الجمعة، 27 أكتوبر 2017

وأشرق وجُ الطين / للشاعر د . عبد الجبار الفياض // العراق

وأشرقَ وجهُ الطّين
بلسانٍ لا يعبرُ جَبلَ الضّاد 
تعقلُهُ حروفٌ 
أشرقَ فيها وجهُ الله 
بلهجةِ مَنْ ثُنيَتْ لهُ الوسادة . . .
عطرٌ
يضوعُ بينَ النّاس لنا ؟
لا . . .
يلعقُ كلَّ خطوةٍ في دربِنا ؟
لا . . . 
إذا حُمَّ قضاءٌ علينا
يضعُ الحياةَ خلفَهُ ؟
لا . . .
إذنْ 
أيّانَ يمّمَ
تُغلقُ أمامَهُ كُلُّ الأبواب . . .
وإنْ 
أضيفوهُ رقماً على شاهدة 
تندُبُهُ صرخاتٌ مُنخنقة . . .
. . . . .
اجعلوا تنّورَهُ زنزانةً 
يدخلُها الرّغيفُ مطارداً من كُلِّ الجهات . . . 
لشدّ كُرهنا لرغيفٍ مُناضل !
فرّقوا ما حولَه
فقد تُكسرُ لآحادٍ عصا . . .
قطّعوهُ أطرافاً من خلاف 
فما زالَ أمرُ الفرعونِ سارياً !
وسبّابةُ هامانَ سيفٌ 
ينامُ حينَ البطشِ خارجَ غِمدِه في ساحاتِ المدينة . . .
أليسَ القتلُ مُسلّياً كتدخينِ سيجارة ؟
. . . . .
دعوهُ 
يمضغُ ألّمَهُ بصمت . . .
يعيشُ وحدَه 
وحدَهُ يموت . . .
أضاعَ فرصةً أنْ يلبسَ الحرير 
ويشربُ الحياةَ من يدٍ حرير . . .
كذا حالُ الجّاهلين لفقهِ الإنحناء 
إنَّهم يموتون قبلَ موتِهم 
يرسمون فجراً بترابِ القبور !!
. . . . .
يا آلَ وجهِ يهوذا . . . 
ماذا أبقيْتُم لشذّاذِ الحُقبِ المُلتوية ؟ 
ألم تسمعوا بعدُ أجراساً لهولٍ تُقرع ؟ 
أما علمْتُم أنَّ المرايا ثرثارةٌ بمفرداتِ عُريّ
النّخّاسين ؟
أترابٌ تتمنوْنَهُ يومَ الحشْر ؟
النّعامةُ في كلِّ الأحوال عارية . . . 
لا يحفظُ الرّملُ وِدّاً لقربةِ ماءٍ !
. . . . .
لنْ تُغادروا بصندوقِ خَشبٍ فوقَ الأكتاف 
الكَفنُ المسروقُ لا يسترُ عوْرة . . .
ادفعوا لحفّارِ القبورِ أجرَهُ سلفاً
فقدْ تَضيقُ للحالِ يدٌ . . .
ما خلّفتْم من رمادٍ 
طريقاً يخطُّ لكم إلى ذاتِ لهب . . .
. . . . .
ليس وحدَهُ 
مَنْ عافَ موائدَكم الدّاكنة . . . 
صوراً
طفتْ فوقَ تحتِها الآسن . . . 
تضفْدعَتْ ولمّا تقرأْ قصةَ الطّوفانِ والطّين
ما منْ جبلٍ عاصم
لو تحدّثَ التّنورُ بماء . . .
. . . . .
حجارةُ الرّجمِ 
لم يجمعْها وحدَه . . .
ليسَ وحدَهُ 
مَنْ سيقولُ للشّمسِ غداً :
قفي
موكبُ النّورِ يمرّ . . .
لُمّي ضفائرَكَ عن حقول القمحِ والزّيتون
لستِ وحدَك مَنْ يحملُ تباشيرَ الشّروق . . . 
لي موعدٌ 
قبلَ أنْ يتنفّسَ صبحٌ لكِ تلدين . . .
آنَ لي أنْ أشرق !
. . . . .
عبد الجبار الفياض 
أكتوبر / ١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق