السبت، 21 أكتوبر 2017

مدينتي 4 . من السارق ؟ // بقلم الاستاذ حميد شغيدل // العراق

مدينتي ٤. من السارق 
................
دار من الطين بغرفتين السياج الخارجي من الحطب الغرقة الاولى فيها سرير من السعف فرشت علية سجادة قديمه ولحاف من القطن ووسادة من الصوف وفي ركن الغرفه صندوق خشبي فيه اغراض الاب هي عباره عن ثوب وعباءه وعقال وحذاء بالي تفنن في خياطته اكثر من مره تحت سريره قرب راسه قارورة ماء قديمه .
الغرفة الثانيه منام الام بساط على الارض ووسادة رفعت باكثر من لون وغطاءلا يختلف عن لحاف زوجها .بمنتصف الغرفه موقد صغير وطباخ نفطي ازرق وفي الجانب الاخر منضدة خشبية وضعت عليها اغراض الطبخ من مواعين وقدر واحد كبير وقدر صغير فهما جديدان نوعا ما فاستخدامهما قليل .
هذا هو دار ابو حسن الرجل العصامي الذي يابه ويانف من ان يمد يده ولو قرضه من اخيه .فهو القادم من الجنوب بعد ان سلبت ارضه من اقرب الناس اليه شقيقه الذي باعها بحفنة شاي وكيلو سكر وكيس تبغ كما يقول دائما
صاحت زوجته وقد ملاء السعال غرفتها يا رجل تعال وكل مما قسم الله فالشمس على وشك البزوغ ..نهض مسرعا توضاء وصلى ركعتي الفجر ونافلتها واستغفر الله وصلى على نبيه وجلس قرب زوجته يلوك الحبز مع كاس الشاي
سقطت دمعة من عيني زوجته وحبية عمره قفز ماسحا دمعتها مقبلا راسها ..ما بك ياقرة عيني دفعت يده برفق وقالت ..انا الان في الشهر الخامس لم يبقى لي الا اشهر قليله والد وليس عندي حتى قطعة قماش فهذا ثوبي ارقعه بين فترة واخرى .
شرب شايه صامتا وحمل سلته وخرج دون ان ينطق بكلمه.
سوق المدينه فيه بضع دكاكين للقصابين والبقالين والبزازين يتجمع فيه الرجال منهم من يعمل مع اصحاب المحلات ومنهم ينتظر زبونا ميسورا ليتسوق فيوصل ما تسوق الى داره مقابل درهم والدرهم يكفي لمعيشته يوما.
صاح الرجل على ابو حسن طالبا منه ان يرسل ما تسوق فورا الى البيت لانه على موعد مع ضيوف اعزاء واعطاه اجره مضاعف لان سبق وان لم يعطه اجره مسك الدرهمين وهرول فرحا سلم اغراضهالى صاحب الدار وعاد مسرعا الى السوق ..جلس عند البزاز وهمس في اذنه اريد منك قطعا من القماش لان زوجتي على وشك الانجاب ..واعطاه الدرهمين .استلم قطع القماش والتي هي عباره عن فضلات قطع متعددة الالوان جاء بها مسرعا فرحت زوجته وسلمها بكرة خيط والابره .
نامو تللك الليله على حفنة من التمر ورغيف الخبز حامدين الله وشاكرين له. 
ضل ابو حسن على حالته وام حسن اكملت خياط قطع القماش يستبشرون ان يكون المولود ولدا لانها بين مده واخرى تتكرر عليها الرؤيا .
خرج ابو حسن كعادته كان الجو معتدلا والرياح تداعب الاشجار والشمس لا زالت وراء الحجب يتخطى الدور الشاهقة لمح من بعد امتار سقوط سترة سوداء من سياج السطح العائد الى الحاج صادق ..سار مسرعا وحمل الستره متجها الى الدار وما ان اراد ان يطرق الباب حتى خرج الحاج صادق ومسك ابو حسن من رقبته ..يا سارق ..اقسم ابو حسن بانه لم يسرق الا ان اصرار الحاج صادق واهانته له وطعن كبرياءه دفع ابو حسن ان يضرب الحاج صادق بعصاه تجمع اهل المنطقه وبقي الحاج صادق مصرا على موقفه بالرغم من توسل اهل المنطقه حضر العريف شاكر واقتاد ابو حسن الى مركز الشرطه سابا شاتما متوعدا لان الحاج صادق دس في جيبه ورقة زرقاء.
اودع ابو حسن السجن وحكم عليه ثلاث سنين.
ام حسن كانت تولول مع جارتها ام حبيب التي لم تتركها ..منتصف الليل جاء المخاض لا تملك ام حسن سوى قطع القماش هرعت اليها ام حبيب وركضت الى القابلة التي تبعد قليلا حضرت القابله وام حبيب لتجد ام حسن مرمية على الارض وقد فارقت الخياة ماسكة بيدها ثوباابيضا خطته بيديها المرتعشتين .
ابو حسن لم يدم طويلا اصابه السل في السجن وغادر الحياة .
الغريب ان الجامع الوحيد في المدينه شيده ابو صادق
كتب عليه هذا من فضل ربي نسالكم الاجر والثواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق