الخميس، 26 أكتوبر 2017

قراءة تحليلية مقتضبة لنص الشاعر السوري فيصل سليمان // بقلم الاستاذ باسم عبد الكريم الفضلي // العراق

قراءتي التحليلية المقتضبة لنص الشاعر السوري الرائع فيصل سليمان :
.......
خذوا ...فاقع لونها واعقروا سرج الزمن 
واصلبوا برَّ الشآم 
فقطاع الطريق ..." يتربصون بكل عاشقة "
وصالح أولم حلمه جهراً لفوج المارقين
....هنا مروا وكان الحزن منفياً ...
داست على أهدابه ...عبثاً خيول الفاتحين 
هنا شربت بقايا الروح ...من رمق السنين 
........مازال في عصفورة الشوق لبن ....!!!!؟
كتبت بأوردة الصقيع ربيعها
كسرت جناح الريح والتحقت بكوكبة الشجن 
سمراء يلتحف الرجاء هناك شاهدة المرايا 
عشقها المزروع في رئة الكفن 
ماكان لي ,.....للبطم أن يحتلني 
في زرقة الأسماء ....والخفر الأنين 
هل تقبلين ياحبيبتي برعشة الحنين
بطعنة اللقاء في سلاف قبلتين 
سينتهي بذبحة قلبية 
من كان والزيتون عاشقين 
عاشقين.........
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
القراءة :
سوداوية اللوعة هي دلالة الاشارات الطاغية على سيميائية النص الدلالية / المعنوية بدءاً من( اعقروا ، اصلبوا ) ،مروراً ( كوكبة الشجن ، رئة الكفن ) وانتهاءً ( طعنة اللقاء ، ذبحة قلبية ) ، مع ايحاءات اشاراتية ضدية خجولة ، نثرها الكاتب كومضات الشهب تنطفئ على عجل في ظلمة الاولى الحالكة ، مثل { عاشقة ، حلم ، عصفورة ، الشوق ، البطم ( اشجار معمرة منها شجرة الفستق الحلبي / ماحوليات النص: موطن كاتب النص سوريا ) ، حبيبتي ، رعشة ، الزيتون } ، ناهيك عن الاشارات الدالة على المعنيَين المذكورَين والمتروك تقديرهما للقارئ عند ملئه البياضات المتروكة ، بقصدية ( بصرشكلية ) رمزية ، امام / بين العبارات النصية ، وهذه التقابلية غير المتكافئة بين سوداوية لوعيّة كثيفة و ضديدها المبعثر الاثر على جسد النص ، تعكس تصارعية اعداء الحياة ( بسوداوية افكارهم وكثافة تواجدهم ) على ارض الشام ( واصلبوا برَّ الشآم ) وقتلهم سائر معاني الانسانية والمحبة ( ..." يتربصون بكل عاشقة " ) ،( هنا شربت بقايا الروح ) ، ولاعجبا .. فكلهم مبارَّكون ومكرَّمون علانيةً من المقدَّس (وصالح أولمَ حلمَه جهراً لفوج المارقين ) ، و من يحلم بقبلة الحبيبة ( دلالة الحبيبة هنا مفتوحة على جميع المعاني ومنها البلاد /الوطن ) بدلالة { من كان والزيتون ( رمز السلام) عاشقين } ،فمقاربة الاشارتين: حبيبتي + الزيتون = البلاد / الوطن الرافل بالسلام ، من يحلم بهذا فمصيره :
سينتهي بذبحة قلبية 
من كان والزيتون عاشقين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ/ باسم الفضلي ـ العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق