السبت، 21 أكتوبر 2017

رشاد بري // للشاعر الاستاذ : علاء الدين الحمداني // العراق

.. رشاد بري ..
صَعدتُ ألى السطحِ
على ما أَذكُر ..كانَ يومُ غد أمتحان 
معتمٌ الليل ..
صوتُ شاحنات النقل 
أسمعها من بعيد .. وهي تمرق مسرعة..
نيازك .. تعبر السماء .. تختفي
تُلاحِقُها عيناي السرمديتين
صوت سرير جارنا
المتزوج حديثا 
يشاغبني
أتجنب الأستماع اليه .. 
قال أبي .. 
لا أقبل بأقل من ٩٠%
مُعسِرةٌ هذهِ النسبة
وسطَ هذه الليلة الماجنة 
جارتنا في الشارع المقابل 
تُطفئ النور وتوقدهُ عدة مرات
نعم هي تُثْبِتُ .. أنها موجدة
أَسْبِقها بِمَرّحَلةٍ واحدةٍ 
تَسْبقُني سنة عمرا ..
في أخر سطوٍ مجنونٍ
عَبَرتُ سياج حديقتهم 
كانت قبلةً شفيفةً ..
كما أظن ... طعمها الرشاد البري ..
لي رغبة أنْ أُنهر جارنا 
ليته ينتهي .. 
رغم أني مدعي ... متمنع
صرير السرير يكاد لا يتوقف
وأنا لست على ما يرام ..
طويت الكتاب 
تكاد جارتي أنْ تُعَطِلَ المصباح
الوقت تجاوز منتصف الليل
رائحة (الشبوي) تُزكم أنفي
شجرة السدر ..دالية على السطح
فِكْرَة ...طالما راودتني ..
عَهِدتُها مرارا.. 
رَكَنتُ كتابي ..
برشاقة القط ...
أتخذت الشجرة سُلما
الباب موارب .. 
آهٍ ... لحرارة الرشاد .. أشبعتني 
تَكفيني القُبل .. 
كم كنت... اُحبها سدرتنا الحبيبة..
أَشُم رائحة الفجر ..
كما تَركتهُ الكتاب ...
نداوة الغَبش على أوراقه .. 
ثلاثة ساعات للنوم ..قد تكفي 
صحوت .. 
كم كان صباحا جميلا ..
صوت بائعة الخضرة الممتزج طيبة
خضرة ..رشاد (تازة ) .
أبتسمت ... 
حرقته لم تزل في فمي
دخلت الامتحان ...
وبين وهلة ... واخرى
يضجُ في مسمعي 
صرير السرير ... 
ولا يغادر مخيلتي أصرار أبي ..
محظوظ انا ...
كم أحب الرشاد ... والتين
وسطحنا الآيل للسقوط 
........
علاء الدين الحمداني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق