الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

الظلال // للاستاذة جميلة عطوي // تونس

.........الظلال.........
تعوَدت أن تصحو على صوت فيروزيصدحُ ب"طلعت يا محلى نورها شمس الشموسة" 
فتستنفرُ كلَ جوارحها بهجة وتُسارعُ إلى النَافذة تستقبلُ فيض الضَياء.
لكنَها اليوم على غير عادة أحسَت ثقلا في الحركة بل بدت لها النَافذةُ مُرهقة تلبسُ 
الظَلال...أطلَت فهالها طوفانُ الضَباب يُغمَي وجه الشَرق ويُغرقُ الأُفُق في شبه 
عتمة.
تلهَف بصرُها يفتَشُ عن " شمَوسته" فارتطم بها قرصا ذابلا يعلوهُ لونُ الصَذأ 
وينتحرُ في باحته الوُضُوحُ...اهتزَ قلبُها ...أين الشَمسُ يا فيروز؟ هل طالها مصَاصو 
الدَماء فارتشفوا أنوارها ؟هل استباحوا صوتك فدفنوه في غياهب قمقم؟
فركت عينيها تُزيحُ ثقل الخيبة في حين امتدت يدُها ترفعُ أعقاب غُصن ياسمبن 
صُودر أريجُه في غارة عشوائية.
جميلة عطوي 
تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق