الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017

انتصار رغم الداء // للشاعر الاستاذ : عبد الله المحمدي // تونس

انتصار رغم الداء
غريب أنت يا عالم وكل من فيك غريب رغم الكثافة في المساكن وعلى الطرق. كلنا مساكين بدون استثناء : الجاهل منا مسكين والعالِم مرفوض ، فكره ممنوع وإحساسه مشبوه وفعله مردود . قوِينا موبوء وضعيفنا مغصوب وأنا وأنت وهو وهي وهم وهن بقينا على الهامش مفروزين معصوبين مجروحين نازفين مكروهين مطرودين مذمومين منبوذين ...كل ذلك خوفا من أن يطالنا نور أو لعلنا نشتهي يوما أن نطاله فيتغير الوضع ويزهر التراب المضمخ بالدماء فيثمر وعيا وحرية بدل حرية الغاب التي نعيشها اليوم بنكهة المغص والذل والموت وقوفا دون إرادة .
هذا أنا ، بل هذا نحن شئنا أم أبينا ، والإباء في زمننا تهمة عقوبتها الرمي في واد سحيق من الحقارة .
ولكننا رغم هذا الوضع الرديء إلى حد السفالة مازلنا نتوق إلى الصعود حيث الذات تتنفس دون مهانة .
عبدالله محمدي. تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق