الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

بيت العز والسماء // للشاعرة المبدعة وفاء تقي الدين // سوريا

بيت العز والسماء ■
أبت الأيام أن تتصالح معي
وأصرت أن تبقيني في درب الجلجلة 
وبقيت عتمة الليل
تنشر كحل سوادها المرير
فخلف نوافذ منزل العز سكن الضوء
بهتت الألوان ونزفت الذكريات 
حكايات وضحكات تستصرخ الروح
ذكريات ضجيجها يصم أذني
منزل دخل بحال سبات عميق
أصابتني ارتجافات من هول ماشعرت 
كنت أنتظر أبي لتعيده كلمة......... ليفرحني
من شرق يتفلت...ويسكر.... و يتغلب القدر 
عليه...... وينصرني
أو كلمة تأخذه لقدر لبرزخ أبدي ... أخسر
وينتصر غروب...... يستقطرني
ومالت الشمس وانحرفت نحو المغيب 
ألوان تملؤ السماء بلون الدم
سال دمي وانسفح من شرياني على جنباتي 
كل الأحزان اجتمعت بباقة ملآى بالاشواك
الدامية
أدمت كياني وجحمت مقلتي 
وبت بحال شرود وضياع وخوف يتربص بي 
خلف ذلك السكون 
يقبع الموت يترصد أرواح الأحباب
آه ياألله وألف آه ...وكل الآهات 
والأحزان سكنت قلبي
هطلت مدرارا فاغرقتني تحت وابل الأسى
نداء من السماء ...
لبيك أيتها الأرواح المتمردة 
أرى جوقة الملائك تحوم تهمهم وترتل تراتيل
عالم البرزخ 
أماه...آه ياأماه 
تأهبي واستعدي لاستقبال شريك حياتك 
قد بدأ زفافك في السماء السابعة 
أبي رحل ورحلت أماه....
ومعكم الحياة رحلت 
جروح الروح أنبتت فطر وقيح ... تمدد
ونزفت...نزفت..... جراحاتي
وكم هي المفارقات غريبة 
ورغم صعوبة الأمر
أعلم أنه قدركما
جعل قبريكما متجاوران تسكنوهما ياأغلى
أحبابي
إني بعيني أرى كم بت قريبة من رمسي
أنتظروني ياأغلى الناس
ودعوا ملائكة الرحمن 
على مائدة آلامي وجراحي 
ينتظروا إعلان قيامتي ورحيلي للملكوت الأعلى
انتظروني واستعدوا لاستقبالي ياأغلى
الأحباب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق