الخميس، 26 أكتوبر 2017

القصدية المعنوية للتلازم ( الصوت - دلالي ) في النص القصير ( سأنزع ابتسامة) ) للشاعرة مرشدة جاويش // بقلم الاستاذ باسم الفضلي // العراق

القصدية المعنوية للتلازم ( الصوت ـ دلالي ) في النص الفصير ( سانزع ابتسامة ) 
للشاعرة مرشدة جاويش 
دراسة تحليلية 
النص:
سأنزعُ ابتسامةَ
الرفيف 
المكسورِ الصدى وأطوّحُ بأسرار النثّارالملعون
السقسقة إلى كهوف العيونِ المسدولة الشفاه
استبيح سرابي
......
الدراسة :
تتجلى في سيميائية لغة هذا النص القصير ، تلازمية المستويين الصوتي / الدلالي ، لبنيته
الاسلوبية ، وبغائية تعميق اثر مرسلاته الخطابية ( السايكو ـ فكري ) لدى المرسل اليه
بما يزيد من انفعاليته النفسية بالنص بموازاة تعاطيه الواعي معه . 
حيث نلاحظ :
1 ـ تكرار الحرفين المهموسين ( السين ، الصاد ) / 11 مرة في نص يبلغ عدد
مفرداته / 17 مفردة ، والهمس هو الصوت الرقيق مع ضعف ، وهذان الحرفان يصنفان
تخارجياً ( سياقهما الخارجي / المرجعية المعجمية لمعاني الحروف )
ضمن الحروف الشعورية ، كون ان صوتهما يثيران مشاعر النقاء والبراءة ، وقوة الشكيمة
والسياق اللفظي الذي ترد فيه المفردات ، التي يكون هذان الحرفان من مركبات بنيتها الصوتية
( كل مفردة تتركب من حروف صائتة ) ، قد يفقدهما هذا الاثر ،لغرض دلالي يعنيه الكاتب
في نصه ، غير ان الشاعرة هنا ، حافظت على ( اثرهما الشعوري المذكور ) لتحقيق
الغاية التلازمية التي اشرت اليها اعلاه ، وكما يلي :
الاشارة ( سأنزع ) : صوت السين فيها هيَّأ المسامع لإستقبال اثارة حسيّة انفعالية بريئة ،
اكدها صوت السين في الاشارة التالية لها ( ابتسامة ) ،والتي حقق تخصيص معناها باضافتها
الى : (الرفيف 
المكسورِ الصدى ) 
تلك الاثارة المرتقبة ، لاسيما مع ورود ( سين ) ثالثة في ( المكسور ) 
فالقراءة التحليلية لعموم المقطع :
سأنزعُ ابتسامةَ
الرفيف 
المكسورِ الصدى 
هي : سأخلع عني بريق الحرية الزائفة 
و مقاربتها المعنوية : البحث عن الحرية الحقيقية
والتصريح بهذا المعنى لابد ان يكون بصوت تطغي عليه الحسية الانفعالية النقية مع إباء وأنفة ( معنى
قوة الشكيمة المار ذكرها مع المشاعر التي يثيرها ذلكما الحرفان ) 
وبهذا حققت الشاعرة التلازم الصوتي الدلالي المثالي للتعبير عن المعنى الذي قصدته في
هذه العبارة ، وبالامكان تعميم هذا الالية التلازمية على باقي مقاطع النص 
2 ـ توظيف صوت حروف المد كما في :
إلى كهوف العيونِ المسدولة الشفاه / توالي الواو ثم الالف
و :
استبيح سرابي / توالي الياء ومعهما الالف 
حيث اعطى المد الصوتي هنا ، دلالة تلازمية مع إطلاق الانفعال الداخلي تعبيرا
عن اعلان مشاعر نشدان الخلاص بصوت هادر متدفق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق