الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

صديقي عزرائيل // للاديب صلاح البابلي // العراق

صديقي عزرائيل ..

لا تطرقْ باباً 
أعرفُ من أين أتيتَ
أيّها العادي بدناءةِ الإشارةِ 
والساعي بدنو المعنى 
لم ننضج بعدُ..
لماذا تُغريكَ طراوتنا؟؟
هل تحبّنا حقّاً؟
جفّت عيونُ إمّهاتنا 
وتخشّبت صوب السماء أيديهن
رجاءً بأن لا تأتي ..
ولكنك صلفٌ مثل ليلِ أرملةٍ طويل 
لا يودّ الرحيل .
وحمّالةُالراحلين تقوّس ظهرها !!
يا صديقي ..
هل علّمكَ اللهُ العطاء!؟؟
فقد أجدبت أرحامُ البواكرِ غيظاً 
وتصحّرت بعيون الرجالِ أنهارها 
وحسبي اللهُ لا تفارقُنا..
يا صديقي ..
لماذا لم تتعلّم بحضرة الأربابِ الكرم؟؟
في مدينتنا كرهوكَ كثيراً
مثلَ ساحرةٍ في أرضِ الكهنة 
جاؤوا بالخوازيق ونصبوا المقاصل .
لكنّك لصٌّ بغيض غفل عنه شرطي الضمير 
لِيسرقَ أحبابنا غدراً .
يا صديقي ..
كنتُ أظنّكَ شُجاعاً ..
هل اطّلعت على ميثاق اللصوص 
هم لا يسرقون أحبابهم .
هبْ أنّكَ لا تزالُ صديقي 
أليسَ من واجبكَ حمايتي؟
خذْ إليك أعدائي ..
رجال الدين،سياسيون،متملّقون،فاسدون ،شواذ،،،،،..
وصدّقني -ياصديقي- 
سنحتفي بشجاعتك كثيراً
وستقرعُ بصحّتكَ الأنخاب 
وترفعُ لذكركَ القبّعة .
وسنقيمُ على شرفك الموائد 
بلا رياء.
يا صديقي أحبّكَ كثيراً 
لكني لستُ مشتاقاً إليك 
لا تطرقْ البابْ
أعرفُ لماذا أتيتَ.

---صلاح النبهاني---

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق