الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017

على مهلك // للشاعر الاستاذ : عبد الزهرة خالد // العراق

على مهلك
--------
حبيبي
تعوَّدتُ الكذبَ على أمّي
بالأعذارِ
صديقتِي .. لا تفهمُ الدرسَ
تارةً .. لا أُومن بالأقدارِ
تعلَّمتُ
أن أقطِفَ من أشجارِ الرّيحِ 
عاصفةً يرتديها شوقِي 
في سهرةِ الأحزانِ 
وحفلةِ الأوهامِ
وأخلعَ من فيْءِ الصّفصافِ
خواصرَ
تليقُ بقبضتِك المحكمةِ
كأنّكَ أرقُّ جبّارٌ يتبخترُ بالصولجانِ
حبيبِي 
رغم جهلِي بكلِّ الأشياءِ
في دفاترِ فطرتِي 
جعلتُ الأقلامَ تفكُّ ألغازَ الشِّعرِ
ويبدو في المدادِ 
قافية اللونِ وعلم الغزلِ
أعلم أنّه في رجولتِك 
تنضجُ أصابعُ العنبرِ
وتنضحُ قواريرُ أنفاسكَ 
على أثوابي عطرًا 
يشبهُ ملكةَ اللّيلِ عند المنّحرِ 
لهفتكَ سيمفونيةُ الحبِّ
تعزفها رخامةُ صوتِكَ
وراء خطواتِي
جريُكَ الجريءُ
الماراثونِيُّ 
يكشفُ مدى قسوتِكَ 
على قلبكَ 
أهدأُ ولو بنزرٍ بسيطٍ 
لعلِّي أفهمُ 
مِن أين أبلعُ قُبلتكَ 
لحظةً من فضلِك 
سأكذبُ على أمِّي
مرَّةً أخرِى 
أنا القادمةُ 
لا تُتعبْ نفسَكَ
إنِّي أدمنتُ الهروبَ من نفسِي
إلى حاناتِ الهمسِ
إليك .. يا ملجأ القمرِ أيامَ العتمةِ
خذْ بِنَاصيتِي 
إنِّي متعبةٌ جدًّا
من قشعريرةِ مُراهقَتِي
وامنحْنِي فتاتَ العقلِ
لعلِّي يومًا أخجلُ...
----------
عبدالزهرة خالد
البصرة / ١٦-١٠-٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق