دراستي عن( ق.ق.ج ) للاديبة السورية مرشدة جاويش ( صمت القبور ) :
ق.ق.ج
صمت القبور
************
لديها هاجس حزين
كيف ستزور أمواتها للمرة الأولى
كانت ترتعش وتفيض وجلاً
من الصمت!!!
هذا ماخيّل إليها وهي تهم بالدخول إلى المقبرة
حين عادت..
كانت تبتسم.....
فقد وجدت الأموات جميعهم يضحكون.....??!!!
قصة : مرشدة جاويش
..............................................................
الدراسة :
للوهلة الاولى بعد التعرف على عنوان القصة ، يراود القاريء الشكوك في صوابية اختيار الكاتبة لعنوان نصها القصصي فهو تقليدي ،ضعيف الدلالة يفتقد لأية خصيصة من الخصائص الفنية التي تتطلبها ( العتبة ) باعتبارها المدخل ( او كما اسميها انا المفتاح ) لفهم النص ، فالصمت سمة غير غريبة عن للقبور ، بل ملازمة لها تلازما بدهياً تطابقي الاشارة، لاإشتغال إبداعي على خلق او اضافة مقاربة مبتكرة بينهما ، فكلا المفردتين المضاف ( صمت ) والمضاف اليه ( القبور ) يدلان ويشيران الى ( الانقطاع والتوقف الحركي ) ، فالصمت / موت الصوت آنياً او ابدياً ، انقطاع وتوقف ميكانيكية حدوثه ( اهتزاز الحبال الصوتية داخل الحنجرة البشرية المنتجة له، وتوقف اهتزاز ذرات الوسط المادي الناقل له ، كذلك توقف حركة التركيبات العظمية ، والنشاط العصبي لأذن الشخص المستلمة له ، والموت بدوره هو توقف وانقطاع الحياة بتوقف وانقطاع اسباب وجودها داخل / خارج الجسم الحي ، ولما كنت اتعامل مع النصوص وفق منهجية ( مايقول النص لا من يقوله ) فقد لجأت الى تأجيل الحكم النهائي على صائبية / لاصائبية اختيار ذلك العنوان الى مابعد الانتهاء من دراسة النص ( اجلت كذلك تحديد جنسه الادبي ) ، الذي اعتمد
الحكائية الخطابية ، على لسان راوٍ لعب دوراً مزدوجاً : فهو مخرج و سينارست ينسج ببنية وقتية متداخلة (ستزور / ز. مستقبل قريب ، كانت / ماضٍ ، ترتعش ، تفيض / ز. حاضران انيان ، خيل / ماضٍ مجهول .../ تهمُّ / ز. حاضر اني ، عادت ، / ماض ، كانت / ماض ، تبتسم / ز . حاضر اني ، وجدت / ماضٍ
./ يضحكون / ز. حاضراني، انيان ) ، لتكون ظرفاً زمانياً (مشوهاً ) لمجرى سير ألحدث / الفعل الدرامي أحادية الفاعل ( بطلة الحكاية الشبحية الملامح ) ، متصاعدة بإيقاع حركي سريع ( الانتقالات والتبدلات الصورية للحدث ) ، لتبلغ غايةً ( نهاية ) مصاغةً بمهارة ( شعر / قصيّة ) عالية . وبإيحائية (شعورية / عقلية ) عميقة المعنى والقصد . مما مثل ( ضربة فنية ) ، فاجأت المتلقي ، واخرجته من حالة التشكيك بمقبولية العنوان وضعفه فنياً ، وجعلته يقف طويلاً امام شدة ذكاء وعمق احترافية الصنعة القصصية ،اللذين تتمتع بهما المؤلفة، وجعلاها ( تفصل ) العنوان تفصيلا على مقاس الاثر ( الفكر / شعوري ) الذي ستخلفه ضربة القصة الفنية في المتلقي ، فالمؤلفة لجأت الى استدراج القاريء ( وربما خداعه فالغاية السامية للمنجز الابداعي تشفع وتبرر لها وسيلتها) الى كمين اعدته له سلفاً لتصيب وعيه بضربتها الفنية تلك ، التي تعبر عن صميم وجوهر فكرة قصتها وهي ( اننا احياء اموات في اوطاننا التي شاه وتداخل فيها الزمن وتقاطع .. احياء يبكي على ضياعنا حتى الاموات)
فهي جاءت بذلك العنوان لتُوهمَه بأن لامفاجآت ، او مفارقات غريبة ، ستقطع عليه تقليدية تعاطيه الاستهلاكي مع قصة يوحي عنوانها بخلوها من جديد المقاصد ،فلا قلقاً من مشقة فهم ، ودورانها في فلك المضامين المألوفة ، والنهايات المعروفة ، فلا حاجة لإعمال واتعاب الفكر, وما عزز من ايهامية العنوان للقاريء ، طبيعة المفردات الحزينة التي تكتظ لها القصة ، وسوداوية صورها الباعثة على
التألم ،و التداعيات النفسية المخيفة التي تفتقها في الاعماق اشارات تبثها مرسلات مثل ( الاموات / المقبرة ) في اجواء القصة، حتى بلوغ تلك النهاية / الضربة ،
هذه الضربة تجعلني ابحث عن جنس ادبي اوسع واكثر عبوراً للمطروق من الاشكال والاساليب القصصية .
ـ باسم الفضلي / العراق ـ
ق.ق.ج
صمت القبور
************
لديها هاجس حزين
كيف ستزور أمواتها للمرة الأولى
كانت ترتعش وتفيض وجلاً
من الصمت!!!
هذا ماخيّل إليها وهي تهم بالدخول إلى المقبرة
حين عادت..
كانت تبتسم.....
فقد وجدت الأموات جميعهم يضحكون.....??!!!
قصة : مرشدة جاويش
..............................................................
الدراسة :
للوهلة الاولى بعد التعرف على عنوان القصة ، يراود القاريء الشكوك في صوابية اختيار الكاتبة لعنوان نصها القصصي فهو تقليدي ،ضعيف الدلالة يفتقد لأية خصيصة من الخصائص الفنية التي تتطلبها ( العتبة ) باعتبارها المدخل ( او كما اسميها انا المفتاح ) لفهم النص ، فالصمت سمة غير غريبة عن للقبور ، بل ملازمة لها تلازما بدهياً تطابقي الاشارة، لاإشتغال إبداعي على خلق او اضافة مقاربة مبتكرة بينهما ، فكلا المفردتين المضاف ( صمت ) والمضاف اليه ( القبور ) يدلان ويشيران الى ( الانقطاع والتوقف الحركي ) ، فالصمت / موت الصوت آنياً او ابدياً ، انقطاع وتوقف ميكانيكية حدوثه ( اهتزاز الحبال الصوتية داخل الحنجرة البشرية المنتجة له، وتوقف اهتزاز ذرات الوسط المادي الناقل له ، كذلك توقف حركة التركيبات العظمية ، والنشاط العصبي لأذن الشخص المستلمة له ، والموت بدوره هو توقف وانقطاع الحياة بتوقف وانقطاع اسباب وجودها داخل / خارج الجسم الحي ، ولما كنت اتعامل مع النصوص وفق منهجية ( مايقول النص لا من يقوله ) فقد لجأت الى تأجيل الحكم النهائي على صائبية / لاصائبية اختيار ذلك العنوان الى مابعد الانتهاء من دراسة النص ( اجلت كذلك تحديد جنسه الادبي ) ، الذي اعتمد
الحكائية الخطابية ، على لسان راوٍ لعب دوراً مزدوجاً : فهو مخرج و سينارست ينسج ببنية وقتية متداخلة (ستزور / ز. مستقبل قريب ، كانت / ماضٍ ، ترتعش ، تفيض / ز. حاضران انيان ، خيل / ماضٍ مجهول .../ تهمُّ / ز. حاضر اني ، عادت ، / ماض ، كانت / ماض ، تبتسم / ز . حاضر اني ، وجدت / ماضٍ
./ يضحكون / ز. حاضراني، انيان ) ، لتكون ظرفاً زمانياً (مشوهاً ) لمجرى سير ألحدث / الفعل الدرامي أحادية الفاعل ( بطلة الحكاية الشبحية الملامح ) ، متصاعدة بإيقاع حركي سريع ( الانتقالات والتبدلات الصورية للحدث ) ، لتبلغ غايةً ( نهاية ) مصاغةً بمهارة ( شعر / قصيّة ) عالية . وبإيحائية (شعورية / عقلية ) عميقة المعنى والقصد . مما مثل ( ضربة فنية ) ، فاجأت المتلقي ، واخرجته من حالة التشكيك بمقبولية العنوان وضعفه فنياً ، وجعلته يقف طويلاً امام شدة ذكاء وعمق احترافية الصنعة القصصية ،اللذين تتمتع بهما المؤلفة، وجعلاها ( تفصل ) العنوان تفصيلا على مقاس الاثر ( الفكر / شعوري ) الذي ستخلفه ضربة القصة الفنية في المتلقي ، فالمؤلفة لجأت الى استدراج القاريء ( وربما خداعه فالغاية السامية للمنجز الابداعي تشفع وتبرر لها وسيلتها) الى كمين اعدته له سلفاً لتصيب وعيه بضربتها الفنية تلك ، التي تعبر عن صميم وجوهر فكرة قصتها وهي ( اننا احياء اموات في اوطاننا التي شاه وتداخل فيها الزمن وتقاطع .. احياء يبكي على ضياعنا حتى الاموات)
فهي جاءت بذلك العنوان لتُوهمَه بأن لامفاجآت ، او مفارقات غريبة ، ستقطع عليه تقليدية تعاطيه الاستهلاكي مع قصة يوحي عنوانها بخلوها من جديد المقاصد ،فلا قلقاً من مشقة فهم ، ودورانها في فلك المضامين المألوفة ، والنهايات المعروفة ، فلا حاجة لإعمال واتعاب الفكر, وما عزز من ايهامية العنوان للقاريء ، طبيعة المفردات الحزينة التي تكتظ لها القصة ، وسوداوية صورها الباعثة على
التألم ،و التداعيات النفسية المخيفة التي تفتقها في الاعماق اشارات تبثها مرسلات مثل ( الاموات / المقبرة ) في اجواء القصة، حتى بلوغ تلك النهاية / الضربة ،
هذه الضربة تجعلني ابحث عن جنس ادبي اوسع واكثر عبوراً للمطروق من الاشكال والاساليب القصصية .
ـ باسم الفضلي / العراق ـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق