المتتبع لحركة الشعر الحر بالتأكيد يعلم أن هذا اللون المنقول الى عالمنا العربى على يد الرواد من الغرب و بالتحديد فرنسا اِنما نشأ و تربطه علاقة وشيجة بحركات التحرر التى كانت متوهجة فى عالمنا العربى وقتها .
و قد وجد هذا اللون قبولاً فى نفوس القراء لما يروج له من دعوة الى الحرية .
تبارى الرواد و من جاء بعدهم فى القضاء على سطوة التفعيلة فى النص سواء باستخدام تقنية التدوير أو العمل بكل ما بين أيديهم من زحافات و علل موروثة عن الشعر العمودى و كذلك استحداث تعديلات على التفعيلات تحت مسمى تكسير القيود و الحداثة و أن الفكرة و المعنى هما الأهم
حين قام الخليل بن أحمد بدراسة الغروض لم يؤلف أوزاناً و يطالب الشعراء بالكتابة عليها بل قام بعمل اِحصائيات للأوزان الشائعة و استبعد و أهمل الكثير من الأوزان النادرة و الشاردة و الغير متوافق عليها من مجموع الذوق العام .
و الأن مع فوضى التفعيلة فى شعرنا الحر هل نحن بحاجة الى خليل جديد يقنن لنا ما يجوز و مالا يجوز فى عروض شعرنا الحر ؟ أم هو شعر بلا ضوابط و قيود ؟
من خلال النماذج التجريبية تبين أن كتابة الشعر الحر على بحر من البحور ذوات التفعيلتين يعتبر قيد و يخالف مفهوم الحر و مكنونه فبات الأمر كله متعلق بالبحور ذوات التفعيلة الواحدة . و قد تبين أن بحور الكامل و الرمل و المتقارب و المتدارك لا خلاف على تفعيلاتها بما تتضمنه من زحافات و علل .
و تتبقى الاِشكالية المهمة فى بحور الرجز و السريع و الوافر و الهزج و قد اِعتبر بعض النقاد أن الرجز و السريع بحر واحد فى الحر و كذلك اعتبروا الوافر و الهزج بحر واحد فى الشعر الحر .
بيد أن دمج الوافر و الهزج لم يحدث الخلل الذى أحدثه دمج الأخرين و ذلك لأن الوافر يحمل فى عروضه تفعيلة الهزج و يمكن ملاحظة ذلك حتى من الشاهد العروضى للوافر :
لوافر عبرتى رقت طباعى ------------------------مفاعلتن مفاعيلن مفاعى
بيد أن الأمر يختلف مع مستفعلن الرجز و السريع و ملحقاتها .
و هى الحالة الجديرة بالبحث و هى محل نقاشنا هنا
أنا أميل الى تحرير الشاعر من كل القيود و المعوقات و أن يعمل الشاعر على التجديد و الابتكار مع مراعاة العلاقات الموسيقية و كل ما وصل اليه من منجز علمى الالفونولوجى و الفوناتيكس ..
و على الشاعر الموهوب الانطلاق و التحليق فى المعانى و الأخيلة مع مراعاة تقديم وجبة موسيقية ترضى ذائقة المتلقى .
الشعر العمودى يمتاز بموسيقاه الواضحة و اِيقاعه المنتظم و الشعر المنثور لا يخضع لأى قيد و يحلق فى اللغة و يجرب ماشاء له أن يجرب فأين الشعر الحر منهما ؟ هل أعطى ما وعد به من موسيقى ؟ و هل أعطى للابتكار و اللغة ما عجز عنهما الشعر العمودى ؟
و قد وجد هذا اللون قبولاً فى نفوس القراء لما يروج له من دعوة الى الحرية .
تبارى الرواد و من جاء بعدهم فى القضاء على سطوة التفعيلة فى النص سواء باستخدام تقنية التدوير أو العمل بكل ما بين أيديهم من زحافات و علل موروثة عن الشعر العمودى و كذلك استحداث تعديلات على التفعيلات تحت مسمى تكسير القيود و الحداثة و أن الفكرة و المعنى هما الأهم
حين قام الخليل بن أحمد بدراسة الغروض لم يؤلف أوزاناً و يطالب الشعراء بالكتابة عليها بل قام بعمل اِحصائيات للأوزان الشائعة و استبعد و أهمل الكثير من الأوزان النادرة و الشاردة و الغير متوافق عليها من مجموع الذوق العام .
و الأن مع فوضى التفعيلة فى شعرنا الحر هل نحن بحاجة الى خليل جديد يقنن لنا ما يجوز و مالا يجوز فى عروض شعرنا الحر ؟ أم هو شعر بلا ضوابط و قيود ؟
من خلال النماذج التجريبية تبين أن كتابة الشعر الحر على بحر من البحور ذوات التفعيلتين يعتبر قيد و يخالف مفهوم الحر و مكنونه فبات الأمر كله متعلق بالبحور ذوات التفعيلة الواحدة . و قد تبين أن بحور الكامل و الرمل و المتقارب و المتدارك لا خلاف على تفعيلاتها بما تتضمنه من زحافات و علل .
و تتبقى الاِشكالية المهمة فى بحور الرجز و السريع و الوافر و الهزج و قد اِعتبر بعض النقاد أن الرجز و السريع بحر واحد فى الحر و كذلك اعتبروا الوافر و الهزج بحر واحد فى الشعر الحر .
بيد أن دمج الوافر و الهزج لم يحدث الخلل الذى أحدثه دمج الأخرين و ذلك لأن الوافر يحمل فى عروضه تفعيلة الهزج و يمكن ملاحظة ذلك حتى من الشاهد العروضى للوافر :
لوافر عبرتى رقت طباعى ------------------------مفاعلتن مفاعيلن مفاعى
بيد أن الأمر يختلف مع مستفعلن الرجز و السريع و ملحقاتها .
و هى الحالة الجديرة بالبحث و هى محل نقاشنا هنا
أنا أميل الى تحرير الشاعر من كل القيود و المعوقات و أن يعمل الشاعر على التجديد و الابتكار مع مراعاة العلاقات الموسيقية و كل ما وصل اليه من منجز علمى الالفونولوجى و الفوناتيكس ..
و على الشاعر الموهوب الانطلاق و التحليق فى المعانى و الأخيلة مع مراعاة تقديم وجبة موسيقية ترضى ذائقة المتلقى .
الشعر العمودى يمتاز بموسيقاه الواضحة و اِيقاعه المنتظم و الشعر المنثور لا يخضع لأى قيد و يحلق فى اللغة و يجرب ماشاء له أن يجرب فأين الشعر الحر منهما ؟ هل أعطى ما وعد به من موسيقى ؟ و هل أعطى للابتكار و اللغة ما عجز عنهما الشعر العمودى ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق