية الغثيانِ
عن تمائمَ باليةٍ
تُسرجُ ذاكرةَ اللّاجدوى
وقد كانت محضَ غُبارٍ
في مفازةٍ ...
تنوءُ بعتمةِ المسافةِ
وضجيجِ الموج
في بحرٍ لا قرارَ لهُ
يُدعى ...أنتِ

نبوءة الاحتضار
..............................
بلغتُ من العمرِ
أربعينَ طعنةً
ولازلتُ أتهجّى الرّماحَ
في خاصرتي
وأغصانُ الأمنياتِ
مُثقلةٌ بوعودٍ لاتجيء
أنهضُ من رمادي
المترعِ بخياناتٍ غزيرةٍ
مُصدّقاً لنبوءة الإحتضار
على رصيف الدّهشة
وأُدركُ بحاسّةِ الفقدِ
أنّ القلبَ يُرجَمُ بالنّسيان
والقُبَلَ تُرمّمُ فم الرّيح
وأنا أُمارسُ التغاضي
عن جَلدِ الذاكرة
بجريرةِ حُلمٍ
ليس ببعيدٍ عن سلّةِ المهملات

أحلامٌ مؤجّلة
..............................
كمعطفٍ مُبلّلٍ
أنفضُ رأسي المُثقلَ
بثمار الغيبوبة
وطقوس السِّحرِ
فأرى وجهكِ زهراً
تناثرَ على الوسادة
أخفضُ جناحَ النّشوةِ
وأنا ممتلئٌ بالكبتِ
وجوعِ السؤال
لي وجهٌ منزوعُ القسماتِ
في ظلّ نقائكِ
تأتين....
وفي جيبكِ مفاتيحُ مُدنٍ
لم تطأها عيون الخرائط
وقميصكِ معقودٌ على الخصرِ
يوقظُ أيائلَ الرّغبةِ
ورغوةُ النّعاسِ
تُجلسني في الظِلّ
فتمرقينَ من بين أصابعي
وأنا أغور في الرّملِ
أتبعُ نجماً شارداً
هوى للتوّ
على أثداء الأرض اليابسة
وكنتُ قد أوصيتُ الحرفَ
ألاّ تقصُصَ رؤياكَ
على نوافذ القُرى
فيقتادونكَ من شفتيكَ
متّهماً بأحلامٍ مؤجّلةٍ
وكلماتٍ أمّارةٍ بالعشقِ
في مملكة الأسلاف
وهم يطلبونَ رأسكَ
فلا ظلّ لكَ
بعد الان

القراءة النقدية البنيوية من قبل  الشاعر والناقد الاستاذ ثامر العساف لنصي (شحوب المعنى) له كل الشكر والتقدير مع الود.

قراءة ــ 1 ــ في (شحوب المعنى) لأحمد العلي.
لي الحق ّ كقارىء في اختيار منطلق قراءة من إحدى زوايا النص ّ التي تضغط على قراءتي كنقطة بدء لها إثارتها وإغراؤها أكثر من غيرها من نقاط الإنطلاق..سأسمـّي نقطتي ( البناء بالأفعال العنيفة ومخلـّفاتها) وسنلاحظ كل ّ فاعل في النص ّ ونحدّد مساحة الأفعال التي تبني مشهدية النص ّ..نبدأ بفاعل أوّل يعلـّق الحكمة العقيمة على حائط الكلمات.. وهذه الحكمة الواقعة تحت أثر مفعولية التعليق ستكون فاعلا ً بالترتيب الثاني لفعل نزف اللهاث العاري..سنراقب نبرة العنف في فعل تعليق الحكمة مقطوعة الأطراف وفعل نزف اللهاث..ونواصل مع الفاعل الثالث المتـّصف بالعنف قبل فعله الذي يحزّ رأس الترقـّب..مخلـّفات الأفعال الحاصلة هي(الحكمة مقطوعة الأطراف واللهاث العاري المنزوف ورأس الترقـّب المحزوز) عندما يشتغل النص ّ على مبدأ الإراءة المقصودة،فإن هذا المدخل سيؤثـّث مشهد الدخول المتخيـَّل (حائط الكلمات)ولا نحتاج إلى السؤال عن موقع الفاعل الأول، لأنه سيكون عند حائط الكلمات حيث يعلـّق الفاعل الثاني،ولكننا بحاجة لتخيـّل موقع الفاعل الثالث (شيطان الغواية)وقصدية حضوره الطارىء على المشهد..فاعلان رئيسيان لأفعال عنيفة حيث: 1 ــ الحدث هو (تعليق أطراف مقطوعة وحزّ رأس) 2 ــ المكان: يوتوبيا إفتراضية (حائط الكلمات)(لماذا حائط بعموديته؟)...3 ــ الزمان: الحاضر المباشر والماثل، مع حضور إشارة غائرة عن الماضي ترمز له (الحكمة العقيمة) وحضور إشارة عن المستقبل يرمز له(الترقـّب وحسن النوايا)..

قراءة ــ 2 ــ في (شحوب المعنى) لأحمد العلي..
مشهدية النص ّ تواصل العرض عبر لقطات مقطـّعة بمونتاج تعاقبي ّ...ونحن نتابع الأفعال العنيفة التي تبني فنلاحظ الفاعل الرابع يأتي مبتدا ً(شمس الغد الباهت) هل هناك عنف ما في هذا الفعل المتخيـَّل (شمس تقتات على أعذاق الصدق)؟ قلب لفعل الشمس الطبيعيّ،لأن ّكلّ الكائنات تقتات من الشمس في المألوف والمتعارف..ألأنها (شمس الغد الباهت)؟ فستكون كذلك، ثم ّ ماهذا التركيب: ( أعذاق الصدق) وهل تحتاج شمس لصدق في شكل أعذاق تقتاتها؟ هناك عنف تعبيري ّ في هذا التركيب الجامع بين حسية الأعذاق وذهنية مفهوم الصدق المجرّد..هناك في غائر الدلالة استخدام لهذه الشمس كعنصر إضاءة يساهم في تأثيث المشهد كعنصر تكوين لكنه باهت فهو ينير من جهة، ومن جهة أخرى سيفعل شيئا ً آخر يتعلـّق بتأثيث المشهد هو( ينثر مساحيق التجميل على وجه دبق)وهنا عنصران من عناصر البناء المشهدي ّ للقطات العارضة هما( الإنارة والمكياج) ولكن بالمخلـّفات والبواقي وبالفعل غير المتقن قصدا ً، وبفاعل منقلب على طبيعته ومن هنا مصدر نبرة العنف..وسنلاحظ الفاعل الخامس خارجا ً من مفعوليته كما حدث مع ( الحكمة عندما نزفت اللهاث العاري) فالوجه الدبق( خلع معطف الفضيلة)ونلاحظ أسلوب صياغة التراكيب على طريقة(مفردة حسية + مفهوم ذهني)..(حائط..أعذاق..
معطف) مفردات لفظية حسية يومية مع( الكلمات..الصدق..الفضيلة) سأسمـّيه عنف صياغة التراكيب عبر تضادّ(الحسيّ ــ الذهني ّ)

قراءة ــ 3 ــ في (شحوب المعنى) لأحمد العلي..
(رحى العهر) إعادة لأسلوب صياغة التراكيب على طريقة (مفردة حسية + مفهوم ذهني)ولكن بإيراد مقابل سلبي ّ على مستوى المعنى،فاللفظتان الذهنيتان(الصدق..الفضيلة) مفهومان أخلاقيان إيجابيان،وهنا(العهر)مفهوم أخلاقي ّ سلبي ّ يقابلهما بحدّة منصهرا ً بمفردة حسية عنيفة(رحى) والتركيب يشكـّل الفاعل السادس في النص ّ مع جملة (تفترش الحرف قربانا ً لشحوب المعنى)ونلاحظ أننا مساقون بالإراءة المقصودة إلى تصوّر فيه الإفتراش عملية ذبح تجري على الأرض بشكل أفقي ّ لتقابل بعنفها عمليتي حزّ الرأس وقطع الأطراف التي جرتا على عمودية حائط الكلمات..فهناك عنفان لغويان الأول عمودي ّ لتعليق جثة الحكمة والآخر أفقي ّ لافتراش الحرف قربانا ً..وواضحة هنا نبرة العنف المتدرّج الذي سرعان ما يمارس فعلا ً عنيفا ً آخر هو( تستغبث بهدنة) مع تحديد مكان الإجراء (بعيدا ً عن خرائط العناء ومخاض الجدوى) فهنا جريمتان عنيفتان الأولى هي ذبح اللغة(الحرف قربانا ً)والثانية محاولة تغطية الجريمة الأولى بالاستغاثة..إن (خرائط العناء)هي المعاناة الصادقة في فعل الكتابة الواعية التي تأتي عبر عملية تخطيط..وكذلك ( مخاض الجدوى)فالفعل الكتابي ّ فعل واع ٍ وله قصديته التي تقترب من الجدوى بآلام ولادة وجهد لتجاوز عسر الحضور..وافتراش الحرف قربانا ً لشحوب المعنى عملية بعيدة عن المعاناة في عملية الخلق والإبداع ومخاضاتها الموصلة للجدوى.

قراءة ــ 4 ــ في (شحوب المعنى) لأحمد العلي..
(وفي كلِّ مرّة)واو عاطفة وشبه جملة..عطف ما سيندرج إلى ما أ ُدرج وكأنه بحاجة لتكملة..شبه الجملة تعرض حالة تكرار حدث في أزمان مختلفة..العطف اللغوي ّ يقطع انسيابية اللقطات المعروضة للحظة،وتـُقال شيه الجملة بنيرة التعليق المنبـّهة لكسر إيهام المتلقـّي بالتصوّرات المتداخلة، وكأن ما سيندرج قفلة وحلّ للاحتدامات المعروضة،فالشخصية الرئيسة كانت تقود كلّ ماجرى من لقطات كفاعل(يلبس ثوب َ نبي ّ)فيؤدّي أدوارا ً بهذا الزي ّ وكأن معنى (كلّ مرّة) هو :(كلّ دور) فهو من علـّق الحكمة العقيمة على حائط الكلمات بعد أن قطـّع أطرافها،وهو من أدّى دور شيطان الغواية فحزّ رأس ترقـّب المتلقـّين بنواياهم الحسنة بما سيعرض على حائط الكلمات من نصوص اللغة، وهو صاحب الوجه الدبق الذي خلع معطف الفضيلة ليدير رحى العهر ويقدّم الحرف ضحية من أجل معنى شاحب، وهو من سيجسـّد دور المستغيث ليصرف الإنتباه عن الصدق والفضيلة والمعاناة والجدوى..وأخيرا ً سيصل لتأدية دوره التهائي ّ في حدث عبثي ّ عنيف أيضا ً، القاع معصوبا ً بالغفلة) سقوط البطل التراجيدي ّ في لقطة التهاية..ولا تخفى نبرة التهكـّم والسخرية على مصير هذا البطل السلبي ّ المدان على أفعاله حيث يسحب دلوا ً رمزيا ً من بئر متخيـَّل ليحصل على رمل اللاجدوى كنتيجة لا معقول

وهذا هو النص موضوع القراءة اعلاه بعنوان ( شحوبُ المعنى)

شُحوبُ المعنى
............................  .......................... ..

على حائطِ الكلماتِ
يُعَلِّقُ الحكمةَ العقيمةَ
مقطوعةَ الأطرافِ
تنزفُ اللهاثَ العاري
وشيطانُ الغواية ِ
يَـحزُّ رأسَ التّرَقّب ِ
وحُسنَ النّوايا
شمسُ الغدِ الباهتِ
تقتاتُ على أعذاقِ الصّدْقِ
تنثرُ مساحيقَ التّجميلِ
على وجه ٍ دَبِقٍ
خلعَ معطفَ الفضيلةِ
رحى العُهرِ
تفترشُ الحرفَ قُرباناً لشحوبِ المعنى
تستغيثُ بهدنةٍ
بعيداً عن خرائطِ العناءِ
ومخاضِ الجّدوى
وفي كُلِّ مرَّةٍ
يلبسُ ثوبَ نبيٍّ
في العتمةِ
يسحَبُ الدّلوَ من البئرِ
مُحمَّلاً بالرّملِ
ثُمّ يسقطُ
في وحلِ القاعِ
معصوباً بالغفلة

وهذه قراءة لنصي ( تراتيل الفراغ) للكاتبة والناقدة التونسية عزة الخزرجي ...

تراتيل  الفراغ  و أنغامها الموجعة
انفتحت عين المطلَ على مدارات رعب وتلاش على حقائق  تجليها لا يورث الاَ ضنى وشقاء  موجعا.
 ومن الحقائق الراجمة عنت المكان وتباعد مسافات التلاقي فهي  عصيَة عن الطيَ والاختزال وفي اتساعها تتمدَد أرض التباعد اذ أنَها فجوات مفزعة ما مدت جسور التلآمها.
هذا عن المكان وعنفه وسطوته وقد افقد البلل كنهه وماهيته وأضحى بلل تعثَر واختلال لا اتزان اذ أنه ماء آسن للعلوق بطين الدروب الوعرة غير السالكة لا ماء الطمأنينة والسكينة والحيَز المكاني المفتوح على التشرَد وأرض التيه لم يغترب عن حيَزه الزماني وعن معطى زمني بلا تخوم وبلا سقف  يقي من عصف الحلقات المفرغة سريعة الدوران حدَ االدوار
وعيون الزمن محض فراغ
 وهكذا  تقف الذات المطلة على مدارات الرعب والتلاشي في مهبَ أسئلة  الحرقة والمحنة الوجوديَة محنة اضاعة بوصلة  اهتداء الى مراسي السكينة وما يعقبها من تشرَد وجودي واغتراب عن المحيط وفيه  فتأخذ أسئلة التغريبة الانسانيَة بعضها برقاب بعض اذ أنَ اشكاليَة الانتماء تطرح بالحاح
 فلأي وجهٍ انتمي؟.
 وتتظافر عناصر مناوئة لتعمَق هذه المحنة محنة فرد اشكالي عليه مواجهة أطراف مناهضة له حتَى ذاكرته التي تضنَ عليه بما لا يطلب عادَة النسيان حتَى تسكن حدَة الاضطرام النفسي ولو  لحين اذ أن َ جلد سياط القلق والحيرة أدمى النفس وأثخنها جراحا وهي عاكفة على رتق فتوق الكينونة حتَى لا تتشطَى وتنهار
والنسيان جرح مضيء
اتّخذهُ ذريعةً للبقاء
أُخيط به الشّق الصاعد في الذاكرة

 وقبل لحظة التهاوي تتشبَث بمرقاة انتشال من مهاوي أرض التيه وبهديل مسكوب على زجاج النوافذ سيقدَ سلَم ارتقاء وسيؤلف أناشيد عروج وتراتيل احتفاء بمن كان  الملاذ الأخير
فهل سيدرك من صمَ أذنيه صراخ بأرض الغياب واتساع فجوات الفراع طلبته؟

تراتيل الفراغ
...................................................
مابالُ تلك المسافات
لازالت على ذمة المنافي
مبللةً بالغياب
والسؤال مجرّةٌ مأهولة بعَفَنِ الحماقات
وعيون الزمن محض فراغ
فلأي وجهٍ انتمي؟!
والنسيان جرح مضيء
اتّخذهُ ذريعةً للبقاء
أُخيط به الشّق الصاعد في الذاكرة
المتخمة بالشعر
فاعود خالي الوفاض
الاّ من هديلك المسكوب على زجاج النوافذ
و دعاءٍ معتلّ الآخِر
والشوق برزخٌ
يشي بتراتيل الغواية
والحروف فراشات منهمكة
في تلاوة اسمكِ
حتى الرمق الاخير
وانا اطلب وجهكِ في خرائطٍ
لاتفتح نوافذ اذرعها
وصورتكِ موغلةٌ في جَلْدِ المرايا
تضاجع الفراغ
في مساءٍ
كان فيه جِسْرُ الرّغبة
ملغوماً بضجيج العابرين
....................... احمد العلي _بابل_
1/2/2016

في الختام وافر الشكر والامتنان للشاعر الاستاذ جاسم ال حمد الجياشي لجهوده الجبارة في اثراء المشهد الثقافي والادبي والتوثيق المميز ...تحياتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤرخ موسوعة المبدعين العرب جاسم آل حمد الجياشي .. مع التحايا القلبية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق